«خطر المجاعة».. لماذا بات وقف إطلاق النار الدائم في غزة ضروريًّا؟

يتعرض سكان قطاع غزة إلى حرب تجويع ومن الضروري وقفها لتجنب عواقب مستقبلية وخيمة

محمد النحاس

لماذا باتت من الضروري وقف القاتل؟


قاد قطع إسرائيل للماء والغذاء والوقود عن الفلسطينيين القابعين في قطاع غزة، إلى خلق ظروف مروعة، غير أن الأسوأ لم يأت بعد.

وحسب ما ذكرت مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، في تقرير لها، فقد يتطور الأمر -حال لم يتوقف القتال بشكل تام- إلى ما يصل إلى المجاعة في ظل نقص جميع أشكال الإمدادات الحيوية والظروف المريرة التي يعيشها مئات الآلاف من النازحين داخل القطاع.

خطر المجاعة

ذكر تقرير المجلة الأمريكية أن المساعدات القليلة التي سُمح بدخولها جرّاء الضغوط الدولية، ليست كافية، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، فإن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية تدخل إلى قطاع غزة، ويواجه السكان هناك الآن “خطر المجاعة”.

ويحذر برنامج الأغذية العالمي أيضًا من أن “البنية التحتية الخاصة بالغذاء في غزة باتت غير صالحة للعمل، وأن ما تبقى من طعام داخل غزة، يجري بيعه بأسعار مبالغ فيها إلى حدٍ بعيد، فضلًا عن عدم إمكانية استخدامه في ظل غياب الوسائل اللازمة للطهي، وفقًا للتقرير المنشور 20 نوفمبر 2023.

حرب تجويع

في ظل تلك الأوضاع المأساوية، تتكشف كارثة جديدة على مرأى من العالم، وحسب المقال فإن ما يحدث من تجويع لأهالي غزة يحدث بدعم من الحكومة الأمريكية، وبقدر مضي واشنطن قدمًا في دعم العملية العسكرية ضد القطاع بقدر تمكينها لـ”حرب التجويع” التي يشنها الاحتلال ضد أهالي غزة.

وفقًا للتقرير، فإن الكميات الضئيلة من المساعدات الإنسانية التي تفتخر إدارة بايدن بتسهيل دخولها ليست سوى قطرة في بحر مما يحتاج إليه أهالي غزة، وفي ظل المعدلات الحالية فإن الخسائر البشرية أمر حتمي.

ضرورة وقف إطلاق النار

وفق التقرير، ليس من المستغرب أن الرئيس بايدن لم يكن لديه أي شيء جدي ليقوله حول أيًّا من هذا في مقالته الأخيرة في صحيفة واشنطن بوست.

وفي حين اعترف الرئيس الأمريكي، بأن العديد من الفلسطينيين الأبرياء قتلوا في الحرب، لكنه لم يذكر شيئا عن المسؤولين عن قتلهم، ويصر بايدن على ضرورة عدم فرض حصار، لكنه لم يوضح تبعات تجاهل ذلك على الحكومة الإسرائيلية، وتابع التقرير: ربما تكون إدارة بايدن قد دعت إلى احترام القانون، لكنها لا تعمل على احترامه ولا تحاسب المخالفين له.

تبعات خطيرة

أوضح مقال لمجلة مجلة فورين أفيرز الأمريكية، أن “وقف إطلاق النار هو السياسة الوحيدة المعقولة سياسيًا والمُعززة للأمن والتي يمكن الدفاع عنها أخلاقيًّا، خاصة إذا كان لدى واشنطن أي أمل في الحفاظ على احترامها في الشرق الأوسط.

وبحسب ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، فإن معارضة وقف إطلاق النار في هذه الحرب تشكل خطئًا استراتيجيًا وأخلاقيًا كبيرًا وسيكون له تبعات خطيرة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

ربما يعجبك أيضا