حديث عن «ضربة كبرى».. لماذا تستهدف أوكرانيا شبه جزيرة القرم؟

محمد النحاس
حديث عن «ضربة كبرى».. لماذا تستهدف أوكرانيا شبه جزيرة القرم؟

تأتي الضربات ضمن جهود أوكرانيا لعرقلة خطوط الإمداد والمراكز اللوجيتستية الروسية.


تباينت الأنباء بشأن ضربة أوكرانيا ضد مقر أسطول البحر الأسود الروسي، في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو. 

وقالت كييف إن قواتها نفذت هجوما صاروخيًّا “ناجحًا” على مقر الأسطول الروسي، وإن الحطام تناثر إلى مئات الأمتار، وخلّف قتلى وجرحي، لكن روسيا قللت من شأن الهجوم. 

ضربة كبرى؟

أعلنت العمليات الخاصة الأوكرانية، اليوم السبت 23 سبتمبر 2023، أن الضربة على مقر البحرية الروسية، خلفت عشرات القتلى والجرحي بما ذلك أفراد من القيادة العليا، وفقًا لما نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.

وعلى الجهة الأخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إن جنديًّا واحدًا فُقد في أعقاب الهجوم، وجاء في بيان لها: “تضرر مبنى المقر التاريخي لأسطول البحر الأسود”.

ثقة أوكرانية متزايدة  

في تحليل منفصل، ذكر تقرير لـ”سي إن إن” أن الهجوم على مقر البحر الأسود، الأكثر “دراماتيكية” من نوعه، وأحدث دلالة على ثقة كييف المتزايدة عند استهدافها للمنشآت الروسية في شبه الجزيرة التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014، ودلالة كذلك على ضعف البنية التحتية الروسية الحيوية. 

وقال المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية، أندريه يوسوف، إن روسيا تستخدم شبه جزيرة القرم كمركز لوجستي وإن “الهدف النهائي، بالطبع، هو إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم الأوكرانية” على حد تعبيره. 

وأما عن دور الأسطول الروسي في البحر الأسود، فقد شارك في مئات الهجمات بصواريخ كروز ضد أوكرانيا، ويهدد الشحن التجاري عبر الموانئ الأوكرانية، وفقًا لـ”سي إن إن”. 

ما هدف أوكرانيا من هذه الهجمات؟

يوجد الكثير من الأسباب التي تدفع أوكرانيا إلى استهداف شبه جزيرة القرم، منها أنها إشارة سياسيّة على أنه رغم التقدم البطيء الجاري في الوقت الحالي على خطوط الجبهة الأمامية في الهجوم المضاد، لا يزال بإمكان أوكرانيا إلحاق أضرار جسيمة بالجيش الروسي، حسب الشبكة الأمريكية.

وتضيف “سي إن إن” أن “الأهداف في شبه الجزيرة على شاكلة جسر القرم، لها أبعاد استراتيجية، وكذلك هي الحال بالنسبة إلى مقر الأسطول الروسي”.

أهمية تعطيل مراكز القيادة والإمداد

تأتي الضربات الأوكرانية ضمن جهود عرقلة خطوط الإمداد والمراكز اللوجيتستية الروسية، في شبه جزيرة القرم وزابوريزجيا ودونيتسك ولوغانسك، ومن ثم يقود ذلك إلى عرقلة خطوط الدفاع الروسية مع إضعاف مراكز الإمداد. 

ويلفت التحليل الأمريكي إلى أن تعطيل المرافق العملياتية ومراكز القيادة ومرافئ السفن والأسطول، كل ذلك يمثل انتصارًا، خاصةً بعد الانسحاب الروسي من اتفاقية الحبوب مع أوكرانيا، في شهر يوليو الماضي.

وبالإضافة إلى ما سلف، هاجم الأوكرانيون منشأة مسيرات روسية في شبه جزيرة القرم، والتي كانت تستخدمها روسيا لاستهداف موانئ نهر الدانوب في أوكرانيا. 

جهود تؤتي ثمارها

ختامًا، يرى التحليل أن أوكرانيا كرّست جهدًا كبيرًا لإضعاف الدفاعات الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم، وأن هذه الجهود تؤتي ثمارها على يبدو ما الآن، إذ أصبحت صواريخ نبتون الأوكرانية، وصواريخ ستورم شادو التي قدمتها بريطانيا، بإمكانها الوصول إلى أهداف تطال عمق شبه جزيرة القرم.

ورغم عدم الإعلان الرسمي، أفادت شبكة “إن بي سي إن نيوز” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أخبر نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بقرار الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، بموافقتها على إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى من طراز أتاكمز، حين كان زيلينسكي في نيويورك لعرض قضية بلاده على الجمعية العامة للأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا|الرئيس الأوكراني يطالب بمحكمة خاصة للحرب.. هل من استجابة؟

اقرأ أيضًا|بايدن يطالب بـ20.6 مليار دولار تمويلًا إضافيًّا لأوكرانيا

ربما يعجبك أيضا