حرب الصلب.. رسوم ترامب “تصهر” النظام التجاري العالمي

حسام عيد – محلل اقتصادي

سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي “أمريكا أولًا” حتى ولو كانت حرب تجارية ضد العالم، فمنذ أسابيع قليلة فرضت الولايات المتحدة الأمريكية قيودًا جديدة على الواردات إن كان عبر الألواح الشمسية أو حتى على الغسالات.

واليوم، تعمل جاهدة على فرض بعض القيود على الواردات إن كان من الحديد الصلب أو حتى الألومنيوم.

إعادة صناعة الصلب لأمريكا

السبب الرئيسي في فرض رسوم على واردات الصلب يعود بحسب أفكار ترامب لحماية الإنتاج الأمريكي.

بالإضافة إلى الأضرار غير العادلة بالنسبة للمنتجين في الولايات المتحدة، فهم لا يملكون قوة المنافسة وخصوصًا مع الشركات الصينية، فالصين تعتبر من أكبر المنتجين للصلب والألومنيوم.

وأيضا تدفقات الواردات وتأثيرها على الإنتاج إن كان بالنسبة لظروف الاستيراد أو الكميات المستوردة من الخارج.

ويريد ترامب أن يضع الشركات الأمريكية المنتجة للصلب أولًا، فهو يأمل في إعادة  صناعة الصلب إلى أمريكا حتى إذا كان ذلك يعني فرض تعريفات على الواردات من دول أخرى.

خطة الرسوم على الصلب

أوصت وزارة التجارة الأمريكية “دونالد ترامب” بفرض مجموعة من القيود على واردات الصلب والألومنيوم بداية من الرسوم إلى الحصص.

وقال وزير التجارة “ويلبر روس”، إن هناك مقترحاً بفرض رسوم 24% على شحنات الصلب القادمة إلى الولايات المتحدة و7.7% على واردات الألومنيوم.

ويمتلك “ترامب” حالياً حرية الاختيار بين هذه الأنواع من الخيارات أو حتى الدخول في محادثات مع المنتجين لإيجاد الحلول.

هناك خيار بفرض رسوم لا تقل عن 53% على جميع واردات الصلب القادمة من 12 دولة هي البرازيل والصين وكوستاريكا ومصر والهند وماليزيا وروسيا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وتايلاند وتركيا وفيتنام.

وستخضع دول أخرى لفرض حصص تقيد وصولها المعفى من الرسوم تعادل صادرات كل دولة من تلك الدول من الصلب إلى الولايات المتحدة في عام 2017.

وسيشمل الخيار الموجه لدول بعينها في قطاع الألومنيوم فرض رسوم نسبتها 23.6% على جميع المنتجات القادمة من كل من الصين وهونج كونج وروسيا وفنزويلا وفيتنام، وسيخضع الآخرون جميعا لفرض حصص تساوي صادرات عام 2017 للولايات المتحدة.

ويدعو خيار ثالث ترامب، إلى فرض حصص دولية على أساس 63% من صادرات الصلب من كل دولة من الدول في عام 2017 وعلى أساس 87% من صادرات الألومنيوم للولايات المتحدة.

أهداف الخطة

إجراءات فرض رسوم جمركية على واردات الصلب تهدف إلى زيادة معدل الاستفادة من الطاقة الإنتاجية في الولايات المتحدة إلى نحو 80% في كل قطاع من القطاعين مقارنة مع 48% في قطاع الألومنيوم حاليا و73% في قطاع الصلب.

اليوم، تتجاوز الواردات الأمريكية من الصلب حجم الإنتاج الفعلي داخلها والبالغ 9 ملايين طن.

وفي حال إقرار قيود تجارية على واردات الصلب، ستندلع منافسة شرسة ما بين الشركات الأمريكية والخارج، وسيكون هنالك شركات مستفيدة من هذا الموضوع مثل شركة “ألكوا”، فسهمها تفاعل إيجابا، ولكن هناك شركات متضررة وأبرزها سيكون قطاع السيارات مثل فورد وجنرال موتورز وأيضا من يستخدمون الألومنيوم بأحجام كبيرة مثل شركة بيبسي وكوكاكولا.

الاتحاد الأوروبي يهدد بإجراءات مضادة

اتفق وزراء التجارة بدول الاتحاد الأوروبي على أنهم سيردون بإجراءات مضادة إذا بدأت الولايات المتحدة فرض رسوم استيراد على واردات الصلب والألومنيوم.

من جانبه، قال  نائب وزير الاقتصاد الألماني ماتياس ماشنيج إن استحداث رسوم الاستيراد، التي لوًح بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا ينسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية.

وأكد “ماشنيج” على أن دول الاتحاد الأوروبي تستعد لكافة الخيارات، مشيرا إلى حاجة التكتل الموحد لمناقشة الأدوات الممكنة لحماية الشركات ضد أنشطة الاستحواذ الأجنبية ومن يسمون بـ”مستثمري الدولة الثالثة من خارج الاتحاد الأوروبي” لاعتبارات الأمن القومي.

الصين والهند تتحديان ترامب

مع تهديدات وقرارت ترامب بشأن المسألة التجارية، قررت الصين والهند الرد بالمثل على تلك القرارات.

وقال رئيس قسم الإصلاح والاستثمار في وزارة التجارة الصينية إن المقترحات الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية على وارادت الصلب لا تتسق مع الحقيقة، فالولايات المتحدة لديها بالفعل وسائل حماية مرتفعة على المنتجات المحلية من الحديد والصلب.

وأضاف المسؤول الصيني أن بلاده ستتخذ في الحال الوسائل الضرورية لحماية حقوقها.

أما الهند فأعلنت خطتها لزيادة الجمارك على مجموعة من المنتجات المتنوعة بين الأجهزة والمنتجات الغذائية لتعزيز خطة النمو الاقتصادي في البلاد.

وعلى مستوى العلاقات التجارية الهندية الأمريكية، فخفضت الدولة الآسيوية ضرائب على وارادات الدراجات البخارية “من 75% إلى 50%”، وهو القرار الذي لم يلقَ إعجاب الرئيس الأمريكي.

وهدد “ترامب” بفرض رسوم جمركية على صادرات الهند من الدراجات إلى الولايات المتحدة، وذكر أن معدل الخفض الذي أقرته الهند “غير عادل”، حيث كان يرغب في مستويات خفض أكبر.

ترامب سعى طوال عام لتقليص عجز الميزان التجاري الأمريكي الذي ارتفع إلى 12%، بشتى السبل، والتي وصلت اليوم حد التهديد بفرض قيود تجارية وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات والتي كان أخرها الصلب، وهو أمر قد يتسبب في خلق وضع غير واضح لمستقبل التجارة العالمية، والدخول في حرب تجارية.

ربما يعجبك أيضا