في تحول مفاجئ على الساحة اللبنانية، أعلنت الحكومة الجديدة بقيادة نواف سلام، السبت 8 فبراير 2025، عن غياب حزب الله عن التشكيلة الحكومية، في خطوة غير مسبوقة منذ 2008.
التغيير يعكس التوترات السياسية في لبنان ويثير تساؤلات حول مستقبل الحزب، مما قد يعيد تشكيل الديناميكيات السياسية في ظل الحكومة الجديدة.
حلفاء وأعداء لحزب الله
بحسب “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الأحد 9 فبراير 2025، تخلو الحكومة اللبنانية للمرة الأولى منذ 2008 من ممثلي حزب الله، في تحول سياسي بارز، رغم وجود 5 وزراء من حركة أمل، الحليف والمنافس السابق للحزب.
في السابق، كان الطرفان يسيطران على أكثر من ثلث مقاعد الحكومة، مما أتاح لهما تعطيل القرارات غير المرغوبة، أما الآن، فقد تراجع نفوذ حزب الله مع غيابه عن التشكيلة الحكومية، ما يحدّ من قدرته على استخدام حق النقض ويفتح المجال أمام إصلاحات محتملة.
احتمالية نزع السلاح
يُشير الخبير الإسرائيلي في الاستراتيجيات والشؤون الشرق أوسطية، البروفيسور أميتزيا بارام، إلى أن موقف حزب الله أصبح أكثر ضعفًا من أي وقت مضى. ويرجح أن حلفاءه في الحكومة الجديدة قد يتخلون عنه، مما سيحرمه من القدرة على تعطيل القرارات المهمة مثل نزع سلاحه الثقيل.
يشير بارام إلى أن التغيير في الحكومة اللبنانية يمثل فرصة فريدة للولايات المتحدة وحلفائها للضغط من أجل تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله. ويمكن أن يشكل ذلك تتويجًا لجهود أوسع بدأتها إسرائيل من خلال ضرب البنية التحتية العسكرية لحزب الله.
حزب الله.. أداة إيرانية متكاملة
خلال تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، يؤكد الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، المتخصص بالشؤون الدولية والإقليمية، أن جميع الأطراف اللبنانية والإقليمية والدولية تدرك أن حزب الله اللبناني وكما أقرت قياداته مرارا أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة.
ومن ثم فإن جل تحركاته لابد وأن تكون متسقة مع الأجندة الإيرانية فالعلاقة بين الحزب وإيران ليست علاقة قائمة على المصالح السياسية فحسب ولكنها قائمة على الأيدلوجية التي تحول بين الحزب والانحراف عن التوجيهات الإيرانية الأمر الذي يعني قدرة إيران في حال وجود نفوذ قوي لحزب الله على إعاقة أية إجراءات ترى أنها لا تتسق مع ما تريده في لبنان.
تغيير محدود في النفوذ
وقال الهتيمي، إن غياب حزب الله عن التشكيلة الحكومية اللبنانية الجديدة يعكس تقليصا ولو محدودا لنفوذ الحزب ما يمنح الأطراف الأخرى بما فيها الأوروبية مساحة أكبر لتعزيز نفوذها ونفوذ المتوافقين معها من اللبنانيين.
وتنفيذ السياسات من خلال دعم الحكومة اللبنانية ودفعها لتبني سياسيات تختلف بطبيعة الحال كثيرا عما تستهوي حزب الله سواء ما تعلق منها بالترتيبات الأمنية أو بعض الإصلاحات الاقتصادية والمصرفية أو حتى مستقبل العلاقة مع الاحتلال الصهيوني.

تدارك ممكن بدعم إيران
يرى الهتيمي إنه من الخطأ الرهان على تراجع نفوذ حزب الله فهو تراجع محدود ومؤقت كنتيجة للخسائر العسكرية التي لحقت به جراء صراعه العسكري مع الاحتلال وهي الخسائر التي من المحتمل أن يتداركها إذا ما تمكن من استمرار الدعم الإيراني.
وهو ما سيمكنه، بطبيعة الحال من استرداد بعض النفوذ المفقود خاصة وأنه لم يزل يمتلك العديد من أوراق القوة والنفوذ منها كتلته البرلمانية وحلفائه في البرلمان الذين يمكن أن يعطلوا القرارات الحكومية ويحدثوا حالة من الاستقطاب داخل البرلمان فضلا عن هذا النفوذ الشعبي سواء بين أبناء الطائفة أو بعض القوى السياسية الأخرى والداعمة له.
العقوبات الاقتصادية على حزب الله
يقول الهتيمي إنه على الرغم من أن الحزب يتعرض للعقوبات الاقتصادية سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا أو حتى بعض البلدان العربية التي تتعاطى معه باعتباره تنظيما إرهابيا إلا أن كل هذا لم يكن له تأثير قوي على قدرات الحزب.
وبالتالي فإن تأثير هذه العقوبات محدود أيضا فقد نجح الحزب طيلة السنوات الماضية في استحداث العديد من الوسائل للالتفاف عليه كتلقي الدعم النقدي المباشر من إيران أو بعض الداعمين أو تأسيس مؤسسات اقتصادية لبنانية تديرها بعض الأطراف التي لم تطالها العقوبات وغير ذلك.
نزع سلاح حزب الله
يرى الكاتب الصحفي أنه من الصعوبة بمكان في الوقت الحالي أن يتمكن أي طرف بما فيهم الغرب من نزع سلاح حزب الله اللبناني إذ أية محاولات ضاغطة في هذا الاتجاه يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية.
وهو ما سيجر البلاد لويلات لا تتحملها خاصة وأنها تعاني من تدهور شديد في الوضع الاقتصادي منذ سنوات.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2131718