جفاف غير مسبوق في أوروبا يهدد الأمن الغذائي العالمي

أحمد السيد

تواجه أوروبا موجة مناخية غير مسبوقة منذ بداية يونيو 2022، تسببت في جفاف تاريخي، وأدت إلى نقص كبير في المحاصيل الزراعية.. فما تأثيرات ذلك عالميًّا؟


أزمة غذاء جديدة باتت تهدد العالم وأسعار الصناعات الغذائية، بسبب الجفاف الذي أضر الزارعة في أنحاء أوروبا وآسيا، خلال الأشهر الماضية.

وتضررت مساحات شاسعة من الزراعة في أنحاء العالم، خلال الأشهر الماضية، من الصين حتى الهند، مرورًا بباكستان إلى فرنسا وهولندا حتى أطراف أوروبا الغربية في بريطانيا، في أكبر تأثير للتغير المناخي منذ سنوات.

أكبر أزمة جفاف في أوروبا منذ 500 عام

الجفاف الاوربي

أفاد أحدث تقرير صادر عن المرصد العالمي للجفاف بأن أوروبا تعيش أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، وأصدر تحذيرات بصور مختلفة تشمل نحو ثلثي القارة، موضحًا أن 47% من القارة في حالة إنذار بالجفاف، ما يعني أن التربة جفت، وأن 17% أخرى من مساحة أوروبا في حالة تأهب، ما يعني أن الغطاء النباتي تظهر عليه علامات الإجهاد، وفق “بي بي سي“.

ويحذر التقرير من أن موجة الجفاف ستؤثر في المحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى اشتعال حرائق الغابات، وأنها قد تستمر عدة أشهر أخرى في بعض المناطق الجنوبية من أوروبا، مضيفًا أنه بالمقارنة مع متوسط السنوات الـ5 الماضية، انخفضت توقعات الاتحاد الأوروبي للحصاد بنحو 16% للذرة، و15% لفول الصويا.

نقص الأعلاف والحبوب الفرنسية

في فرنسا، أفادت وزارة الزراعة بأنه من المتوقع أن ينخفض محصول الذرة 18.5% خلال العام الحالي بسبب الجفاف، في الوقت الذي يكافح فيه الأوروبيون ارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة انخفاض صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا عن المعدل الطبيعي، وفق “سي إن بي سي.”

وقالت وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية إن هذه أسوأ موجة جفاف منذ أن بدأ التسجيل في العام 1958، وحذر الاتحاد الوطني لاتحادات المزارعين من أن نقص الأعلاف بسبب الجفاف يعني احتمال حدوث نقص في الحليب على مستوى البلاد في الأشهر المقبلة.

فرنسا الجفاف

تضرر البطاطس والسكر والتفاح الإنجليزي

في بريطانيا، حذر خبراء من إمكانية تلف المحاصيل الزراعية على نطاق واسع في أغلب أنحاء إنجلترا، مع تعرض البلاد إلى أسوأ موجة جفاف منذ عام 1976، وسط تحذيرات من عواقب وخيمة على حصاد العام المقبل، وفق تقرير لموقع قناة الشرق.

وذكر التقرير أنه من المتوقع تلف نصف محصول البطاطس بسبب إمكانية تعذر الري، إضافة إلى محاصيل عادةً ما تكون قادرة على تحمل الجفاف، مثل الذرة، وتضاؤل خيارات الري مع تفريغ الخزانات بسرعة، مشيرًا إلى توقعات بأن تتراوح الخسائر بين 10 و50% للمحاصيل، بما في ذلك الجزر والبصل وبنجر السكر والتفاح.

تحذيرات على الصناعات الغذائية

تقرير منفصل من “سي إن بي سي” أشار إلى أن أسعار السلع الغذائية والصناعات الغذائية تواجه تحديًا أيضًا، ما دعا هيئات الصناعة الزراعية الأوروبية إلى توجيه مزيد من الدعم للمزارعين، تحديدًا في ما يتعلق بكيفية إدارة الحكومات للظروف المناخية القاسية والأمن الغذائي الوطني، خصوصًا أنه لا يزال الوضع على الأرض يمثل تحديًا كبيرًا في جميع القطاعات الزراعية.

وقال نائب رئيس الاتحاد البريطاني للمزارعين، توم برادشو، إن العديد من المزارعين يواجهون آثارًا خطيرة تتراوح من نفاد مياه الري إلى عدم وجود حشائش كافية، واستخدام العلف الشتوي، مُسلطًا الضوء على الحاجة الملحة لضمان أمن الغذاء، وأن تخدد الحكومة ووكالاتها لإدارة موارد المياه في البلاد بقدر أفضل، وإعطاء الأولوية للمياه لإنتاج الغذاء إلى جانب حماية البيئة.

ربما يعجبك أيضا