بمجرد انتهاء الضربة العسكرية التي وجهتها إسرائيل لإيران فجر السبت الماضي 26 أكتوبر، حتى بدأت حرب الروايات المتناقضة التي أهدافها نفسية أولًا.
وهدف طرفي الصراع، إيران وإسرائيل، من هذه الحرب النفسية التي هي أكثر أهمية من الأثار التخريبية للضربة العسكرية نفسها، هي إثبات أن كل طرف لديه سلاحه الإستراتيجي لردع الآخر.
تضارب الرواية
يشير تقرير صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024، إلى أن روايات إيران وإسرائيل متناقضة تمامًا، ولا تشترك إلا في نقطتين فقط، هما أن الهجوم كان محدودًا والأهداف عسكرية.
لكن إسرائيل وصفت الهجوم على 20 هدفا عسكريًا بأنه “ناجح” وقالت إنها نفذته بمشاركة 100 مقاتلة وعدة طائرات بدون طيار. بينما تعتبر إيران أيضًا رد الدفاع الجوي على الهجمات كان “ناجحًا” وتقول إن “الأضرار محدودة”.
وتقول إسرائيل إن الأنظمة الدفاعية والدبابات الصاروخية والطائرات بدون طيار ومراكز إنتاج الصواريخ الباليستية بعيدة المدى تم استهدافها، بينما تؤكد إيران أن الهجمات قد فشلت ولم تحدث أية أضرار خاصة.
حرب نفسية
تشير الصحيفة الإيرانية، إلى أنه في الحروب والتوترات العسكرية، عادة عندما تتعرض أهداف عسكرية – وليست مدنية – للهجوم، لا يمكن الحصول على بيانات دقيقة وشفافة؛ لكن من الأدلة والقرائن ومن المواقف والتقارير الرسمية يمكن أن نصل إلى بعض آثار الواقع وليس كله.
وأوضح تقرير الصحيفة الإصلاحية، أن هناك العديد من الشكوك حول الهجوم نفسه. فإن ضرب 20 هدفًا كما أعلنت إسرائيل، يستلزم هذا العدد من الطائرات الحربية وكذلك من الطائرات المسيرة، فإن إسرائيل هدفها هو خلق صورة ضخمة مشابهة لما أعلنته قبل تنفيذ تلك الضربة؛ لكنها واقعيًا لا تتناسب مع طبيعة الهجوم المحدود.
كما أن استهداف المنشآت العسكرية الإيرانية بشكل كامل لا يتم باستهداف 20 هدفًا فحسب، ولا يتم بوقف الطائرات الحربية الإسرائيلية خارج المجال الجوي الإيراني، وهذا ينفي قدرة إسرائيل على شل المنظومات الصاروخية داخل إيران.
بتوقيت أمريكا
في حوار مع صحيفة ستاره صبح الإيرانية، اليوم الاثنين، أكد فتح الله آمي، أستاذ قسم الطيران والفضاء بجامعة تربيت مدرس، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد منعت إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية والنفطية داخل إيران.
وأوضح الخبير الإيراني، أن هذه إشارات من الولايات المتحدة تظهر أنها لا تريد زيادة التوتر في المنطقة وقد لعبت دورًا مهمًا في كبح جماح إسرائيل.
مضيفًا: استخدمت إسرائيل صواريخ جو-أرض في ضربتها، لكن عدد عمليات الإطلاق غير معروف، حيث تم تدمير العديد منها في السماء وأصاب بعضها الأهداف. وقد ورد في الأخبار عدد 60 عملية إطلاق، منها 16 إصابة، وهو ما يشكك في عدد الطائرات التي تزعم إسرائيل أنها نفذت بها هذه العملية!
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2027170