حرائق لوس أنجلوس.. كيف وصلت إلى هذا الحد؟

محمد النحاس
حرائق لوس أنجلوس

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إعادة الإعمار بعد حرائق لوس أنجلوس تتطلب “عشرات مليارات الدولارات”، في وقت لم تتمكن إدارة الحرائق في المقاطعة من السيطرة على الحرائق المستعرة بعد.

ففي السابع من يناير 2025، اندلعت سلسلة من الحرائق المدمرة في منطقة لوس أنجلوس الكبرى بولاية كاليفورنيا، أسفرت عن مقتل 16 شخصًا، وإجبار أكثر من 180 ألف شخص على الإخلاء، وتدمير أو إلحاق الضرر بأكثر من 12,400 هيكل، ومن بين هذه الحرائق، كان حريق باليسادز في جبال سانتا مونيكا من أكبرها وأكثرها تدميرًا، حيث دمر حوالي 23,654 فدانًا، متفوقًا بذلك على حريق ساير في سيليمار عام 2008، وفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

سرعة الانتشار

تُعزى هذه الحرائق إلى مزيج من الرياح القوية، والظروف الجافة، ودرجات الحرارة المرتفعة، وساهمت رياح سانتا آنا القوية، التي وصلت سرعتها إلى 100 ميل في الساعة، في انتشار النيران بسرعة، مما جعل جهود الإطفاء أكثر صعوبة. حريق باليسادز، على وجه الخصوص، أدى إلى إخلاء أكثر من 30 ألف شخص، وتدمير أو إلحاق الضرر بأكثر من 5,300 هيكل.

حرائق لوس أنجلوسوبحسب الخبراء، فإن الظروف المناخية القاسية، مثل الرياح الشديدة والجفاف، كانت عوامل رئيسة في انتشار هذه الحرائق.

كما أن نقص المياه في بعض المناطق، بسبب انخفاض ضغط المياه في خزانات المياه، أثر سلبًا على جهود الإطفاء، في هذا السياق، دعا الخبراء إلى ضرورة تعزيز تقنيات الإطفاء المبتكرة، مثل استخدام الطائرات المروحية، إضافة إلى تحسين التنسيق بين فرق الإطفاء.

تحديات بيئية

الحرائق تعكس التحديات البيئية الكبرى التي تواجهها منطقة لوس أنجلوس، حيث دمرت أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية وأثرت على التنوع البيولوجي، كما تعكس خطورة التغيّرات المناخية.

وفق التقرير، الخبراء البيئيون يحذرون من أن هذه الحرائق تُهدد الحياة البرية والنظم البيئية في المنطقة، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية أكبر لمواجهة هذه الكوارث المتزايدة.

وبالإضافة إلى ذلك، تساهم عوامل تغيّر المناخ في تسريع انتشار الحرائق، حيث تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من شدة الحرائق، مما يصعب السيطرة عليها، من هنا، تزداد المطالب من خبراء المناخ باتخاذ إجراءات أسرع للحد من انبعاثات الكربون، وهو ما يمكن أن يقلل من معدل حدوث مثل هذه الحرائق المدمرة.

استجابة السلطات

فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية، سارعت فرق الإغاثة إلى توفير المساعدة للمجتمعات المتضررة، حيث تم إنشاء مراكز إيواء طارئة، وتقديم الدعم النفسي للناجين، لكن العديد من التقارير الرسمية تقر بمدى صعوبة السيطرة على الموقف.

ورغم هذه الجهود، لا يزال العديد من المواطنين قلقين من تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، مما يعزز الحاجة إلى تحديث السياسات المحلية وزيادة الوعي بشأن إدارة المخاطر الطبيعية.

بناءً على هذه التطورات، تظهر ضرورة إعادة التفكير في سياسات التخطيط العمراني والوقاية من الكوارث الطبيعية، يتطلب الأمر استراتيجيات متكاملة لتقليل المخاطر المستقبلية وتحسين الاستجابة الفعالة في مواجهة مثل هذه الحرائق الكارثية.

ربما يعجبك أيضا