يبدو أن تجربة إدارة الديمقراطيين التي لم تختلف عن الجمهوريين، دفعت طهران والإيرانيين إلى قناعة بأن رهانهم لا يجب أن يكون على رجل البيت الأبيض، بل يكون على سلوكهم نحو إدارة مصالحهم الخارجية.
فرض ترامب خلال ولايته الأولى سياسة “أقصى ضغط” من العقوبات على إيران، وكذلك جاءت إدارة بايدن الديموقراطية لتمضي على مسار العقوبات نفسه، ولم تنجح تلك الإدارة في العودة للاتفاق النووي الذي غادره ترامب عام 2018.
الوضع قد تغير
خبير العلاقات الدولية، علي بيكدلي، في صحيفة آرمان ملي اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024، أشار إلى أن الوضع الحالي لإيران والولايات المتحدة لا يمكن مقارنته بما كان عليه قبل أربع سنوات عندما كان ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. فإن معادلات القوة في العالم تتغير في كل لحظة.
وبطبيعة الحال، فإن ترامب ليس نفسه الذي كان عليه قبل أربع سنوات، إذ كانت لديه خبرة سياسية أقل عندما أصبح رئيسًا. لكن الآن بعد هذه السنوات الثماني، أصبح ترامب مختلفا لأنه ربما درس جيدًا وتحدث إلى خبراء بمعلومات وآراء مختلفة. وهو ما اتضح في خطابه المختلف خلال حملته الرئاسية الأخيرة.
كذلك بالنسبة لإيران، فقد وقعت أحداث كثيرة، وتمكنت من إظهار قوتها العسكرية للغربيين. كما زادت أيضًا من قوتها النووية كثيرًا مقارنة بالماضي، فإن المسافة بين إيران وبناء قنبلة ذرية محتملة هي أقصر بكثير مما كانت عليه عندما لم يقبل ترامب الاتفاق النووي معها.
التفاعل مع ترامب
الأمين العام لمجلس نواب البرلمان الإيراني، يد الله إسلامي، قال إن إيران عليها أن تتقبل حقيقة فوز ترامب وأن تتفاعل مع إدارته.
وفي حواره مع صحيفة ستاره صبح اليوم الاثنين، أوضح إسلامي أن الديمقراطيين الذين مثلوا الإدارة الحالية بقيادة بايدن، هم اللاعبين الأساسيين في الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، ولم يترددوا في تقديم الأسلحة لإسرائيل، وأثاروا غضب المسلمين العرب الأمريكيين.
مضيفًا: في الحملات الانتخابية، كان موقف المرشحة الديموقراطية، كامالا هاريس تجاه إيران قاسياً، وكان موقف ترامب لينًا نسبيًا.
وتابع: لقد أعلن ترامب معارضته لامتلاك إيران قنبلة ذرية، لكن الأهم أنه قال إنه لا يريد إيذاء إيران، وقبل ذلك قال إنه يريد أن تنجح إيران، وقال نائبه أيضا لا نريد حربًا مع إيران.
وطالب السياسي الإيراني: لقد حان الوقت الآن لكي ترسل الجمهورية الإسلامية رسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية دون إضاعة للوقت، حتى تفهم حقيقة أنها تريد السلام والهدوء في المنطقة، وأنها لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية، بل إلى سياسة خفض التوتر وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
ودعا إسلامي إلى التفاعل مع إدارة ترامب، قائلًا: “العالم ليس غير مبال بانتخاب ترامب، فإن حركة طالبان حتى لم تلتزم الصمت، وبالتالي لا يجب أن تقف طهران موقف المتفرج، فإن ذلك لن يغير من الواقع”.
أولوية العلاقة مع واشنطن
خبير العلاقات الدولية، فريدون مجلسي، في صحيفة آرمان ملي، أشار إلى أن طهران يجب أن تتخذ خطوة تجاه واشنطن ولا تنتظر تعديل موقفها تجاه إسرائيل.
وأوضح مجلسي، أن إيران لا تزال تحاول أن تكون لها علاقات جيدة مع الدول المجاورة وحتى الأوروبية، لكن عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها حالت دون ذلك وأغلقت الطريق أمام السياسة الإيرانية. ولذلك هناك أولوية لدى طهران الآن لفتح الحوار مع واشنطن.
أما السياسي الإيراني، يد الله إسلامي، فقد أشار إلى أن التوجه نحو الشرق أكثر فائدة لقوى الشرق منه لإيران، فهي تستغل إيران كورقة في خدمة سياستها، خاصة ما تفعله روسيا تجاه الغرب.
وطالب أمين عام نواب برلمان إيران باتخاذ سياسة متوازنة بين الشرق والغرب، مشيرًا إلى أن التأكيد على المصالح الوطنية هو النهج المناسب في السياسة الخارجية بالنسبة لطهران، وأن مجيء ترامب فرصة لتصحيح تلك السياسة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2042958