حزب الله مهم بالنسبة للدولة الإيرانية، لأنه بمثابة قاعدة عسكرية مباشرة مع حدود الدولة الإسرائيلية، بجانب قاعدة تجسس وجمع معلومات عن قرب.
فور عملية اغتيال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، انتشرت في شوارع طهران لافتة “حزب الله حي”.
وكأن الرسالة الإيرانية لإسرائيل، أن طهران لن تتراجع عن محورها المسلح في المنطقة، وإن تم اغتيال قادته. وخاصة حزب الله في لبنان الذي يمثل درة تاج فصائلها المسلحة، بالقرب من حدود الدولة العبرية.

“حزب الله حي” – لافتة في طهران
خط أول للمواجهة
تسارع إيران دبلوماسيًا لإيقاف الحرب في المنطقة، خاصة على جبهة حزب الله اللبناني وغزة، لكن إذا تورطت في حرب مع إسرائيل، فإن إيران في حاجة إلى محورها، خاصة حزب الله في لبنان مخط أول على الحدود مع الدولة العبرية.
وتشير العمليات النوعية التي تنفذها وحدات حزب الله اللبناني تجاه الأراضي المحتلة، أن الحزب تجاوز صدمة اغتيالات قادته، وأن هناك سيطرة الآن على منظومة القيادة والتوجيه الميداني، ويحمل هذا التعافي رسالة إيرانية بامتياز تجاه الدولة العبرية، في ظل التهديدات بضربة عسكرية تستهدف المنشآت النفطية والنووية في إيران.
كثف حزب الله اللبناني بشكل ملحوظ هجماته ضد إسرائيل، خلال الأيام الماضية، بالهجوم على قاعدة جولاني، إلى قصف منزل نتنياهو، واستهداف موقع “2222” الإسرائيلي في جبل الشيخ بالصواريخ، وضرب حيفا بصاروخ نصر2، وقصف قاعدة جليلوت قرب تل أبيب.
مسيرة حزب الله تلتقط صورًا لمنزل نتنياهو في قيسارية
قاعدة عسكرية ومعلوماتية
يقول تقرير موقع “اطلاع ما” التحليلي الإيراني، اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، إن حزب الله لديه فهم تفصيلي لإسرائيل، وقدراتها وإمكانياتها وبنيتها السياسية والاجتماعية، والفجوات الاجتماعية داخلها، والتصورات التي تحكم عقول حكامها وشعبها.
ولذلك فإن حزب الله مهم بالنسبة للدولة الإيرانية، لأنه بمثابة قاعدة عسكرية مباشرة مع حدود الدولة الإسرائيلية، بجانب قاعدة تجسس وجمع معلومات عن قرب.
حزب الله يضرب حيفا بصاروخ نصر2
حرب استنزاف
حسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، اليوم الثلاثاء، 22 أكتوبر، فإن حزب الله اللبناني يقود حرب استنزاف على الصعيدين العسكري والأمني، بهدف إرهاق العدو، خاصة أن ضرباته داخل عمق إسرائيل ترفع من مستوى العبء الأمني والاقتصادي على قادة إسرائيل.
وأوضح التقرير، أن حزب الله انتقل من معركة الإسناد التي كان يقودها لدعم جبهة حماس في غزة، إلى حرب معركة دفاع وجودي تستلزم مهاجمة العمق الإسرائيلي بشكل مؤلم، من خلال توجيه ضربات عسكرية وأمنية نوعية.

محمد رضا نقدي
حزب الله حي!
تزامنًا مع عمليات حزب الله اللبناني، بدأ المسؤولون الإيرانيون يؤكدون عبارة “حزب الله حي”، خاصة أن حزب الله، أعلن اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر، مسؤوليته الكاملة عن الهجوم الذي استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قيساريا شمال تل أبيب. ما يعني أن الحزب قادر على الوصول إلى أهداف حساسة.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، قد أعلن قبل أيام، أن المقاومة اللبنانية انتقلت إلى مرحلة “إيلام العدو” ضمن التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب وكالة تسنيم الإيرانية، قال أمين عام مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي: “لقد أظهرت العملية التي قام بها حزب الله اللبناني ضد لواء جولاني أن حزب الله حي”.
فيديو دعائي بأن “حزب الله حي” مع الأجيال الجديدة
ووفق تقرير شبكة حزب الله، على هامش تأبين زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، اليوم الثلاثاء، في مكتب تلك الحركة بطهران، قال محمد رضا نقدي، نائب منسق الحرس الثوري الإيراني: “إن الطريق مفتوح أمام المجاهدين من إيران وباكستان وأفغانستان، وإن قاموا بأية خطأ (الإسرائيليون) فإن هذا الطريق سيفتح أكثر، ونحن مشتاقون أن يفتح طريق الجهاد”.
وتثير تصريحات الرجل الذي لعب دورًا في تعبئة المجاهدين الشيعة للقتال في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة النصرة، المخاوف من أن تتحول مجددًا منطقة الشام إلى خزان لاستنفار شيعي مسلح جديد.

حجة الإسلام درخشنده
استمرار المقاومة والنصرة
ركزت الدعاية الإيرانية على أن اغتيال قادة حزب الله أو حركات المقاومة هو نجاح تكتيكي لإسرائيل، لكنه لن يدمر تلك التنظيمات، فإن إسرائيل قد اغتالت عباس موسوي، زعيم حزب الله، عام 1992، لكن الحزب لم ينته ولم ينكمش، وعاد بقوة بعد ذلك.
وقد ركزت هيئات الدعاية الإسلامية في محافظات إيران على الترويج لدعم جبهات المقاومة وحزب الله في لبنان، وكأن الهدف من هذه الدعاية هو التجهيز لأية سيناريوهات محتملة مع إسرائيل، بما فيها إرسال المجاهدين.
حسب تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، اليوم الثلاثاء، فقد أعلن درخشنده، نائب دائرة الثقافة والدعاية في الإدارة العامة للدعاية الإسلامية في محافظة مازندران، على هامش اجتماع مقر الدعاية الحربية الذي عقد في قاعة الشهداء في الإدارة العامة، عن إجراء مناورة النصرة لحزب الله في هذه المحافظة من المساجد والهيئات الدينية والمعاهد والمراكز القرآنية.

استقبال التعزية في استشهاد يحيى السنوار في طهران
كما قال بروماند رازياني، مدير عام الدعاية الإسلامية في محافظة كردستان: “دعم جبهة المقاومة الإسلامية وحزب الله ضرورة مهمة ويجب بذل الجهود في هذا الاتجاه”.
وأضاف: “نحن اليوم في حرب ويجب أن يكون لدينا تشكيل عسكري وقتالي في هذه الحرب، حتى نتمكن من الوقوف في وجه العدو، ميدانيًا وثقافيًا”، مشيرًا إلى “فتوى الجهاد التي أصدرها المرشد الأعلى، على ضرورة الدعم الشامل لحزب الله اللبناني والمقاومة الإسلامية، وطلب من الناس دعم هذه الجبهة من خلال المشاركة في حملات الدعم”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2020714