تهديد متبادل.. أوروبا بآلية الزناد وإيران بالعتبة الحرجة

الملف النووي.. «شعرة معاوية» بين واشنطن وطهران

يوسف بنده

الملف النووي بمثابة “شعرة معاوية” في العلاقة بين واشنطن وطهران، الذي على أساسه فتح قنوات اتصال بين الطرفين من خلال الوسطاء الإقليميين.

لكن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس الاثنين 4 نوفمبر، تحمل رسائل سلبية تجاه القضية النووية، بعدما أعلن تعليق المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول ذلك الملف، ما يشير إلى أن العلاقة بين الطرفين تقف على مفترق طرق، أهمها الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

دونالد ترامب

دونالد ترامب

حتى لو فاز ترامب

حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، قال بقائي: “في الوضع الحالي، فمن الطبيعي أن تكون المفاوضات النووية معلقة، ومتى سيتم رفع هذا التعليق يعتمد على الأحداث المستقبلية”.

موضحًا: “هناك مسألتان تشيران إلى أن الأطراف تسعى إلى حل القضايا؛ أولاً، تريد إيران رفع العقوبات. وثانياً، لا تريد الولايات المتحدة أن تتجه إيران نحو امتلاك الردع النووي، حتى تحت تأثير الصراع الأخير مع إسرائيل. وهاتان القضيتان ستحددان مستقبل المفاوضات والملف النووي الإيراني، حتى لو فاز ترامب“.

0 Cover Info 2

هاريس أم ترامب؟

في انتظار الرئيس

تشير تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية، إلى انتظار الشخص القادم إلى البيت الأبيض واتضاح سياسته. فإن فاز ترامب، فمن المتوقع أن ينهي قضية أوكرانيا، وهذا سيخفف الضغط بشكل غير مباشر، وخاصة ضغط الأوروبيين على إيران.

ومن ناحية أخرى، فإن فازت الديموقراطية، كامالا هاريس، فهذا سيخلق ظروفاً أفضل لإيران، خاصة أن الديموقراطيين يسعون إلى استعادة الاتفاق مع إيران.

جدارية في طهران

جدارية في طهران

آلية الزناد

أعلن متحدث الخارجية الإيرانية، عن موعد غير محدد لزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى طهران.

وتكشف هذه الزيارة عن مخاوف من استخدام الأوروبيين بتحريك من واشنطن التي غادرت الاتفاق النووي عام 2018م، لآلية الزناد التي بموجبها يتم إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.

وقد علق إسماعيل بقائي على ذلك، بأن إيران قامت بمراجعة كافة السيناريوهات المحتملة، وتم اتخاذ القرار اللازم بشأن احتمالية تفعيل آلية الزناد.

وتحمل هذه التصريحات رسالة مبطنة بأن إيران قد تلجأ إلى الخروج من معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل، بما لا يلزمها بأية شيء أمام القانون الدولي، على غرار إسرائيل التي لم تنضم لهذه المعاهدة الدولية.

وكانت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، ديفيد لامي، أمس الاثنين 4 نوفمبر، بأن بلاده مستعدة لتفعيل “آلية الزناد”، بمثابة رسالة تهديد ضد إيران.

كما يبدو أن هذا التصريح صدر عن الخارجية البريطانية، ردًا على المقترحات التي أعلنها مسؤولون إيرانيون بشأن التوجه نحو تغيير العقيدة النووية بامتلاك السلاح النووي.

علما إيران وأمريكا

إيران وأمريكا

محادثات منتظرة

في حوار مع منصة انتخاب، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر: “من غير المرجح أن تكون هناك إمكانية لإجراء مفاوضات جدية بين واشنطن وطهران بشأن رفع العقوبات والملف النووي حتى منتصف أبريل، بسبب استكمال تنصيب الإدارة الأمريكية الجديدة في البيت الأبيض.

مضيفًا: “لكن في هذه الأثناء، من المفيد والضروري جداً أن تستأنف وتستمر المشاورات مع الجانب الأمريكي، ويفضل أن تكون مباشرة في مكان مثل عمان. والمسألة الآن هي أن مصالح إيران وأمريكا تتقاطع في مجموعة واسعة من القضايا، ولا خيار آخر سوى التفاوض حولها، وإن المفاوضات التي أدت إلى “التفاهم غير المكتوب” في عهد بايدن، والتي يشار إليها أحيانًا باسم “عملية مسقط” قد تمت لهذا السبب”.

كمال خرازي

كمال خرازي

العتبة الحرجة

كان تصريحات كمال خرازي مستشار المرشد الأعلى، علي خامنئي، قد أثارت مخاوف دولية وإقليمية من احتمالية أن تقوم إيران بتغيير عقيدتها النووية.

فقد قال “من المحتمل أن تزيد نطاق صواريخها، كما سترد بالتأكيد على الهجوم الإسرائيلي الأخير في الوقت والطريقة المناسبين… لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية، والفتوى الصادرة عن الزعيم الأعلى هي ما يحظرها”.

في إشارة إلى أن المسؤولين في إيران ينتظرون تعديل فتوى تحريم السلاح النووي، لتغيير العقيدة النووية لدى طهران، باسم امتلاك سلاح للردع الاستراتيجي.

وكتبت صحيفة كيهان الإيرانية، أمس الاثنين، “سنرى بلا شك في الأيام المقبلة أن أمريكا ستقوم ببعث الرسائل من أجل تحييد إيران عن القيام بخطوات للردع الصاروخي أو النووي، باسم احياء الاتفاق النووي أو عقد اتفاق غير معلن، لكن التجربة أثبتت أن هذه مثل سابقتها، ستكون فارغة أيضًا”.

وأضافت الصحيفة المقربة من معسكر المرشد الأعلى: “لهذا السبب، بدلاً من المماطلة في المقترحات والشروط الأمريكية واتصالات الترويكا الأوروبية، ستخطو طهران خطوة في الاتجاه الذي يضمن مبادراتها. فالرسائل الخاصة لرئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، لها متلقي خاص!”

وإن كانت صحيفة كيهان ومديرها حسين شريعتمداري، يعلنان دائمًا المعارضة الصريحة للحوار مع الولايات المتحدة والاتفاق النووي، لكن يحمل ما نشرته الصحيفة رسائل تهديد وتحذير بالوصول إلى العتبة الحرجة نحو امتلاك إيران للسلاح النووي.

ربما يعجبك أيضا