حرب عالمية ثالثة.. هل تتورط الولايات المتحدة في الصراع الروسي الأوكراني؟

واشنطن تجاوزت «الخطوط الحمراء».. هل تتورط في الصراع الروسي الأوكراني؟

محمد النحاس

تبع هذه التحولات عدة تراجعات أخرى، ففي وقت لاحق، جرى الموافقة على استخدام الذخائر العنقودية، ثم الصواريخ طويلة المدى مثل صواريخ أتاكمز، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق، حسب التحليل، هو توسع التراجعات لتشمل خطوط حمراء كبيرة في السياسة تتجاوز الأسلحة.


منذ بداية تورط الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية، وضعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مجموعة من الخطوط الحمراء بهدف الحد من تصعيد الحرب وتجنب المواجهة المباشرة مع روسيا.

ومع ذلك، عند كل مفترق طرق، يتراجع الرئيس بايدن أمام الضغوط الخارجية ويتجاوز كل هذه الخطوط واحدًا تلو الآخر، أما الخط الأخير والذي لم تصل له واشنطن بعد هو إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، لكن تحليل نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، يرجح أننا “في منتصف الطريق تجاه ذلك”.

تغيّرات السياسة الأمريكية

في البداية، كانت إدارة بايدن ثابتة في رفضها إرسال أنواع معينة من المعدات العسكرية لأوكرانيا، على سبيل المثال، قال الرئيس بايدن في وقت مبكر من الحرب إن الولايات المتحدة لن ترسل دبابات أبرامز إم – 1 إلى أوكرانيا، لكن في يناير 2023، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستزود أوكرانيا بالدبابات.

وبالمثل، في مايو 2023، غيّر الرئيس بايدن موقفه بشأن إرسال مقاتلات إف – 16؛ لفترة طويلة عارض الرئيس وكبار المسؤولين الأمريكيين إرسال هذه المقاتلات إلى أوكرانيا، وفق التحليل المنشور 10 يوليو 2024.

ومع ذلك، استسلم الرئيس بايدن للضغوط من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والحلفاء الأوروبيين، وسمح بنقل العشرات من الطائرات الحربية من الحلفاء الغربيين، وفي الوقت الحال، تدرّب الولايات المتحدة الطيارين الأوكرانيين.

تنازلات إضافية

تبع هذه التحولات عدة تراجعات أخرى، ففي وقت لاحق، جرى الموافقة على استخدام الذخائر العنقودية، ثم الصواريخ طويلة المدى مثل صواريخ أتاكمز، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق، حسب التحليل، هو توسع التراجعات لتشمل خطوط حمراء كبيرة في السياسة تتجاوز الأسلحة.

أولًا، سمح الرئيس لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب أهداف داخل روسيا في قرار مثّل خطوة تصعيدية صادمة، حيث كان الرئيس الأمريكي في الأصل يحظر ذلك، لأنه سيجعل الولايات المتحدة أكثر تورطًا في القتال.

خطوة خطيرة

لم يقف الأمر عند هذا الحد، قال المسؤولون في الإدارة الأمريكية إن الرئيس بايدن يفكر في رفع حظر عن تعاقد الأمريكيين العسكريين لصالح أوكرانيا، حسب التحليل، هذا القرار له أهمية كبيرة، حيث يعتبر تقليديًا الخطوة الأولى نحو إرسال الجنود الأمريكيين لنزاع أجنبي.

هذا السيناريو يتشابه مع التورط الأمريكي في فيتنام، حيث بدأت المشاركة الأمريكية على الأرض تحت غطاء المستشارين المدنيين لتقديم الدعم والمشورة العسكرية، ثم تصاعدت تدريجيًا إلى نشر قوات القتال.

نحو حرب عالمية ثالثة

لا يمكن تجاهل أن روسيا ترى كل هذه التحركات كدليل على المشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب، يبدو أن إدارة بايدن مستعدة للانزلاق في حرب عالمية ثالثة، خاصة مع الإعلان الأخير عن اتفاقية أمنية ثنائية لمدة 10 سنوات مع أوكرانيا.

تهدف هذه الاتفاقية إلى تعميق التعاون الأمني والدفاعي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودعم الانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا وتسريع اندماجها في الاتحاد الأوروبي وتعاونها مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفقًا للإدارة الأمريكية، تهدف الاتفاقية إلى تحقيق “سلام عادل” من خلال إعادة “وحدة الأراضي الأوكرانية”، ومع ذلك لم يقدم بايدن حتى الآن استراتيجية مفصلة للكونجرس بشأن كيفية تحقيق هذا الهدف.

تورط الناتو

في يونيو، منح بايدن الناتو سيطرة أكبر على المساعدة الأمنية للجيش الأوكراني، في خطوة أخرى مُثيرة للجدل.

هذا التحرك يُنظر إليه على أنه محاولة لتجاوز أي عقبات قد يضعها الرئيس السابق ترامب إذا فاز في الانتخابات، ويتعيّن على الكونجرس، حسب المقال، المصادقة على اتفاق مستقبلي لضمان عدم تجاوز بايدن آخر الخطوط الحمراء دون مساءلة.

ربما يعجبك أيضا