حوار| خبير ألماني لـ«رؤية»: الانفصال عن الصين اقتصاديًّا باهظ التكلفة

آية سيد
حوار| خبير ألماني لـ«رؤية»: الانفصال عن الصين «باهظ التكلفة».. والاقتصاد يواجه «رياحًا معاكسة»

في حوار مع شبكة رؤية الإخبارية، يوضح خبير اقتصاد ألماني التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية على أوروبا ومخاطر الانفصال عن الصين.


مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، لا تزال تداعياتها الاقتصادية تعصف بأوروبا والعالم أجمع. وتتجه الأنظار دائمًا إلى ألمانيا، بصفتها أكبر اقتصاد بأوروبا.

وفي هذا السياق، أجرت شبكة رؤية الإخبارية حوارًا مع خبير الاقتصاد الألماني ورئيس معهد ليبنيز للأبحاث الاقتصادية بجامعة ميونيخ (ifo) كليمنس فوست، لمعرفة المزيد عن وضع الاقتصاد الألماني والأوروبي عمومًا.

ما التداعيات الاقتصادية للحرب على ألمانيا وأوروبا حتى الآن؟

قال فوست إن التأثير المباشر للحرب الروسية الأوكرانية تمثل في ارتفاع أسعار الطاقة، لا سيما الغاز، موضحًا أن هذا أدى إلى زيادة التضخم وتباطؤ الاقتصاد.

وأضاف الخبير الاقتصادي الألماني أن الحرب تثير تساؤلات أيضًا بشأن العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الصين، التي يتسم موقفها تجاه روسيا بالغموض.

اقرأ أيضًا| خبيران ألمانيان لـ«رؤية»: الحرب الروسية أوقفت التعافي الاقتصادي وأوروبا تتجه للأسوأ

هل أتت العقوبات ضد روسيا بنتائجها المرجوة؟

قال فوست إن التاريخ يعلمنا ألا نتوقع الكثير من العقوبات الاقتصادية. وأوضح أن أحد أهداف العقوبات كان التأكد من أن يشعر جميع السكان في روسيا بهذا الصراع، وتوضيح أنه صراع كبير وليس مجرد “عملية خاصة”.

وأضاف فوست، في حواره مع “رؤية”، أن أحد الأهداف الأخرى هو الضغط على الأشخاص المؤثرين في روسيا، الذين عادةً ما يمتلكون أصولًا في الخارج. ويبدو أن هذا نجح إلى حد ما، حسب الخبير الاقتصادي، لكنه رأى أن تأثير العقوبات في قدرة روسيا على شن الحرب لم يتضح بعد.

كيف تعاملت ألمانيا مع أزمة الطاقة؟

أوضح فوست أن الكثير من الشركات في ألمانيا استبدلت أنواعًا أخرى من الوقود بالغاز، في حين خفضت القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة إنتاجها. وكذلك جرى بناء محطات جديدة للغاز الطبيعي المُسال بسرعة. وقللت المنازل من استهلاكها للغاز.

وقال رئيس معهد ليبنيز للأبحاث الاقتصادية إن ألمانيا كانت محظوظة، لأن درجات الحرارة كانت معتدلة وكان الطلب الصيني على الغاز الطبيعي المُسال منخفضًا.

اقرأ أيضًا| ألمانيا تفتتح محطة ثانية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال

هل يستطيع الاتحاد الأوروبي الانفصال اقتصاديًّا عن الصين؟

طرحت شبكة رؤية الإخبارية سؤالًا بشأن استراتيجية “الحد من المخاطر” في العلاقات مع الصين، التي دعا إليها سياسيون أوروبيون بارزون، وعما إذا كان الاتحاد الأوروبي يستطيع التوصل إلى إجماع بشأنها.

وفي هذا الصدد، رأى الخبير الاقتصادي الألماني أن الانفصال عن الصين ليس ضروريًّا وسيكون باهظ التكلفة، لافتًا إلى وجود قدر كبير من الدعم لـ”نهج حكيم” يقوم على تحليل المخاطر وإدارتها.

وأشار فوست إلى وجود توترات جيوسياسية، وتعاون أيضًا، مع الصين في عدة مجالات. وقال إن الهدف يجب أن يكون توسيع مجالات التعاون دون التهور في ما يتعلق بالمخاطر، ودون تعريض العلاقة المهمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للخطر.

اقرأ أيضًا| مع إعادة تشكيل النظام العالمي.. ما طبيعة العلاقات الأوروربية الصينية؟

كيف تتأثر ألمانيا بهذا النهج؟ وهل ترد الصين بإجراءات انتقامية؟

قال فوست إنه إذا كان “الحد من المخاطر” يعني تقييد بعض المعاملات الاقتصادية مع الصين، مثل الاستثمارات الصينية في أوروبا، فلا شك في أن الصين سترد.

لكنه لا يتوقع انهيار التعاون، لأن الصين تظل مزودًا رئيسًا وسوقًا غاية في الأهمية للصادرات.

اقرأ أيضًا| برلين تخذل واشنطن.. لماذا توسع الشركات الألمانية استثماراتها في الصين؟

اقرأ أيضًا| لماذا تستمر العلاقات الصينية الألمانية رغم الانتقادات؟

ما تداعيات قانون «الحد من التضخم» الأمريكي على الاقتصادات الأوروبية؟

قال فوست إن قانون الحد من التضخم يعني أن الولايات المتحدة ستزيد جهودها لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو خبر سار لبقية العالم، لكنه في الوقت ذاته يجلب سياسات حمائية من المرجح أن تكون مكلفة للولايات المتحدة وأوروبا.

وردًّا على سؤال لـ”رؤية” بشأن خطط ألمانيا للتعامل مع عواقب هذا القانون، أفاد الخبير الاقتصادي أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي لديها بالفعل برامج دعم موسعة للطاقة الخضراء، لكنها تحتاج إلى فعل المزيد لتحسين التنافسية العامة.

ما التوقعات الاقتصادية لألمانيا وأوروبا في ظل استمرار حرب أوكرانيا؟

أجاب رئيس معهد ليبنيز للأبحاث الاقتصادية، بأن التوقعات الاقتصادية الحالية “متواضعة”. وقال إن ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، وكذلك عدم اليقين بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، تجلب قدرًا كبيرًا من الرياح المعاكسة للاقتصاد.

وفي ما يتعلق بألمانيا، أوضح فوست لشبكة “رؤية” الإخبارية أن التوقعات تشير إلى ركود الاقتصاد في 2023، وحدوث نمو معتدل في 2024.

اقرأ أيضًا| تباطؤ التضخم السنوي في ألمانيا خلال إبريل

ما عواقب فشل رفع سقف الدين الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟

قال فوست إن عجز الحكومة الأمريكية عن سداد ديونها “مستبعد بشدة”. لكن إذا حدث، سيكون بمثابة صدمة كبيرة للنظام المالي.

وأضاف قائلًا: “لا نمتلك خبرة في هذا النوع من الصدمات، وسيكون من الصعب التنبؤ بما سيحدث بالضبط”.

ربما يعجبك أيضا