تدخل بنوك إفريقيا المركزية فترة من التقلبات بشأن سياستها النقدية عقب قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة في اجتماع ينتهي غدًا الأربعاء.
وفيما تركز بعض تلك البنوك على استمرار تشديد السياسة النقدية لدعم سعر الصرف، تسعى بنوك أخرى لتيسير دورة النقد اتساقًا مع تراجع التضخم.
البداية من جنوب إفريقيا
ومن المقرر أن تغير البنوك المركزية في اثنين من أكبر اقتصادات إفريقيا – جنوب إفريقيا ونيجيريا – مسارها بشأن أسعار الفائدة لأول مرة منذ سنوات مع تراجع التضخم.
يتوقع فريق الخبراء في بلومبرج، أن تحذو 5 بلدان على الأقل حذو جنوب إفريقيا، منها المغرب وغانا، في تعديل سياستها النقدية، مع خفض أسعار الفائدة لمستويات متدنية خلال الفترة المقبلة.
وستبدأ دورة تخفيف السياسة النقدية في إفريقيا، التي قد تستمر لثلاثة أسابيع قادمة، يوم الخميس المقبل، مع قيام بنك الاحتياطي في جنوب إفريقيا على الأرجح بخفض سعر الفائدة القياسي لأول مرة منذ أن حفزت التسهيلات الائتمانية لجائحة كورونا الاقتصاد.
وقالت إيفون مهانجو، خبيرة الاقتصاد في بلومبرج إفريقيا، إن البيانات المقرر صدورها الأربعاء المقبل والتي من المتوقع أن تظهر تراجع التضخم السنوي في أغسطس إلى 4.5%، بالإضافة إلى التوقعات الإيجابية بشأن تباطؤ نمو أسعار المستهلك النهائي، من المقرر أن تدفع البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة.
دول أخرى على المسار
بالمثل، من المقرر أن تخفض لجان السياسة النقدية في موزمبيق وكينيا وغانا وإسواتيني أسعار الفائدة الرئيسية.
ويأتي ذلك وسط توقعات بتراجع معدلات التضخم في تلك البلدان لأن عملاتها إما مستقرة نسبيًا أو ارتفعت مقابل الدولار، فضلاً عن الانخفاض الأخير في أسعار خام برنت.
ومع استمرار التضخم المغربي على المسار الصحيح لمتوسط هدف بنك المغرب البالغ 1.5% لهذا العام، فمن المرجح أن يكون مجلسه أيضًا من بين أولئك الذين يخفضون الأسعار، على الرغم من توقعات أخرى تشير إلى عودة التضخم للارتفاع العام المقبل.
فريق آخر
على الجانب الآخر، من المتوقع أن تكون أنجولا من بين البلدان التي ستنضم إلى نيجيريا، التي رفعت أسعار الفائدة منذ مايو 2022، في الحفاظ على مواقف السياسة النقدية دون تغيير.
وقال ديفيد كوان، كبير خبراء الاقتصاد في إفريقيا في سيتي جروب: “ستستمر البنوك المركزية الإفريقية في اتخاذ قرارات السياسة النقدية بشكل حذر مع التركيز على تقلبات أسعار الصرف، ما سيدفع البنوك لبقاء أسعار الفائدة مرتفعة فوق مستويات التضخم لصنع معدلات فائدة حقيقة.
وقال جبران قريشي، رئيس قسم الأبحاث الإفريقية في ستاندرد بنك جروب، إن المخاطر الجيوسياسية التي تهدد بزعزعة استقرار توقعات التضخم قد تدفع أيضًا إلى بعض الحذر بين محافظي البنوك المركزية في القارة.
بنوك أخرى ستثبت
ستكون أنجولا أول اللاحقين بنيجيريا، حيث ترغب لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي بأنجولا في تقييم انخفاض أسعار النفط على عملتها، وربما تختار الإبقاء على معيار سياستها حتى مع إشارة البيانات إلى أن معدل التضخم بلغ ذروته قد بلغ ذروته في يوليو الماضي، وهو الآن على مسار الانخفاض.
وقال قريشي: “مع استمرار توقعات التضخم مرتفعة إلى حد ما في أنجولا ونيجيريا”، فمن المحتمل أن تترك أسعار الفائدة دون تغيير على مدى الشهرين المقبلين.
ومن المتوقع أيضاً أن يبقي البنك المركزي في تنزانيا على أسعار الفائدة بسبب التأثير التضخمي لضعف العملة المستمر، فقد انخفضت قيمة عملتها بنحو 4% مقابل الدولار منذ يونيو الماضي، بسبب أزمة نقص العملة الأجنبية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1982707