توترات داخل الحكومة الإسرائيلية مع تزايد الإحباط من نتنياهو

إسراء عبدالمطلب

قدم بيني جانتس، عضو القيادة الوسطية، لرئيس الوزراء إنذارا يطالب بوضع خطة لمستقبل الحرب الإسرائيلية.


قدم العضو الوسطي في حكومة الطوارئ الإسرائيلية، بيني جانتس، إنذارًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم السبت 18 مايو 2024، قائلاً إنه سيترك الحكومة إذا لم تضع خطة قريبة لمستقبل الحرب في غزة.

ورغم أن رحيل جانتس لن يُسقط حكومة الطوارئ في البلاد، إلا أن هذه الخطوة ستزيد من الضغط على الائتلاف الهش، الذي زود حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بدفعة من الشرعية الدولية، وستجعل رئيس الوزراء أكثر اعتمادًا على شركائه المتشددين.

إعلام إسرائيلي: جانتس سيعلن الليلة شروطه ومطالبه لنتنياهو من أجل بقائه في الحكومة - دار الهلال

جانتس يهدد نتنياهو

حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، السبت 18 مايو 2024، قال جانتس في مؤتمر صحفي: “إذا اخترتم طريق المتعصبين، وجر البلاد إلى الهاوية، فسنضطر إلى ترك الحكومة وسنتوجه إلى الشعب ونبني حكومة تنال ثقة الشعب”.

وأضاف جانتس، الذي يقود حزب الوحدة الوطنية، إنه سيمنح نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو، ثلاثة أسابيع، لوضع خطة تهدف إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين احتجزهم المسلحون بقيادة حماس منذ 7 أكتوبر، ومعالجة الحكم المستقبلي للإقليم، وإعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم، وتعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية، من بين قضايا أخرى.

تزايد الضغط على نتنياهو

كان إنذار جانتس الأخير علامة على تزايد الضغط على نتنياهو لتطوير خطة ما بعد الحرب. ويتعرض رئيس الوزراء لضغوط متزايدة من أقرب حلفاء إسرائيل في الخارج، وخاصة الولايات المتحدة، ومن داخل مجلس الوزراء الحربي الخاص به لتوضيح استراتيجية التعامل مع غزة. وقبل ذلك بأيام قليلة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن الحكومة ترسم “مسارًا خطيرًا”، وطالب نتنياهو بالتعهد بعدم تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية في غزة.

وردًا على إنذار جانتس، اتهم نتنياهو رئيس الأركان العسكري السابق ومنافسه السياسي منذ فترة طويلة بالدعوة إلى “هزيمة إسرائيل” من خلال السماح فعليًا لحماس بالبقاء في السلطة، مضيفًا أن جانتس “اختار توجيه إنذار نهائي لرئيس الوزراء، وليس لحماس”.

فشل نتنياهو

يتزايد الإحباط الداخلي أيضًا بسبب فشل نتنياهو في تأمين حرية الرهائن المتبقين في غزة. واستعادت القوات الإسرائيلية يوم السبت جثة رجل إسرائيلي محتجز في غزة منذ 7 أكتوبر، وهي الجثة الرابعة التي يتم انتشالها خلال يومين، ما يثير مخاوف بشأن مصير حوالي 128 أسيرًا ما زالوا في القطاع.

وفي حين يتصارع الساسة الإسرائيليون حول كيفية إنهاء الحرب، فإن تأثيرات الاستراتيجية الحالية كانت تظهر في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية توغلت في الضواحي الشرقية لمدينة رفح اليوم السبت، بينما قالت حماس إن مقاتليها أطلقوا النار على القوات الإسرائيلية شرق رفح وبالقرب من معبر رفح الحدودي.

ائتلاف هش

مع دخول الحرب شهرها الثامن، وصلت حصبلة الشهداء إلى أكثر من 35 ألف شهيد في غزة، وفقًا للسلطات الصحية هناك، فيما أحرز الجيش الإسرائيلي تقدمًا بطيئًا في تحقيق أهداف الحكومة المعلنة المتمثلة في تفكيك حماس وإطلاق سراح الأسرى. وتعثرت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، واضطرت القوات الإسرائيلية للعودة إلى أجزاء من شمال غزة لمحاربة حماس، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله عبر الحدود.

وانضم جانتس إلى الحكومة الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر كإجراء طارئ في زمن الحرب، ما أدى إلى تشكيل ائتلاف هش ومنقسم، حيث تبادل جانتس وحلفاؤه الانتقادات مع حلفاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين وأحيانًا مع نتنياهو نفسه.

ربما يعجبك أيضا