خبراء: إيران نقطة التوازن في الشرق الأوسط

البقاء في دائرة الحصار.. نهج الغرب تجاه إيران

يوسف بنده

يلعب الموقع الجغرافي والجيوسياسي لإيران دورًا مركزيًا في أمن الشرق الأوسط. فالحرب ستؤدي إلى انهيار نقطة التوازن هذه في الشرق الأوسط، والتي لا تتوافق مع مصالح العالم.


بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، كان الانطباع الأول لدى العديد من الخبراء هو أن الضربات المتبادلة بين الطرفين قد انتهت، خاصة أن الطائرات الإسرائيلية لم تدخل سماء إيران.

لكن تصاعد نبرة التهديد الإيراني بالانتقام، تشير إلى خسائر فادحة لحقت بإيران جراء هذه الضربة التي لم تُكشف أسرارها بعد. وبات من الممكن أن يتحول التوتر بين إيران وإسرائيل إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط بما يدمر استقرار هذه المنطقة، وهو ما يستدعي فهم نهج الغرب الداعم للدولة العبرية تجاه إيران.

الأكاديمي، عطا تقوی اصل

الأكاديمي الإيراني، عطا تقوي أصل

خسائر كبيرة

في حوار مع صحيفة ستاره صبح، قال الأكاديمي الإيراني، عطا تقوي أصل، إن تكلفة الضربة الإسرائيلية ضد إيران، باتت تتضح بمرور الوقت، لتكشف عن خسائر كبيرة تكبدتها الجمهورية الإسلامية من تلك الضربة.

ففي البداية، دار حديث عن فشل تلك الضربة العسكرية، لكن التسارع المفاجئ للمواقف الإيرانية وتصعيدها من جانب المسؤولين، يُظهر أن أضرار الهجوم الإسرائيلي تجاوز ما يقنع إيران بعدم الرد.

كاريكاتير يقارن بين الضربة الإسرائيلية والوعد الصادق2

كاريكاتير يقارن بين الضربة الإسرائيلية والوعد الصادق2

توتر مستمر

رئيس معهد سيمرغ للدراسات المستقبلية، مهدي مطهر نيا، أشار في حوار مع صحيفة آرمان ملي، اليوم السبت 2 نوفمبر، إلى أن التغير المفاجئ في أحداث المنطقة أمر مطلوب، ولكن يصعب تحقيقيه.

موضحًا: المطلوب وقف إطلاق النار في غزة ونزع التوتر بين إيران وإسرائيل، لكن هذا أمر مستبعد في ظل عدم اعتراف تل أبيب بسلطة حماس، أو في ظل رغبتها فرض إرادتها على قطاع غزة. وهذا الأمر يعني أن التوترات في المنطقة آخذة في التصاعد ومستمرة.

وحذر الخبير الإيراني، أن الرد الإيراني إذا لم يكن رادعًا فإنه سينتهي لصالح إسرائيل، وإذا كان الردع مقبولًا فإن إسرائيل ستستعين بدول أخرى لتتمكن من مواجهة قوة إيران.

مهدي مطهر نيا

رئيس معهد سيمرغ للدراسات المستقبلية، مهدي مطهر نيا

نقطة التوازن

أكد الخبير الإيراني، عطا تقوي أصل، الصراع بين إيران وإسرائيل متوقعًا دائمًا، فالتنافس بين الطرفين مستمر منذ عقود، لكن الأحداث الأخيرة لن تؤدي إلى حرب واسعة النطاق.

موضحًا: إن إسرائيل عبارة عن منطقة جغرافية صغيرة معرضة لعمليات واسعة النطاق، فإن تعاون الغرب مع إسرائيل من شأنه أن يلحق الضرر بإيران، لكنه لا يمنع إسرائيل من التعرض للأذى.

ومن ناحية أخرى، يلعب الموقع الجغرافي والجيوسياسي لإيران دورًا مركزيًا في أمن الشرق الأوسط. فالحرب ستؤدي إلى انهيار نقطة التوازن هذه في الشرق الأوسط، والتي لا تتوافق مع مصالح العالم.

وأكد الأكاديمي الإيراني: إن العالم ليس مستعدًا لارتفاع أسعار النفط، وانعدام الأمن في الخليج، وعودة القوات العسكرية الأمريكية إلى الظهور في المنطقة، وانتشار الإرهاب. فإن الحرب بين إيران وإسرائيل تعني أزمة في استقرار تلك المنطقة.

ولذلك، فإن انعدام الأمن في إيران لا يفيد الغرب، ويلحق ضررًا كبيرًا بمصالح أوروبا وأمريكا. ومع ذلك فإن الرد على الهجمات العسكرية الإسرائيلية لا يعني توسيع نطاق الحرب.

الهجوم الإسرائيلي على إيران

تحييد إيران

وحول نهج السياسة الغربية تجاه إيران، أوضح الأكاديمي عطا تقوي أصل، أنه ليس لدى القوى الدولية رأي واحد بشأن إيران. وبالنسبة لنهج أوروبا وأمريكا، فإن السيناريو الخاص بهما هو تحييد إيران ومحاصرتها.

موضحًا: إيران الخاضعة للعقوبات تتمتع باقتصاد ضعيف، وتتعرض لأشد الضغوط الدولية، بحيث يكون لها نفوذ أقل.

ولذلك في الوقت الحالي، لا تتمثل الإستراتيجية التي ينتهجها الغرب ضد إيران في الحرب. فإن اندلاعها من شأنه أن يعرض مصالحه على المدى المتوسط ​​والطويل للخطر.

وهذا هو سبب استمرار العقوبات وفتح قنوات لبيع النفط الإيراني، ولذلك يستمر الغرب في الضغط على إيران، حتى لا تتعرض مصالحه الإقليمية والدولية للخطر.

ربما يعجبك أيضا