حوار نووي ومناورة عسكرية.. السياسية الإيرانية بين مسارين

قبل وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تخطو السياسة الخارجية لإيران في مسارين مختلفين بين استئناف الحوار مع القوى الغربية وكذلك الاستعداد لأية مغامرة عسكرية قد تقدم عليها إسرائيل أو الإدارة الأمريكية الجديدة.

تستعد طهران لجولة ثانية من المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية في جنيف 13 يناير الجاري، وكذلك تجري مناورات عسكرية واسعة تأتي وسط مخاوف لديها من استهداف الجانب الإسرائيلي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لمنشآتها النووية.

تخت روانجي في حوار مع مجلة إيطالية

سلمية النووي

في إطار بعث رسالة الطمأنة، قال مجيد تخت روانجي، النائب السياسي لوزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع مجلة أفاري إنترناسيونالي الإيطالية وراديو راديكال الإيطالي، اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025، أن الأسلحة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية لإيران، مشددًا على استعداد بلاده للحوار في اطار الاتفاق النووي.

وحسب تقرير وكالة مهر الإيرانية، فقد أكد روانجي الذي قاد المحادثات مع الترويكا الأوروبية في جولتها الأولى، إن إيران عضو بمعاهدة “إن بي تي” ولا تنوي حيازة اسلحة نووية، وأن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تشير إلى التزامها بسلمية برنامجها النووي.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني: “لقد أجرينا مؤخرًا محادثات مع الترويكا الأوروبية، ونحن على استعداد للحديث معها مجددًا، ولكن يجب أن يكون واضحًا أن المحادثات ليست من أجل الحديث فقط، بل يجب أن تكون هناك نتائج مثمرة”.

منظومات دفاعية إيرانية

بناء ثقة

وفي إطار مطلب بناء الثقة الذي تطالب به طهران واشنطن من أجل الدخول في محادثات نووية بناءة، صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن جزءًا من الأموال الإيرانية المجمدة قد تم الإفراج عنها نتيجة الجهود المستمرة، بينما لا يزال جزء آخر منها قيد التجميد، مؤكدًا أن هذا الموضوع يبقى ضمن أولويات العمل.

وحسب وكالة ايسنا الإيرانية، اليوم الثلاثاء 7 يناير، فقد قال عراقجي، خلال حديثه على هامش اجتماع المجلس الأعلى للعلاقات الاقتصادية الخارجية: “قضية الأموال المجمدة كانت ولا تزال في صلب اهتمام وزارة الخارجية والمؤسسات المعنية، ونحن نتابعها بشكل دائم لتحقيق التقدم”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإيراني وسط مؤشرات على تعاطي الجانب الأمريكي مع مطالب طهران بتخفيف العقوبات عن مبيعات النفط الإيراني وتغاضي واشنطن عن حركة أسطول النفط الإيراني الذي يعمل على تخطي العقوبات المفروضة على إيران.

منظومات دفاعية إيرانية

مناورة عسكرية

وفي إطار رفع الجهوزية الإيرانية لاحتمالية تعرض المنشآت النووية الإيرانية لضربة عسكرية من الخارج، نشرت وكالة تسنيم الإيرانية، أنه خلال المرحلة الأولى من المناورات المشتركة للدفاع الجوي في نطنز، نجحت منظومة الدفاع الجوي “9 دي” التابعة لقوات الجوفضاء للحرس الثوري في اعتراض قنبلة خارقة للتحصينات أطلقت من طائرة مقاتلة خلال أقل من 15 ثانية، وتم تدميرها بنجاح على بُعد 17 كيلومترًا.

وتأتي المناورات الإيرانية والتدرب على التصدي للقنابل المضادة للتحصينات العميقة في ظل مخاوف من استهداف المنشآت النووية الحصينة بالقنابل الأمريكية القادرة على تدمير المنشآت تحت الأرض.