حسام محيي يؤكد أن المليشيات الإيرانية تُستخدم كأداة من قبل إسرائيل لحماية حدودها، وليس كقوة حقيقية لمواجهة الاحتلال.
تشهد المنطقة تحولات متسارعة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وتأثيراتها المحتملة على السياسات الإيرانية تجاه إسرائيل.
في هذا السياق، يتناول الخبير المتخصص في الشؤون الإيرانية حسام محيي طبيعة التهديدات الإيرانية الأخيرة تجاه إسرائيل، خلال حوار خاص مع “شبكة رؤية الإخبارية“.
ما هي طبيعة التهديدات الإيرانية الأخيرة تجاه إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية؟
التهديدات الإيرانية الأخيرة تجاه إسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، تظهر وكأنها مجرد شعارات زائفة تحاول من خلالها استغلال القضية الفلسطينية لتنفيذ مخطاطتها في المنطقة، فهي تعلم أن القضية الفلسطينية تحظى بمكانة كبيرة في قلوب الشعوب العربية. لذا، تحاول استثمار هذه القضية لتعزيز نفوذها الإقليمي.
تظهر إيران دائمًا موقفها المعادي لإسرائيل من خلال رفع شعارات تدعم هذا الموقف، بالإضافة إلى استخدام الميليشيات التابعة لها في المنطقة لنفس الغرض. يُعتبر “فيلق القدس” أبرز دليل على ذلك، حيث أُسس في الأصل للدفاع عن القدس والمساندة للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، يبرز تاريخ هذا الفيلق كدليل على تناقض أهدافه؛ فقد تسبب في دمار وصراعات في العديد من الدول العربية منذ تأسيسه، دون أن يتدخل فعليًا للدفاع عن القدس أو توجيه رصاصة واحدة من أجل حماية الشعب الفلسطيني.
هل من الممكن أن تدخل إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل؟
تتجنب إيران الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتركز بدلاً من ذلك على الوكلاء المتواجدين في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
وهذه التهديدات الإيرانية الموجهة نحو إسرائيل تأتي دائمًا في إطار استعراض العضلات، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، إذ تحاول إيران استخدام هذه الفرصة لزيادة التوترات في المنطقة كوسيلة للضغط على الإدارة الأمريكية ولتكون ورقة رابحة لها تساوم بها في الأروقة الدولية.
كيف يمكن أن تؤثر الانتخابات الأمريكية على القرارات الإيرانية تجاه إسرائيل؟
الانتخابات الأمريكية ستؤثر بشكل كبير على استراتيجية إيران في الفترة المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بالاستراتيجية التي تتعامل بها مع إسرائيل. ففي حالة فوز رئيس متشدد، قد تضطر إيران لتقليل شعاراتها والتخفيف من حدة خطابها لتظهر مرونة أكبر في التعاطي مع القضايا المختلفة. هذا من شأنه أن ينعكس على تقهقر نشاط الميليشيات التابعة لها في المنطقة.
أما إذا جاء رئيس متساهل، فمن المحتمل أن تستمر إيران في استراتيجيتها الحالية، بما في ذلك رفع نفس الشعارات لتحقيق مكاسب من خلال هذه الشعارات.
هل هناك دلائل على تنسيق بين إيران والفصائل المسلحة بالعراق للهجوم على إسرائيل؟
لا يوجد تنسيقًا حقيقيًا بين إيران والفصائل المسلحة التابعة لها في العراق لضرب إسرائيل، إذ لم نشهد ضربات حقيقية تنفذها هذه الميليشيات ضد إسرائيل. غالبًا ما تكون هذه الأعمال مجرد مسرحيات، كما رأينا من قبل مع حزب الله، حيث كان هناك تهديدات ولكن دون أن تؤدي إلى أي خسائر فعلية أو هجمات مؤثرة على إسرائيل.
وكان قد تحدث زعيم حزب الله السابق حسن نصر الله عن قدرته على تدمير تل أبيب، لكن لم نرَ أية نتائج ملموسة تؤكد ذلك، حيث لم تتكبد إسرائيل أي خسائر فادحة سواء في الأرواح أو العتاد العسكري.
هل تشكل المليشيات الإيرانية تهديدًا لأمن إسرائيل؟
الحدود بين لبنان وإسرائيل محمية بشكل جيد، ولم تتمكن أي من الميليشيات التابعة لإيران من توجيه رصاصة واحدة نحو إسرائيل.
وبطبيعة الحال كانت إسرائيل تستخدمهم لحماية حدودها ولم يُشكلوا أي تهديد أمني عليها، وعندما انتهت هذه الورقة تم التخلص منها.
وأغلب هذه المليشيات الإيرانية وعلى رأسها حزب الله وزعيمه حسن نصرالله، كانت متواجدة أمام إسرائيل على مدار فترة من الزمن قرابة 40 عامًا فلماذا تم التخلص منهم الآن؟ لأن كل هذه الرموز كان مجرد أوراق تلعب بها إسرائيل وعندما انتهت من دورها تم التخلص منها.
ما هي الأبعاد المحتملة لإدخال جبهة جديدة من العراق في الصراع الإسرائيلي؟
إن فتح أي جبهة جديدة سواء في العراق أو لبنان أو سوريا سيمثل ضغطًا إضافيًا على إسرائيل وسيضطرها لتوسيع نطاق دفاعاتها في المنطقة، وهذا سيشكل عبأ أمنيًا واستخباراتيًا عليها، وبالطبع سيعمل على تحفيز الأطراف الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لمواجهة طموحات إيران التوسعية بالمنطقة.
كيف سترد إسرائيل على أي هجمات محتملة من إيران عبر أراضي العراق؟
إسرائيل تتبع سياسة الضربات الاستباقية للرد على التهديدات سواء كانت من العراق او لبنان أو سوريا، خاصة إذا تأكدت أن إيران وراء التهديدات ستعتمد إسرائيل على قدراتها الاستخباراتية لرصد التحركات وتحديد مسار التهديد وهذا كان واضحًا في العمليات الأخيرة في لبنان واستهداف ميليشيا حزب الله، وقادة الصف الأول.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2031820