حرب في الخفاء.. «سي آي إيه» تعلن مشاركتها في قتال «فاجنر» الروسية

آية سيد
مدير «سي آي إيه»: فاجنر تنظيم عدواني ونتعاون مع حلفائنا لمواجهته

تعرض شبكة رؤية الإخبارية سلسلة مترجمة لشهادة مدير «سي آي إيه» أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، وتقرير تقييم المخاطر الصادر عن مجمع الاستخبارات الأمريكية لعام 2023 على مدار الأيام المقبلة.


أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أنها تساعد سرًا في محاربة مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية.

وفي جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الأربعاء 8 مارس 2023، أعلن مدير «سي آي إيه»، ويليام بيرنز، إن الوكالة تفعل كل ما في وسعها لمواجهة المجموعة، التي توسع دورها في الحرب الروسية الأوكرانية، حسب ما نقل موقع “فايس نيوز”.

مدير «سي آي إيه»: فاجنر تنظيم عدواني ونتعاون مع حلفائنا لمواجهته

مدير سي آي إيه، ويليام بيرنز

تهديد عالمي

ردًا على أسئلة لعدة أعضاء في المجلس، قال بيرنز: “تقييمنا هو أن مجموعة فاجنر تنظيم عدواني وشرير يشكل تهديدًا، ليس فقط على شعب أوكرانيا. لقد رأيت ذلك، في رحلاتي لغرب إفريقيا ودول الساحل، حيث أعتقد أنه يمكن رؤية تأثير فاجنر المزعزع للاستقرار في الكثير من المجتمعات الهشة الآن”.

وأشار مدير «سي آي إيه» إلى أن مجموعة فاجنر، الحليف الرئيس للكرملين، التي تضم آلاف الجنود الذين يقاتلون في أماكن مختلفة من إفريقيا إلى أوكرانيا، تتولى مسؤولية معظم القتال في مدينة باخموت المحاصرة.

اقرأ أيضًا: باخموت على وشك السقوط.. معارك عنيفة بين قوات فاجنر والجيش الأوكراني

تعاون مع الحلفاء

أوضح مدير «سي آي إيه» أن الوكالة تعمل جاهدة لمواجهة فاجنر وعملياتها، بمساعدة الحكومة الفرنسية وبعض الدول الحليفة. وقال: “نعمل كوكالة، إلى جانب شركائنا، لمساعدة الكثير من الحكومات والكثير من الأجهزة الأمنية الشريكة، لمقاومة ذلك التهديد”.

وأضاف: “نعمل مع الفرنسيين ودول وحلفاء آخرين في ذلك الجهد. ونأخذ تهديد فاجنر على محمل الجد، في كل شيء نفعله لمواجهتها وعرقلتها”، حسب ما نقل موقع “فايس نيوز”.

أنشطة خارجية

تتهم واشنطن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بارسال مجموعة فاجنر، المملوكة للروسي يفجيني بريجوزين، وسيلة لتصدير نفوذها إلى الخارج. ولهذا الغرض، أرسل بوتين المجموعة إلى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل، لتخدم كنوع من “جيش الظل” التابع للكرملين، وتقاتل إلى جانب الحكومات الوطنية، في سلسلة من الصراعات المستعصية، على حد زعم الموقع.

وحسب التقرير الأمريكي، تورطت مجموعة المرتزقة أيضًا في عمليات التعدين واستخراج الموارد الطبيعية المشبوهة، في حين واجه بعض مقاتليها اتهامات بالاغتصاب والتعذيب، وتظهر المجموعة علنًا إلى جانب القادة الوطنيين وقادة الميليشيات، على حد سواء. لكن روسيا تنفي هذه الاتهامات، وتتهم الولايات المتحدة بالكذب.

اقرأ أيضًا: ظهور نادر لأحد أفراد «فاجنر».. كيف يعمل جيش بوتين الخفي؟

اقرأ أيضًا: العنف يتصاعد في مالي.. ما علاقة «فاجنر» الروسية؟

ظهور علني

مدير «سي آي إيه»: فاجنر تنظيم عدواني ونتعاون مع حلفائنا لمواجهته

يفجيني بريجوين مؤسس مجموعة فاجنر

بعد سنوات من النفي، اعترف بريجوزين، المعروف بـ”طباخ بوتين”، في سبتمبر الماضي، بتأسيسه مجموعة فاجنر في 2014، لدعم الحركات الانفصالية في أوكرانيا.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022، خرج بريجوزين كشخصية عسكرية رائدة، وكثيرًا ما ظهر في شرقي دونباس، الموقع الرئيس للقتال، مرتديًا الزي العسكري، ليتفقد جنوده. وانتشرت مقاطع فيديو له وهو يجند السجناء الروس للقتال في الحرب، مقابل الحصول على العفو.

اقرأ أيضًا: لماذا خرج مؤسس «فاجنر» إلى العلن بعد التراجع الروسي في أوكرانيا؟

غياب الاستراتيجية

تعليقًا على إفادة مدير «سي آي إيه»، قال المحلل المختص بمجموعة فاجنر ومدير “صوفان جروب” المعنية بشؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، كولين كلارك، إنه غير متفاجئ بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية تواجه فاجنر، لكنه شدد على أن إدارة الرئيس جو بايدن “تفتقر لاستراتيجية شاملة” للتعامل مع المجموعة.

وقال في تصريحات لموقع “فايس نيوز”: “الولايات المتحدة معتادة على التعامل مع الجماعات الإرهابية والمتمردة، لكنها لم تكن فطنة في التعامل مع التهديد الذي تفرضه الشركات العسكرية الخاصة، مثل فاجنر”، مضيفًا أن إدراج وزارة الخزانة لفاجنر منظمة إجرامية عابرة للحدود “ليس كافيًا لمواجهة التهديد”.

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية مجموعة فاجنر الروسية منظمة إجرامية عابرة للحدود، في يناير الماضي، وفرضت عقوبات على عدة أشخاص مرتبطين بالمجموعة.

مدير «سي آي إيه»: فاجنر تنظيم عدواني ونتعاون مع حلفائنا لمواجهته

يفجيني بريجوزين مرتديًا الزي العسكري

منظمة إرهابية

يوجد اتجاه متنامٍ داخل الحكومة الأمريكية لتصنيف فاجنر منظمة إرهابية رسمية، مثل داعش والقاعدة. وفي جلسة استماع أمام اللجنة القضائية لمجلس الشيوخ، يوم الأربعاء 1 مارس 2023، قال المدعي العام، ميريك جارلاند، إنه لن “يعارض” تصنيف المجموعة منظمة إرهابية أجنبية، واصفًا مؤسسها بأنه “مجرم حرب”.

وحسب ما نقل موقع “صوت أمريكا”، السيناتور الجمهوري، ليندسي جراهام، سأل جارلاند إذا كان يتفق على أن مجموعة فاجنر “يجب أن تصبح منظمة إرهابية أجنبية بموجب القانون الأمريكي”. ورد المدعي العام بأنه يرى أن المجموعة “ترتكب جرائم حرب، وتضر بالولايات المتحدة”.

وأوضح جارلاند أنه لن يعارض تصنيف المجموعة منظمة إرهابية، لكنه سيحيل الأمر إلى وزارة الخارجية. وحسب “صوت أمريكا”، تُعد تصريحاته تأييدًا لإدراج المجموعة، لأن الإجراءات تنص على أن يتشاور وزير الخارجية مع المدعي العام ووزير العدل، قبل الإدراج. وهذا التصنيف يجعل تقديم الدعم إلى فاجنر يساوي تقديم “دعم مادي للإرهاب”.

ربما يعجبك أيضا