داعش يعتبر الجميع خصومه.. هجوم موسكو «جرس إنذار» للعالم

هجوم موسكو.. لماذا تستهدف داعش «الجميع»؟

محمد النحاس

منعت أجهزة الأمن الأوروبية العديد من الهجمات التي خطط لها تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، بعضها خطط لها مهاجرون من آسيا الوسطى، وفقًا لمسؤولين أوروبيين


تواجه الولايات المتحدة، إيران وكوريا الشمالية وروسيا وفي مناطق أخرى بالعالم، وفي حين أن كل الأطراف سالفة الذكر يفرقها أكثر مما يجمعها، فإن تنظيم داعش الإرهابي يضعهم في سلة واحدة كـ”أعداء للإسلام” بحسب تصوره.

وسلط الضوء على ذلك الهجوم الإرهابي للتنظيم على قاعة حافلات في موسكو، والذي أودى بحياة العشرات، بالإضافة إلى هجوم موسكو المروّع الذي يعد الأسوأ في نوعه منذ عقود، فقد شنّ التنظيم قبل شهرين هجوم دامي في إيران بتفجير ضريح أدى لمقتل 80 شخصًا.

تصور التنظيم الإرهابي

اعتبر التنظيم الإرهابي الهجمات على موسكو جزء من “حرب أوسع مع الدول التي تحارب الإسلام”، حسب تصوّر التنظيم الإرهابي، وبلغت الهجمات الكبرى للتنظيم في الغرب ذروتها عام 2017، كما أعلنت داعش مسؤوليتها عن عمليات طعن وإطلاق نار مميتة في بلجيكا وفرنسا والنمسا على مدار السنوات التي تلت ذلك، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

نقل التقرير عن مدير الأبحاث في سوفان جروب، وهي شركة استشارية معنية بالتهديدات الإرهابية، كولين كلارك، قوله “إن المنافسة بين القوى العظمى لا تزال محتدمة، لكنها لا تهم داعش على الإطلاق”.

وأضاف: “بينما نرى انقسامات كبيرة بين بكين وموسكو وواشنطن، فإنهم ينظرون إلينا جميعًا كهدف”، ومنعت أجهزة الأمن الأوروبية العديد من الهجمات التي خطط لها تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، بعضها خطط لها مهاجرون من آسيا الوسطى، وفقًا لمسؤولين أوروبيين.

نشاط التنظيم

يرى خبراء شؤون الإرهاب أن “المذبحة” التي وقعت في موسكو تظهر قدرة الجماعة على إعادة تشكيل نفسها كشبكة عالمية قوية قادرة على استقطاب وتجنيد المؤيدين في جميع أنحاء العالم.

ومنذ فترة طويلة كانت روسيا في مرمى أهداف داعش، فقد أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن تفجير عام 2015 والذي أودى بحياة 224 شخصا على متن طائرة ركاب روسية في الشرق الأوسط، وفي 2022 نفذت هجوما أسفر عن مقتل دبلوماسيين روسيين وأربعة أفغان في السفارة الروسية في كابول.

فرع خرسان

بحسب “وول ستريت جورنال” تنبع عداوة التنظيم لروسيا بسبب دعمها المتواصل لإيران ولنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، كما لعبت روسيا دورا رئيسيا في طرد التنظيم من مدينة تدمر السورية عام 2017.

وفي حين أن داعش لم يحدد أي فرع من فروعه كان وراء مذبحة الجمعة في روسيا، فقد ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على فرع داعش خراسان (في أفغانستان). وخراسان هو مصطلح قديم للأراضي التي تشكل اليوم أفغانستان ودول آسيا الوسطى والتي كانت ذات يوم جزءًا من الاتحاد السوفيتي.

ربما يعجبك أيضا