حرب أوكرانيا تعيد إحياء الناتو.. ما أبعاد «صحوة الحلف»؟

محمد النحاس

قادت جملة من العوامل إلى تآزر أعضاء الناتو مرةً أخرى.. ما أبرزها؟


قبل سنوات، أثيرت مخاوف بشأن مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء.

لكن الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير 2022، غيّرت الوضع بنحو جذري، فقد أعادت الحرب إحياء روح الوحدة بين دول الناتو، وأصبحت الدول الأعضاء أكثر التزامًا بحلفها من أي وقت مضى.

مواقف جيوسياسية موحدة

في مقالٍ مطوّل نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكي، سلط الزميل بالمعهد النرويجي للدراسات الدفاعية، جو إنجي بيكيفولد، الضوء على أبعاد “عودة حلف شمال الأطلسي قويًّا وموحدًا” في المواقف الجيوسياسية والتوجهات المستقبلية.

اقرأ أيضًا| مع اقتراب انضمام السويد إلى الناتو.. ما إمكانيات جيشها

حسب المقال، أبرز عوامل “صحوة الحلف” تتمثل في الحرب الروسية الأوكرانية، التي أعادت الحلف إلى سابق عهده، في ما يتعلق بـ”ردع الكرملين العازم على التوسع”، وقد حفّز هذا فنلندا للتخلي عن حيادها التاريخي والانضمام للكتلة العسكرية، والأمر ذاته للسويد التي من المتوقع أن تنضم للحلف قريبًا.

في حديثه مع شبكة رؤية الإخبارية، قال خبير الشؤون الاستراتيجية، سمير رمزي إن الاهتمام الأمريكي بالناتو ليس بالجديد، بل ويحتل الحلف مقدمة اهتمامات صانع السياسة الأمريكية الخارجية.

إعادة التوازن لمنطقة آسيا والمحيط الهادي

يرى بيكيفولد أن “إضافة الدولتين الشماليتين يدعم موقف الحلف، ودفعت الحرب الروسية أعضاء الناتو إلى زيادة المخصصات الدفاعية لعام 2023”.وبعيدًا عن أوكرانيا، وحربها، يُعد صعود الصين العامل الثاني، الذي يقف وراء صحوة حلف شمال الأطلسي، فنتيجة لهذا بات الناتو منتدى أمنيًّا حواريًّا للحديث عن سبل مواجهة بكين.

وأعلنت الولايات المتحدة عام 2011 استراتيجيتها بشأن “إعادة التوازن لمنطقة آسيا والمحيط الهادي”، وقد استغرق الأمر عقدًا من الزمان، حتى يعتبر الناتو أن صعود الصين يمثل تحديًّا أمنيًّا، حسب ما ذكر المقال. وحسب الباحث سمير رمزي فإن الحلف يمثل إحدى الركائز الاستراتيجية التي تعتمد عليها واشنطن في تنفيذ سياستها الدفاعية، وقد استثمرت في أصوله وأدواته منذ نشأته.

ويرى خبير الشأن الدولية أن الولايات المتحدة حريصة على تطوير العقيدة الدفاعية للحلف وجعلها مواكبة للمتغيرات الدولية، مثل استخدامه في محاربة الإرهاب، ومؤخرًا وجهت تركيزه على كبح الصعود الصيني والطموحات الروسية

مفهوم جديد

في تحول لافت، تبنى حلف شمال الأطلسي عام 2022 في قمة مدريد، مفهومًا استراتيجيًّا جديدًا، نصّ صراحةً على أن الصين تمثل تحديًا أمنيًّا لمصالح الأعضاء، ومنذ ذلك الحين عزّز الحلف الحوار والتعاون مع شركائه الآسيويين في منطقة المحيطين الهندي والهادي، مثل أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وفق المقال.

اقرأ أيضًا| الصين تعارض خطة حلف الناتو لفتح مكتب في اليابان

أما ثالث العوامل، فقد تمثل في صعود التقنيات الحديثة، والسعي لتعزيز شبكات الدفاع السيبرانية، وتعزيز البنية التحتية التقنية، وقد دفع الاعتماد الاقتصادي على الصين وروسيا التحالف إلى إطلاق مبادرات جديدة لتوفير حماية أفضل للبنية التحتية بالقارة الأوروبية.

صعود بايدن

رابعًا، قاد انتخاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها، مقارنة بإدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، ولم يكن الأمر يتعلق فقط بتفاوت سياسة الإدارتين، ولكن يرتبط بمقدار ثقة الحلفاء في الإدارة الأمريكية الحالية عن السابقة، وفق المقال.

ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث Pew Research Center في يونيو 2021، فقد أدى قدوم بايدن إلى السلطة بدلًا من ترامب إلى تحسين صورة الولايات المتحدة أمام الحلفاء والشركاء الرئيسين.

ربما يعجبك أيضا