حوار| محلل سياسي: 3 عوامل تعيق نجاح محادثات السلام بالسعودية

شروق صبري

في الوقت الذي تواصل فيه المباحثات الأمريكية الروسية في قصر الدرعية شمال غربي الرياض بين الوفدين الروسي والأمريكي، جدد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، التزام روسيا بالحوار من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأوضح بيسكوف الثلاثاء 18 فبراير 2025 أنه لا تفاهمات حتى الآن بشأن موعد القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أنه ربما تقدم هذه المحادثات مزيدًا من الإيضاح بشأن الموعد المحتمل. وفي حوار مع الباحث السياسي أحمد عطا، الذي تحدث لشبكة “رؤية” الإخبارية، سلط الضوء على أهمية هذه المحادثات والنتائج المحتملة التي قد تترتب عليها لمستقبل روسيا وأمريكا على الساحة الدولية.

إلى نص الحوار.

هل ترى أن الرئيس الروسي بوتين قادر على فرض شروطه في المفاوضات مع ترامب؟

بالتأكيد، يمكن لبوتين فرض شروطه في المفاوضات، خاصة أن روسيا واجهت تحديات كبيرة على مدار الحرب المدعومة من الغرب، ولكنها استطاعت إدارة الأوضاع بشكل يقلل من خسائرها.

أما فيما يتعلق بالغاز الروسي، فقد أصبح عنصرًا مهمًا في هذا الصراع، ما وضع العديد من الدول الأوروبية في مأزق.

تصريحات ترامب تشير إلى أن بعض الأراضي الأوكرانية ستظل تحت السيطرة الروسية، وهو ما يعكس التحول الكبير في المواقف.

كيف ترى تأثير فشل المفاوضات على العلاقات الأمريكية الروسية؟

لا أعتقد أن هناك فشلاً في المفاوضات، بل ما يحدث الآن هو ضمانات سعودية لضمان تنفيذ الاتفاقات المستقبلية.

ما نراه في الرياض هو تصفية حسابات بين روسيا وأمريكا، وقد تخلفت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن تحمل تكاليف هذه الحرب، ما جعل أمريكا تتحمل جزءًا من الأعباء. إن فشل المفاوضات سيعني خسائر إضافية للدول الأوروبية، خاصة وأن المصانع الألمانية قد تأثرت بشدة من جراء هذه الحرب.

ما هي العوامل التي قد تحد من نجاح محادثات السلام في السعودية؟

هناك عدة عوامل قد تحد من نجاح هذه المحادثات:

أولاً، إذا لم تتحمل أمريكا ودول منطقة اليورو تكاليف خسائر روسيا من الحرب.

ثانيًا، رفض روسيا فكرة وجود قوات لحفظ السلام لفترة طويلة قد يكون أحد العوامل المعقدة.
ثالثًا، يجب على روسيا تجنب المبالغة في قيمة خسائرها الاقتصادية أمام الغرب، وفي نفس الوقت، من المهم عدم الإفراج عن الأموال الروسية المحتجزة في البنوك الأمريكية بشكل مفاجئ.

هل تعتقد أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع؟

التحديات كبيرة، ولكن إذا تمت معالجة القضايا الاقتصادية والجيوسياسية بعناية، فقد تؤدي المفاوضات إلى تحولات في مواقف الأطراف.

ومع ذلك، فإن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى التزام كل طرف بما يتم الاتفاق عليه.

كيف ترى مستقبل العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بعد هذه المحادثات؟

مستقبل العلاقات سيكون معقدًا، ولكن لا بد من القول إن المفاوضات الجارية قد تمهد لمرحلة جديدة من التعاون أو التوتر، وفقًا للنتائج التي سيتم التوصل إليها. العلاقات بين البلدين قد تشهد تحسنًا تدريجيًا إذا تم تجاوز العقبات الحالية.

بين التحديات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية، تظل المحادثات الروسية الأمريكية في الرياض نقطة تحول قد تفتح الطريق نحو الحلول أو تزيد من تعقيد الأوضاع. لكن ما هو مؤكد، هو أن العالم يراقب عن كثب ما ستسفر عنه هذه المفاوضات من تطورات قد تؤثر على مستقبل الأمن والسلام العالمي.

ربما يعجبك أيضا