تدور أنباء عن وجود اتصالات مبكرة بين الحكومة الإيرانية وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، قبل أن تتسلم البيت الأبيض بعد مراسم التحليف في 20 يناير المقبل.
يأتي ذلك وسط إشارات رسمية من حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بإمكانية الحوار المباشر مع واشنطن، إذا ما تم تأمين مصالح إيران الوطنية. لكن ربما تواجه الحكومة الإصلاحية معارضة من الجانب المتشدد الذي يسيطر على البرلمان تجاه هذا الحوار.
مصلحة الوطن
في إشارة إلى أن الداخل الإيراني على المستوى الشعبي لم يعد يتقبل فكرة العداء الأيديولوجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، باسم مقارعة الاستكبار العالمي، وهي من الشعارات الثورية التي رفعها النظام منذ ثورة 1979م.
قال السياسي الإيراني، عباس عبدي: “ليس من المفترض أن تدخل إيران في تفاعل وحوار مع أمريكا بأي ثمن، لكن ذلك المبدأ لا ينبغي تجاهله، فإن رفضه ليس في مصلحة البلاد ولن يقبله الشعب، فالناس يؤيدون المواقف المبنية على الحوار، حتى لو لم ينجح”.
وأوضح عبدي في حوار لصحيفة ستاره صبح، اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024، أن جسور الثقة بين الناس والقوى السياسية والحكومات قد تم تدميرها على مدار الحكومات السابقة، ولذلك فإن الحكومة الحالية عليها اتخاذ خطوات لاستعادة هذه الثقة، ومنها تصحيح وجهة النظر في السياسة الخارجية.
وأضاف: “إذا أردنا أن نصبح أسرى الماضي، فسنخسر المستقبل بالتأكيد. فإنه في اللعبة بين المستقبل والماضي، الماضي هو الخاسر بلا شك”.
إمكانية الحوار
أشار السياسي الإيراني إلى إمكانية الحوار بين واشنطن وطهران مستشهدًا بالماضي، فقال: “لقد تعاونت إيران والولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وحتى البوسنة، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما”.
واستشهادًا بحكومة محمد خاتمي الإصلاحية، قال: “في مرحلة ما خلال حكومة الإصلاح، كانت لدينا توترات أقل، والوصول إلى هذا الحد كان كافيًا، وذلك يجب التصدي أمام زيادة التوتر”.
وأوضح أن جزء فيما يتعلق بحظر العلاقة بين واشنطن وطهران، هو مبني على رؤية أيديولوجية، ساهمت الأحداث فيما بعد على تأكيدها، مع ذلك كانت هناك علاقات مباشرة بين الطرفين، حتى في عهد الرئيس الأمريكي، رونالد ريجان، حيث لعبتا دورا مهما في تشكيل النظام العالمي الجديد وسقوط الشيوعية”.
واقع جديد
أشار الخبير الإيراني، أكبر معصومي، إلى أن أحداث العالم في السنوات الأربع الأخيرة، الحرب في أوكرانيا، والحرب في غزة وغيرها، تجعل الرئيس الأمريكي الجديد يتخلى عن النهج الأحادي في سياسته الخارجية، وتجبره على تبني سياسات التهدئة مع العديد من الأطراف، بما فيها إيران.
وأوضح معصومي، أنه من النقاط التي يجب ملاحظتها في الولاية الثانية لرئاسة ترامب هو أن أصدقاء أمريكا الحاليين أكثر خوفًا من وجود ترامب في البيت الأبيض.
وأضاف السياسي الإيراني: “إن عضوية إيران في مجموعتي بريكس وشنغهاي والتفاعل البناء مع السعودية، وتحديد شروط مختلفة عن مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، وحماية المصالح الوطنية من مسارات مختلفة عن الاتفاق النووي، جعلت شروط ترامب صعبة في التعامل مع إيران. وتابع: “لقد فشلت سياسة أقصى ضغط التي مارسها ترامب ضد إيران خلال ولايته الأولى، فإنها الآن منفتحة على دول جوارها ولديها قدرة على تخطي العقوبات”.
الكلمة لترامب
في صحيفة آرمان ملي اليوم الخميس، كتب أستاذ الجغرافيا السياسية، عبد الرضا فرجي راد، أنه لا يجب التركيز مع الأشخاص الذي ينتخبهم ترامب لتولي حقائب إدارة الجديدة، وتصنيفهم مع أم ضد إيران.
وأوضح أن ترامب يتمتع بخصائص معينة، فهو يختار الأشخاص بغض النظر عن نوع تفكيرهم، ويطلب منهم أن يضعوا آرائهم جانباً، لأن في أمريكا الرئيس هو من يتخذ القرار النهائي. ويجب على الجميع تنفيذ خططه.
وأضاف: سواء كان هؤلاء الأشخاص مع أو ضد إيران، فإن ترامب الآن يتمتع بخبرة، تدفعه لوضع خطة للتعامل تجاه إيران، فقد قد لا يكون لهؤلاء الأشخاص موقف مناهض لإيران، لكن ترامب في النهاية هو من سيتخذ القرار.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2045778