خسر العالم.. تبعات دعم الغرب «غير المشروط» لإسرائيل

كيف قاد الدعم الغربي لإسرائيل لتقويض شرعية «النظام الدولي»؟

محمد النحاس

لطالما دعمت إسرائيل الأنظمة الديكتاتورية والحركات المعادية للتحرر الوطني.


في 9 أكتوبر 2023، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، فرض حصار كامل على قطاع غزة، وعدم السماح بدخول الماء والطعام والكهرباء والوقود.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ذهب أبعد من زلك بوصفه سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بأنهم “حيوانات بشرية”، ورغم ذلك لم يدن أيًا من المسؤولين الغربيين التصريح، وفق مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الجمعة 17 نوفمبر 2032.

العالم يدعم الفلسطينيين

أشارت الجارديان إلى “وجود دعم عالمي للحق الفلسطيني في تقرير المصير”، فضلًا عن رفض عدد كبير من الدول العدوان الإسرائيلي على القطاع. موضحة أنه في الوقت الحالي، تعترف 139 دولة من أصل 192 في الأمم المتحدة، أي 72% من الأعضاء، بفلسطين، ما يمثل تقريبًا آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا بالكامل، إلى جانب دول أوروبية، مثل السويد.

لكن الصحيفة البريطانية أبرزت “محدودية الآثار المترتبة على هذا الاعتراف”، سواءًا للفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين التاريخية أو في المنفى، لكنه يشي بوجود انقسام كبير في الرأي العام العالمي بشأن القضايا الرئيسية في السياسة والاقتصاد، واتساع الهوة بين مجموعة صغيرة من القوى الاستعمارية السابقة وبقية العالم.

دعم الدكتاتوريات العالمية

في جميع أرجاء الجنوب العالمي، ترتبط معارضة إسرائيل بتاريخ تعاونها مع الدول القمعية في أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا، وفي أمريكا اللاتينية، زودت إسرائيل حكومة جواتيمالا بالأسلحة، خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بحق شعب المايا أواخر السبعينات.

وكانت إسرائيل المورد الرئيس للأسلحة إلى ديكتاتورية بينوشيه في تشيلي، وسلحت دكتاتورية سوموزا في نيكاراجوا، ودعمت القمع العسكري في السلفادور والأرجنتين. وفي إفريقيا، خلال حقبة السبعينات، طورت إسرائيل علاقات وثيقة مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وظلت واحدة من أقوى مؤيدي النظام طوال الثمانينات.

وواصلت إسرائيل التجارة مع النظام العنصري في روديسيا بعد أن فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليها في عام 1967. كذلك سعت لتوسيع التجارة مع دكتاتورية سوهارتو في إندونيسيا، ودكتاتورية ماركوس في الفلبين، وتعزيز تعاونها العسكري مع حكومة مودي القومية الهندوسية في الهند (التي أصبحت أكبر مشتر للأسلحة الإسرائيلية في العالم) والمجلس العسكري في ميانمار.

سمعة إسرائيل الدولية

اكتسبت إسرائيل من جراء ذلك سمعة في معظم أنحاء الجنوب العالمي على اعتبارها حليفًا قويًا للحكومات القمعية، التي تسعى لتدمير النضال والحراك الشعبي، وفقًا للمقال.

وأصبحت حرب إسرائيل الحالية على غزة مثالاً آخر للفجوة الهائلة، التي نشأت بين مجموعة الـ7 وبقية العالم، ومن غير المرجح أن تستفيد إسرائيل من ارتباطها الطويل الأمد بالقوى الإمبريالية السابقة.

نظام دولي يفقتر إلى الشرعية

ووفق الجارديان، فإذا دفعت الأزمة الحالية إسرائيل ومجموعة الدول السبع إلى التقارب أكثر فأكثر، فإنها أدت أيضًا إلى زيادة الشعور بالغربة، الذي تشعر به الغالبية العظمى من سكان العالم تجاه النخبة الصغيرة، التي تدعي لنفسها القدرة والأحقية في حكم العالم.

وشدد المقال على أن الدعم غير المشروط من جانب الدول القوية لإسرائيل، وهي ترتكب ما وصفه مسؤول سابق أممي بـ”حالة نموذجية للإبادة الجماعية” في غزة، ساهم في تنامي الشعور بأن النظام الدولي الحالي يفتقر إلى الشرعية. وبإمكان الرأي العام الدولي المتنامي أن يسهم في تغييرات جذرية.

وكما قال أحد النشطاء الأمريكيين من أصل فلسطيني: “بدأ العالم يتغير.. وبات الناس يعرفون من هو الظالم”.

ربما يعجبك أيضا