جدية الانتقام.. خبراء إيرانيون: «الحرب ليست نزهة»

بين إيران وإسرائيل.. المتطرفون يدقون طبول الحرب

يوسف بنده

بدأت التصريحات الإيرانية بحتمية الانتقام من إسرائيل تتزايد، لدرجة أن خلقت نوعاً من التوقع بانتقام إيراني وشيك.


بعد الهجوم الذي نفذته المقاتلات الجوية الإسرائيلية فجر السبت 26 أكتوبر، على مدن إيرانية، منها العاصمة طهران، كانت الصورة الأولى لهذا الهجوم باهتة، إذ لم تكشف السلطات الإيرانية عن مدى أضرار هذا الهجوم.

كما أن تركيز الإعلام الإيراني على صنع المقارنات بين رمزية الهجوم الإسرائيلي والهجوم الصاروخي الإيراني (الوعد الصادق 2)، أشاع أن الضربة الإسرائيلية كانت بالفعل يائسة من توجيه صفعة قاسية لإيران، لولا استهداف عاصمتها طهران، الذي وضع تساؤلات بشأن أضرار العملية الإسرائيلية وأهدافها.

كاريكاتير يقارن بين الضربة الإسرائيلية والوعد الصادق2

كاريكاتير يقارن بين الضربة الإسرائيلية والوعد الصادق2

انتظار مفاوضات وقف إطلاق النار

أشار تقرير تحليلي لصحيفة “آرمان امروز”، اليوم الأربعاء 30 أكتوبر، إلى أن الهجوم الإسرائيلي بدأت صورته تتغير وتتضخم بوقوع أضرار نوعية وجسيمة داخل إيران، خاصة مع تقارير وسائل الإعلام الأمريكية عن نتائج ذلك الهجوم.

وأضاف تقرير الصحيفة الإيرانية، أنه بالموازاة بدأت التصريحات الإيرانية بحتمية الانتقام تتزايد، لدرجة أن خلقت نوعًا من التوقع بانتقام إيراني وشيك، لكن الانتخابات الأمريكية تتحكم في توقيت هذا الانتقام الذي ينتظر مدى جدية إدارة بايدن في المساعدة على التهدئة الإقليمية، أو أن إيران ستقامر لصالح المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

ما يعني أن هناك متغير واحد يمكن أن يؤثر على وقت ونوعية الرد الإيراني، وهو مفاوضات وقف إطلاق النار في المنطقة. فإن هذه المفاوضات والدبلوماسية بدأت قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران، وكان هدفها هو إدارة واحتواء تداعياته.

%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86 %D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF %D9%81%D9%8A %D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82. %D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86 %D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86 %D8%A8%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86.jpg

المتطرفون يدقون طبول الحرب

يدق المتشددون طبول الحرب، ويطالبون أن ترد إيران فورًا على إسرائيل لإثبات قدرتها على الردع، وهو ما يعطل من عمل حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان الذي تركز سياسته على الوفاق الوطني داخليًا والدبلوماسية والسلام خارجيًا.

ويشير الأكاديمي الإيراني، بيجن عبدالكريمي، إلى أن المتطرفين هم أعداء الدبلوماسية، لأنهم دائمًا يجعلون من الصعب التوصل إلى قرار صحيح وعقلاني بتطرفهم وآرائهم الانفعالية.

وأوضح الخبير الإيراني، في حوار مع صحيفة “آرمان امروز”، اليوم الأربعاء، أن الشخصيات المتطرفة الموجودة في إيران لا تسمح بفتح المجال السياسي بسبب محدودية مستوى تفكيرها، مضيفًا: “اليوم الفكر الزائف في البلاد هو جزء من الأزمة”.

وعن الاستفادة من التوتر القائم في المنطقة، قال الأكاديمي الإيراني: “في هذا الوقت الذي أدانت فيه الدول العربية المجاورة لإيران في الخليج تصرفات إسرائيل الأخيرة، يمكن أن تكون هذه نقطة تحول في سياسات البلاد، ويجب على السياسيين الاستفادة الكاملة من هذه القضية”.

كاريكاتير يسخر من نتنياهو الذي لاذ بالملجأ وقت استهدافه إيران

كاريكاتير يسخر من نتنياهو الذي لاذ بالملجأ وقت استهدافه إيران

الحرب ليست نزهة!

يقول الأمين العام لمجمع نواب البرلمان الإيراني، يد الله إسلامي: “للأسف، بدلًا من المحللين العسكريين والسياسيين، فإن أصحاب النفوذ ذوي التعليم الضعيف يتحدثون عن مصير البلاد، وينظرون إلى الحرب على أنها لعبة القط والفأر”.

وفي صحيفة “ستاره صبح”، اليوم الأربعاء: كتب إسلامي: “أولئك الذين يصنعون رواية الحرب، هل فكروا قليلًا في تاريخ الحروب بين إيران وروسيا وخسارة 250 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الخصبة لإيران في إطار اتفاقيات كلستان وتركمانتشاي؟، هل فكرتم في دور الملا محمد مجاهد الذي أصدر فتوى الجهاد وأجبر الحكومة الإيرانية على خوض حرب ستدمر إيران فيما بعد؟”.

وأضاف: “لا ينبغي أن نفكر في الحرب على أنها مزحة أو نزهة، ولا نترك مصير البلاد في أيدي أصحاب الشعارات والإثارة والأوهام. علينا أن نفكر في الناس وبناء الوطن، وأن نرى كيف يتقدم الجيران بينما نحن نتراجع”.

ربما يعجبك أيضا