حزب الله يتوعد إسرائيل وقبرص.. ما استعداداته للحرب؟

صحيفة إسرائيلية تستعرض قدرة حزب الله على ردع تل أبيب

شروق صبري
حسن نصرالله

حزب الله يهدد بأكثر من 100 ألف مقاتل وأسلحة دقيقة نحو احتمال حرب شاملة مع إسرائيل، فما هي إمكانيات حزب الله؟


مع قرب انتهاء المناورة الرئيسة في مدينة رفح بقطاع غزة وإعادة توجيه معظم الموارد العسكرية نحو الشمال، تواجه إسرائيل قرارًا مصيريًا في مواجهة حزب الله اللبناني.

وإلى جانب القضاء المستمر على حركة حماس في غزة والسعي لعقد صفقة رهائن، فإن سنوات صعبة تنتظرها إذ اندلعت الحرب مع لبنان، إذ يتزايد التصعيد ضد حزب الله، ويتحدث الكثيرون عن احتمال نشوب حرب شاملة ضد التنظيم الموالي لإيران، أو هجوم أكثر شمولًا ضد أهداف استراتيجية في لبنان. لكن ما هي استعدادات قوات نصر الله؟

عدد المقاتلين

بينما يقترب الجيش الإسرائيلي من استكمال المناورة البرية الرئيسة ضد حماس في رفح، يكثف حزب الله تهديداته لمحاولة ردع إسرائيل عن القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان، وهو ما فعله الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إذ ألمح إلى أن التنظيم قد يهاجم قبرص أيضًا، وتفاخر بقوة قوامها 100 ألف مقاتل، وأصر على أن وحدة الرضوان الخاصة لا تزال قادرة على مهاجمة الجليل.

قال حسن نصر الله في خطابه الأسبوع الماضي إن قوة التنظيم تبلغ نحو 100 ألف، إلا أن التقديرات تتحدث عن أعداد أكبر بكثير، تشمل أيضاً قوة احتياطية كبيرة، وهو عدد لا يذكر، لكن في النهاية هو جيش حقيقي، حسب ما نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، الأحد 23 يونيو 2024.

حزب الله

حزب الله

صراع إقليمي

لتبرير العمل العسكري ضد قبرص، ادعى نصر الله أنه إذا استخدمت إسرائيل قواعد أو مطارات الجزيرة، فإن حزب الله سوف يهاجمها، ونفى القبارصة هذا التعاون، لكن يبدو أن الرسالة كانت موجهة إلى الغرب برمته: “حزب الله مستعد لتحويل الحرب مع إسرائيل إلى صراع إقليمي”، وهو نوع من الرد على المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين الذي حذر اللبنانيين من التصعيد إذا لم يتقدموا في التسوية.

وربما يأمل نصر الله أن تمارس واشنطن والاتحاد الأوروبي ضغوطا دبلوماسية على إسرائيل، لكنه لم يذكر سوى التهديد الذي يشكله التنظيم على العديد من دول العالم، ويبدو أن الولايات المتحدة قد تدعم بالفعل توسعًا مدروسًا للهجوم، وبالنسبة لإسرائيل، الهدف على الجبهة الشمالية واضح للغاية وهو إزالة حزب الله وقدراته من الحدود، للسماح للسكان بالعودة بأمان إلى منازلهم.

مجموعة الصواريخ

في سياق متصل، قدر معهد أبحاث “ألما” الإسرائيلي المتخصص في الساحة الشمالية، أن حزب الله يمتلك ترسانة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف قصيرة المدى.

وبحسب رئيس قسم الأبحاث في المعهد، تال باري، فإن “إمكانية الدقة انتقلت بسرعة كبيرة إلى صواريخ جراد وصواريخ فلاك، وما يثير القلق هو مسألة المدى القصير لنحو 65 ألف صاروخ وقذيفة”.

الأسلحة الدقيقة

في المجمل، عند إضافة الصواريخ والقذائف الصاروخية بعيدة المدى، يمتلك حزب الله ما يقدر بنحو 250 ألف سلاح، في مايو 2024، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن الخبراء تقييمهم بأن حزب الله جمع آلاف الأسلحة الدقيقة، وقدر معهد ألما أن صواريخ (فتح 110) يصل مداها إلى 330 كيلومترًا، ومدى تأثيرها يصل إلى 10 أمتار.

وعام 2020 اكتشفت إسرائيل أن حزب الله يمتلك مواقع إنتاج لأجزاء الصواريخ الدقيقة في أحياء بقلب بيروت وجزء مركزي من نظام الدفاع الجوي في منطقة الزور، وهي البنية التحتية لوحدة الطائرات بدون طيار، وفي جنوب البلاد، أنشأ التنظيم شبكة ضخمة من الأنفاق، مما يسهل الحركة، وكان من المفترض أيضًا استخدام هذا النظام لإخفاء الرهائن في اليوم التالي للهجوم على إسرائيل.

ومن هذا المنطلق، فإن الحرب الشاملة تنطوي على مخاطر كثيرة، والتي يجب على مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي أن يأخذها بعين الاعتبار بجدية.

وحدة النخبة

يبلغ عدد المقاتلين في قوة الرضوان حوالي 2500 فرد، وتشير التقديرات إلى أنه بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، انتقل شعبها إلى مسافة 8 كيلومترات بعيدًا عن الحدود.

في خطابه الأخير، قال نصر الله إن قواته قادرة على تنفيذ مهاجمة الجليل، ومع ذلك، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل مستعدة لجميع السيناريوهات.

جنود احتياط

قالت مصادر لصحيفة “الأخبار” المقربة من حزب الله، إنه في حال نشوب حرب في لبنان وبموافقة نصر الله، فإن كتائب حزب الله في العراق وحركة النجباء، مستعدة لإرسال مقاتلين ضد إسرائيل.

وبحسب التقرير، أوضحت الميليشياتان المواليتان لإيران هذا الموقف في اجتماع عقده ممثلاهما مؤخرًا مع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة الذي زار بغداد، علي باقري.

النظام المدني

سر قوة حزب الله هو نظام الرعاية الاجتماعية المنفصل عن الدولة، والذي يكافئ السكان الشيعة، ومن الفوائد القسائم الغذائية عبر بطاقة خاصة (بمئات الملايين)، وكذلك الأنشطة الرياضية والتعليم والتعليم غير الرسمي (حركة سكوب مثلا).

ربما يعجبك أيضا