غادرت وفود عربية، من بينها المملكة العربية السعودية، قاعة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لحظة كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة 27 سبتمبر.
فقد وقف بنيامين نتنياهو، وفي يده خريطة تقسم المنطقة في خياله، إلى قسمين، أهل النقمة وأهل النعمة، بينما لم تظهر الخريطة التي حملها أية وجود للدولة الفلسطينية، ما يعني أن الدولة الإسرائيلية لا تقدم أية رؤية سلام تجاه المنطقة، سوى تصنيف دولها مع أم ضد إسرائيل.
شرط حل الدولتين
كان الانسحاب السعودي والعربي من القاعة، ردًا مسبقًا على استعراض بنيامين نتنياهو أهمية تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن “هذه الخطوة ستكون بمثابة مصالحة بين الإسلام واليهودية وبين مكة والقدس”، حسبما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية.
ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي، يؤكد غياب أية حلول أو تصورات للقضية الفلسطينية في إطار الشرط العربي للتطبيع مع إسرائيل، على أساس المبادرة العربية لحل الدولتين.
وقد أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024، أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. ما يعني أن نتنياهو يتكلم من خيال أفكاره.
تحالف لإعلان الدولة الفلسطينية
أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين إطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، الذي عقد يوم الخميس الماضي، 26 سبتمبر على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحسب صحيفة عكاظ السعودية، قال بن فرحان: “نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين أخيرًا، وندعو كافة الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ ذات القرار، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش”.
حشر نتنياهو في الزاوية
أمام سياسات المتشددين في إسرائيل، والتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بالتحالف مع التيار اليميني المتشدد، جاء الخطوة العربية والإسلامية لتضع نتنياهو في الزاوية في ظل تقديمه رؤية مستحيلة تتحدث عن السلام بين الإسلام واليهودية تحت مظلة الاتفاق الإبراهيم، بينما هذا لن يتحقق طالما لم يتم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لذلك خلال الاجتماع الذي شارك فيه ممثلون عن عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، شدد بن فرحان على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌ أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال.
ضغط على إسرائيل
عبرت تصريحات الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، على مساعي لممارسة ضغوط على إسرائيل، للاستجابة لمطالب إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
فحسب تقرير صحيفة الشرق الأوسط، ركز أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع، على 3 محاور رئيسية؛ وهي أولًا: إضعاف الاحتلال والامتناع عن مساعدته بفرض عقوبات على الاستيطان ورموزه ومقاطعة منتجاته، وفي الوقت نفسه دعم المساعي الفلسطينية لإقامة الدولة.
ثانيًا: “العمل على زيادة وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تمهيداً للتفاوض البنّاء بين دولتين قائمتين”، وثالثًا: “السبيل الوحيد لتوسيع رقعة السلام والاعتراف والعلاقات الطبيعية وصون اتفاقيات السلام القائمة، هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1995063