تشهد أسعار الذهب في الآونة الأخيرة ارتفاعات متتالية، في ظل التوترات الجيوسياسية، ما يثير حالة من التساؤلات أبرزها: إلى أين تتجه أسعار الذهب؟
قال الدكتور عبدالرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن سوق الذهب يشهد حاليًا حالة من التقلبات المعتدلة، حيث يتأرجح السعر حول مستوى 1,850 دولارًا للأونصة وحتى مستوى 1950 دولارًا، وسط مؤشرات اقتصادية وجيوسياسية متضاربة.
توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب
توقع الخبير الاقتصادي ببلوغ سعر الذهب سعر الـ3000 دولار للاونصة، مشيرًا إلى أنه يعتبر الذهب أحد أهم الأصول الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين، ولكن اتجاهه المستقبلي يعتمد على عدة عوامل رئيسية سياسات البنوك المركزية.
وأكمل: فمن جهة أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، مؤخرًا أن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة، ما يشير إلى أن السياسات النقدية المشددة قد تستمر لفترة أطول. هذا الأمر يضع ضغوطًا على الذهب، حيث تصبح الأصول ذات العائد المرتفع أكثر جاذبية للمستثمرين.
التضخم والجيوسياسية
أما من حيث التضخم يشير طه إلى أن هنلك توقعات بأن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الذي سيصدر قريبًا سيظهر استقرارًا نسبيًا في التضخم الرئيسي والأساسي، إذا ظل التضخم تحت السيطرة، فقد يقل الطلب على الذهب كتحوط ضد ارتفاع الأسعار.
أما من حيث التوترات الجيوسياسية قال طه إنه مع استمرار التوترات في مناطق مثل الشرق الأوسط وشرق آسيا، يظل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن. أي تصعيد في هذه التوترات قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الذهب.
وقال طه أن لقوة الدولار الأمريكي أثر كبير لأن الدولار الأمريكي لا يزال قويًا نسبيًا، ما يضع ضغوطًا إضافية على الذهب، ومع ذلك، أي تراجع في قوة الدولار قد يعطي دفعة لأسعار الذهب.
وأضاف طه أنه وبناءً على التحليل الحالي، نتوقع أن يشهد الذهب اتجاهًا صاعدًا خلال الأشهر القليلة القادمة وذلك للأسباب التالية: منها التوترات الجيوسياسية مع استمرار عدم الاستقرار في عدة مناطق حول العالم، من المتوقع أن يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن.
تراجع الفائدة
من حيث الفائدة أشار طه إلى أن هناك توقعات بتراجع أسعار الفائدة على الرغم من تأكيدات الاحتياطي الفيدرالي بعدم التسرع في خفض الأسعار، فإن أي إشارات مستقبلية ببدء تخفيف السياسات النقدية قد تعزز الطلب على الذهب.
ولفت طه كذلك إلى أن الطلب الفعلي فمن المتوقع أن تشهد دول مثل الصين والهند زيادة في الطلب على الذهب خلال الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب المناسبات الموسمية.
وألمح طه إلى أنه وفي ظل هذه التوقعات، يُفضل الشراء كاستراتيجية قصيرة إلى متوسطة المدى، حيث أن الذهب قد يشهد ارتفاعًا في ظل الظروف الحالية، ومع ذلك، يُنصح بالمراقبة المستمرة لتطورات السياسات النقدية والأحداث الجيوسياسية، والتي قد تغير الاتجاه بسرعة.
ويختتم طه بأن الذهب يظل أصلًا استراتيجيًا في محافظ المستثمرين، خاصة في أوقات عدم اليقين، مع توقع اتجاه صاعد في المدى القريب، قد تكون الفرصة مواتية لزيادة التعرض للذهب، ولكن مع الحذر من التقلبات السريعة التي قد تحدث بسبب تغير الظروف الاقتصادية.
أسعار الذهب عالميًا
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعا خلال تداولات الثلاثاء 11 فبراير 2025 بنسبة 0.1%، بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2942 دولارا، ليتداول عند 2904 دولارات.
ويتجه المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين المتزايدة مع إطلاق ترامب لمجموعة متنوعة من التعريفات التجارية مع التهديد بمزيد منها في المستقبل، فقد فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الألمنيوم والصلب هذا الأسبوع، ما أدى إلى إلغاء الإعفاءات للموردين الرئيسيين مثل كندا والبرازيل، وفق رويترز.
وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفة جمركية شاملة بنسبة 10% على الواردات من الشريك التجاري الأول الصين وهدد بفرض حاجز بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، فضلاً عن اقتراح فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات السيارات ورقائق الكمبيوتر والأدوية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2133253