«خطة اليوم التالي».. لماذا يشعر مسؤولي الأمن الإسرائيليين بالإحباط؟

إسراء عبدالمطلب

لكن بالنسبة لكبار المسؤولين الأمريكيين والعرب والإسرائيليين الآخرين، فإن مقاومة نتنياهو لخطة غزة ما بعد الحرب تشكل مصدر إزعاج متزايد في هذه الأزمة.


احتفلت إسرائيل بيوم الاستقلال ويوم الذكرى الكئيب هذا الأسبوع، ولكن خفت حدة الاحتفالات بسبب الخسائر الناجمة عن الحرب المستمرة في غزة والانقسامات السياسية المتزايدة داخل البلاد.

وجرى تسجيل حفل إضاءة الشعلة المعتاد مسبقًا بدلًا من بثه على الهواء مباشرة، وذلك لأسباب أمنية ولتجنب المواقف التي قد تكون مثيرة للجدل والتي قد يستغلها بعض الأطراف المناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبعض وزراء حكومته. هذا الإجراء يأتي في سياق الحفاظ على الأمن والاستقرار خلال الفعاليات الرسمية، ولضمان تنظيم الحدث بشكل سلس وآمن دون تدخلات خارجية تعكر الأجواء.

إسرائيل تحتفل بيوم استقلالها الـ 75 في ظل اضطرابات سياسية - تايمز أوف إسرائيل

حرب لا هوادة فيها

حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، اليوم الأربعاء 15 مايو 2024، ألقى العديد من منتقدي نتنياهو اللوم عليه وعلى حلفائه لمسؤوليتهم عن أحداث اليوم الأكثر دموية في التاريخ الإسرائيلي منذ المحرقة في 7 أكتوبر، عندما تعرضت إسرائيل لهجوم إرهابي غير مسبوق من قبل جماعة حماس المسلحة.

ويشعر جزء من المجتمع الإسرائيلي بالغضب تجاه نتنياهو بسبب عدم رغبته الواضحة في إعطاء الأولوية لإطلاق سراح وإعادة عشرات الرهائن الإسرائيليين المتبقين في أسر حماس في غزة، حيث استمرت إسرائيل في حرب لا هوادة فيها منذ أكثر من نصف عام.

وأقامت عائلات وأصدقاء الرهائن مراسم بديلة لإشعال الشعلة للتعبير عن غضبهم وقلقهم.

اليوم التالي

في حين، يواصل الجيش الإسرائيلي توغله في مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة، التي كانت ملاذًا آخر لأكثر من مليون فلسطيني فروا بالفعل بسبب الصراع، وجد نتنياهو نفسه هدفًا للانتقاد والانتقام في مكان يبعد بضعة كيلومترات فقط عن وطنه.

وقال قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إنه يأسف لعدم التزام نتنياهو بخطة “اليوم التالي” في قطاع غزة، والتي كان من المفترض أن تساعد في معالجة الفجوة الأمنية والسياسية في القطاع بعد الحرب.

وأعاد هاليفي التأكيد على الإحباط الذي يشعر به العديد من مسؤولي الأمن الإسرائيليين، الذين يرون أن مقاتلي حماس يستأنفون عملياتهم في مناطق غزة التي كان يفترض بأنها تمت التحكم فيها.

مهمة مستحيلة

نقلت قناة 13 عن هاليفي قوله: “طالما أنه لا يوجد جهد دبلوماسي لتطوير هيئة حكومية في القطاع غير حماس، سيتعين علينا تنفيذ حملات عسكرية متكررة في مناطق أخرى لتفكيك بنية حماس”. أدلى هاليفي بهذه التصريحات خلال اجتماعات خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مضيفا: “ستكون مهمة مستحيلة”.

وردد أقوى حلفاء إسرائيل في الخارج هذه المشاعر أيضًا. حيث أدلى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، بتصريحات في مؤتمر صحفي الاثنين، قائلًا: “الضغط العسكري ضروري ولكن ليس كافيًا للقضاء على حماس تمامًا”. وأضاف: “إذا لم تتبع إسرائيل جهودها بخطة سياسية لمستقبل غزة وللشعب الفلسطيني، فإن الإرهابيين سيواصلون العودة”. ولاحظ أن هذا بالفعل يحدث في مدينة غزة.

ربما يعجبك أيضا