خريطة انتماءات الفصائل السورية.. صراع المصالح الدولية

حرب عالمية بالوكالة.. خفايا دعم الفصائل في سوريا

أحمد عبد الحفيظ
حلب في سوريا

شهدت سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011 تصاعدًا في ظاهرة الفصائل المسلحة، حيث توزعت القوى بين أطراف متعددة، ولكل منها أجنداتها الخاصة وداعموها الإقليميون والدوليون.

بحسب تقرير صادر عن صحيفة “الإندبندنت”، اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024، فإن الفصائل المسلحة في سوريا تختلف في أيديولوجياتها وأهدافها وانتماءاتها، وغالبًا ما تستند هذه الانتماءات إلى المصالح السياسية والعسكرية للدول الداعمة.

الفصائل المدعومة من تركيا

تركيا كانت من أبرز اللاعبين في الأزمة السورية، حيث دعمت العديد من الفصائل المسلحة التي وقفت ضد الجيش السوري.

أبرز هذه الكيانات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” والذي تأسس في 2017 بدعم مباشر من تركيا، ويضم مجموعة واسعة من الفصائل المسلحة، ويتمركز بشكل أساسي في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في شمال سوريا مثل عفرين وإدلب، و هدفه الرئيس هو مواجهة الجيش السوري والقوى الكردية المسلحة، مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

فيلق الشام يعتبر أيضًا من الفصائل التي تعمل بالتنسيق مع تركيا في مناطق شمال غرب سوريا، كما أن تركيا تستخدم هذه الفصائل لتحقيق مصالحها الإقليمية، وأبرزها منع إقامة كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية.

 الفصائل المدعومة من إيران

إيران كانت الداعم الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الأزمة، وقدمت الدعم العسكري واللوجستي لعدة فصائل هناك.

حزب الله اللبناني، يعمل كأحد أهم حلفاء إيران في سوريا، حيث يدعم الجيش السوري بشكل مباشر في عدة جبهات، كما أن هناك ميليشيات شيعية تشمل قوات “فاطميون” و”زينبيون” المكونة من عناصر من أفغانستان وباكستان، وتعمل هذه الميليشيات تحت قيادة إيرانية مباشرة.

الفصائل المدعومة من روسيا

تدخلت روسيا عسكريًا في سوريا عام 2015 لدعم الجيش السوري، من خلال ضربات جوية وتنظيم مجموعات شبه عسكرية تعمل تحت إداراتها.

الفيلق الخامس، تم تشكيله بدعم روسي ليكون قوة إضافية إلى جانب الجيش السوري، ويعرف باستخدامه تكتيكات عسكرية متطورة وتلقيه تدريبًا مباشرًا من المستشارين الروس.

قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا شبه عسكرية تعمل بالتنسيق مع الجيش السوري، وتلقت دعمًا روسيًا مباشرًا، روسيا تستخدم هذه الفصائل لتعزيز وجودها وتقديم دعم للجيش السوري أهم حليف لها في الشرق الأوسط.

 الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة

الولايات المتحدة ركزت دعمها على الفصائل الكردية والمكونات المتحالفة معها لمحاربة تنظيم داعش، من أبرز هذه الفصائل، سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكلت عام 2015، وتتألف من وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) وبعض المكونات العربية والسريانية، وتلقت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا كبيرًا من الولايات المتحدة.

جيش مغاوير الثورة، يتمركز في منطقة التنف ويحظى بدعم أمريكي مباشر لمواجهة تنظيم داعش، ومنع توسع النفوذ الإيراني في جنوب سوريا.

تنافس خفي

الأزمة السورية كشفت عن تنافس إقليمي ودولي، حيث أصبحت سوريا مسرحًا لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى.

الفصائل المسلحة ليست فقط مجرد أدوات صراع داخلي، بل أصبحت وسيلة لتحقيق مصالح الدول الداعمة لها، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويجعل الحل السياسي بعيد المنال.

ربما يعجبك أيضا