نزح أكثر من 40 ألف شخص في شمال شرق ليبيا منذ هطول الأمطار الغزيرة التي جلبتها العاصفة دانيال.
طلبت السلطات الليبية من جمهورية مصر العربية، لما لها من مكانة إقليمية ودولية، بتنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار مدينة درنة.
وحسب تقرير الأمم المتحدة، أمس السبت 16 سبتمبر 2023، ارتفع عدد القتلى بسبب الفيضانات المدمرة نتيجة إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الساحلية شرق ليبيا إلى 11300 على الأقل، مع استمرار جهود البحث للعثور على المزيد من الضحايا.
دعوة إلى إعادة إعمار درنة
وفق اتصال وزير الخارجية الليبي، عبدالهادي الحويج، مع “راديو مصر”، دعا الحويج، القيادة المصرية، إلى تبني تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن المتضررة في ليبيا بعد أن دمرتها الفيضانات الناجمة عن إعصار دانيال الذي خلف بها أضرارًا بالغة.
وقال الحويج إن الحكومة الليبية ومجلس النواب خصصا 10 مليارات دينار ليبي لعمليات الإعمار وإصلاح الأضرار، ورغم ذلك من الضروري تضافر جهود المجتمع الدولي ودعمه للمساهمة في إعادة الإعمار سريعًا، ولإعادة الحياة إلى تلك المدن.
مواجهة الألم بالأمل
شدد وزير الخارجية الليبي، على أن إرادة الحياة يجب أن تنتصر على الصعاب والكوارث الكبيرة، ويجب مواجهة الألم بالأمل، قائلًا إن “مصر كانت وستظل دائمًا الرائدة في تقديم المساعدة والمساهمة في التعاون مع الشعب الليبي الشقيق، وهذه المساهمة ستبقى خالدة في تاريخ ليبيا وتاريخ العلاقات المصرية الليبية، وستظل محفورة بأحرف من النور لصالح مصر العظيمة وشعبها وحكومتها وقيادتها”.
وأشاد الحويج بدور مصر والعلاقة الوطيدة بين البلدين، قائلًا إن دور مصر العظيم لا يقتصر على المساعدات الحالية، بل تمتد إلى دعمها الدائم وتضحياتها في سبيل استقرار ليبيا، مشيرًا إلى أن مصر دولة كبيرة ولعبت وتلعب دورًا كبيرًا في المنطقة العربية والإفريقية والعالمية.
اقرأ أيضًا| الصحة العالمية تفرج عن مليوني دولار لضحايا السيول في ليبيا
40 ألف نازح
حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد قتلى وضحايا الفيضانات في ليبيا، حيث تعمل أطقم البحث والإنقاذ بلا كلل للعثور على ناجين، وأن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا في شمال شرق ليبيا منذ هطول الأمطار الغزيرة التي جلبتها العاصفة دانيال.
ووفق هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، تفاقم تأثير العاصفة إلى حد كبير بسبب مجموعة مميتة من العوامل بما في ذلك عمر البنية التحتية المتهالكة والتحذيرات غير الكافية وتأثيرات أزمة المناخ المتسارعة.
إعصار ميديكين
ذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أسباب كارثة فيضانات ليبيا وهبوب العاصفة دانيال بهذه القوة، قائلة إن التغيرات المناخية وارتفاع حرارة المحيطات وراء وقوع الكارثة.
وحسب التقرير، يرجع سبب الفيضانات الكارثية في ليبيا بسبب العاصفة دانيال نتيجة إعصار “ميديكين”، وهو شبه إعصار متوسطي، والذي يمكن أن يمتد فوق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأيوني وساحل شمال إفريقيا.
ظاهرة نادرة
أودت العاصفة دانيال بحياة الآلاف هذا الأسبوع عندما ضربت ليبيا وأجزاء من اليونان وبلغاريا وتركيا، وتسببت في انهيار السدود في مدينة درنة الساحلية، وظاهرة إعصار ميديكن هي ظاهرة نادرة نسبيًّا، وتحدث مرة إلى ثلاث مرات في السنة، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى فيضانات مدمرة وعواصف ورياح قوية، وفق تقرير فايننشال تايمز.
وأوضح التقرير أن ظاهرة ميديكن تنتج عن ارتفاع درجات الحرارة في شرق المحيط الأطلسي وشرق البحر المتوسط بمقدار 2-3 درجات مئوية عن المعتاد، ما يؤدي إلى عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة.
صعوبة وصول المساعدات
قالت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، إنها أرسلت إمدادات صحية تكفي 250 ألف شخص في ليبيا، مضيفة أن 29 طنًا من المساعدات تشمل الأدوية الأساسية ومستلزمات علاج الصدمات والجراحة الطارئة والمعدات الطبية وأكياس الجثث، وصلت إلى ميناء بنغازي.
ورغم كل هذه المساعدات إلا انه يصعب وصولها إلى درنة المدمرة، بسبب بعد الميناء 300 كيلومتر عن المدينة، ما يجعل الوصول إليها أمرًا صعبًا بسبب الطرق المتقطعة والبنية التحتية المدمرة.
اقرأ أيضًا| الصحة العالمية تكشف عدد المتضررين من زلزال المغرب
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1616618