خلال المناظرة.. كيف نجحت هاريس في استفزاز ترامب؟

أسماء حمدي
هاريس وترامب

نجحت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس، في استفزاز منافسها الجمهوري دونالد ترامب، خلال مناظرة رئاسية محتدمة، ليلة الثلاثاء، ما ترك خصمها في موقف دفاعي.

وأثبتت هاريس حضورها “الرئاسي” والسيطرة على مجريات المناظرة، بسلسلة من الهجمات فيما يتعلق بالإجهاض ومدى ملاءمته للمنصب ومشاكله القانونية العديدة، وميله إلى التصريحات الغريبة ونظريات المؤامرة، وفق بلومبرج.

ادعاءات كاذبة

لم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة، حتى يثبت ترامب صحة نهجها، إذ تفوه بعدة ادعاءات كاذبة وتصريحات متطرفة، ما دفع المنسقين إلى التصحيح عدة مرات.

وحول المرشح الجمهوري مناقشة حول الهجرة وأمن الحدود إلى شائعات لا أساس لها من الصحة حول المهاجرين، قائلا: “المهاجرين من هايتي في سبرينجفيلد بولاية أوهايو، يسرقون الحيوانات الأليفة من السكان ويأكلونها”.

غير لائق

جسدت هذه اللحظات افتقار الرئيس السابق إلى ضبط النفس، حيث سمح الجمهوري لنفسه مرارًا وتكرارًا بالتشتيت عن جهوده لتعريف هاريس. بدلاً من ذلك، ركزت التحليلات التي أعقبت المناظرة ووسائل التواصل الاجتماعي على نوبات غضب ترامب، ما أعاد التركيز على حجة هاريس الأساسية، وهي أن الرئيس السابق غير لائق للوظيفة.

كان ذلك بمثابة خطأ تكتيكي من جانب الجمهوري، الذي أظهرت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة أن حماسه بدأ يهدأ، في أعقاب تنحي الرئيس السابق جو بايدن لصالح هاريس.

هاريس تثبت جدارتها

كانت هناك الكثير من الدلائل على أن الليلة الماضية لم تكن جيدة لترامب، إذ أعلن لاحقا أنه لا يميل إلى المشاركة في مناظرة أخرى.

وزادت احتمالات فوز هاريس في الانتخابات على موقع المراهنات PredictIt إلى 56٪، ارتفاعًا من 53٪ قبل المناظرة.

في الواقع، كانت هاريس، التي كانت تتمتع بروح عدوانية كمدعية عامة سابقة، قادرة باستمرار على توجيه المناقشة لتسليط الضوء على سلوك ترامب وسجله بدلا من أجندة هاريس السياسية التي لم تكتمل بعد. كانت ليلة تغلب فيها الأسلوب على الجوهر، وكان النقاش أكثر توافقا مع شروطها منه، وبعد ذلك تحدت ترامب في مناظرة ثانية.

لغة عدائية

حتى في اللحظات التي كان ينبغي لترامب أن يتحدى بها هاريس، مثل الاقتصاد أو الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، تمكنت هاريس من إغضاب ترامب بما يكفي بحيث لم تنجح هجماته عليها بشكل كامل. وفي الوقت نفسه، أظهر تعبيرها المربك في كثير من الأحيان أنها رفضت أن تأخذه على محمل الجد كما فعل خصومه السابقون.

وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري فرانك لونتز، بعد المناظرة: “لقد ابتلع الطعم وكان ذلك واضحا في اللغة العدائية المتزايدة التي استخدمها لوصف الأشخاص الذين يكرههم”، بحسب “وكالة بلومبرج”.

ربما يعجبك أيضا