دافوس 2025.. الزعماء يتكيّفون مع قواعد عصر ترامب

محمد عماد
دافوس

رغم غياب دونالد ترامب شخصيًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث ستُعرض كلمته المصورة في ختام الحدث، إلا أنه يظل محور النقاشات بين الزعماء المؤيدون له، مثل الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ويحتفلون بسياساته، بينما يعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي آماله على التعاون مع الإدارة الجديدة.

وفي المقابل، يفضل منتقدوه مثل المستشار الألماني أولاف شولتس البقاء بعيدًا عن الأضواء، مما يجعل خطط ترامب موضوعًا رئيسًا في كل حديث داخل المنتجع السويسري، وفقًا لوكالة “بلومبرج”، الجمعة 24 يناير 2025.

الامتثال لقواعد ترامب

قال ميلي لرئيس تحرير “بلومبرج”، جون ميكلثويت، يوم الأربعاء ضمن فعالية “بلومبرج هاوس”: “إذا لم تفهم نهج ترامب، سيصعب عليك تقبل رؤيته، التوجيهات العامة التي يطرحها ستخلق عالمًا أفضل”.

بصفته تحرريًا متشددًا وأول رئيس أجنبي يلتقي بترامب بعد الفوز بالانتخابات، لا يرى ميلي تناقضًا بين آرائه المؤيدة للتجارة الحرة، وشغف ترامب بالرسوم الجمركية، فأشار إلى أن “الأمر لا يقتصر على كونه مؤيدًا للحمائية، بل إنه يعرف أيضًا أهمية الولايات المتحدة في العالم، وبالتبعية فسياستها التجارية جزء من استراتيجيتها الجيوسياسية”.

لم يُبد زعماء آخرون حماسة بذات القدر علنًا، لكنهم أشاروا إلى استعدادهم للتعامل مع ترامب وفق القواعد التي وضعها، فقال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب في مقابلة: “انصت لما سيطرحه الرئيس ترامب وتصرف وفقاً لذلك. هذا ما ستفعله دولة مثل فنلندا بالتأكيد”.

تغيّر الموقف الأوروبي

كان بعض القادة أكثر مرحًا، مثل رئيس الوزراء الفيتنامي فام منه تشينه، الذي قال: “إذا كان لعب الجولف سيحقق منافعَ لبلدي وشعبي، فبمقدوري أن ألعب طوال اليوم”، ما أثار ضحك الحضور.

حدثت تغيّرات كثيرة خلال عام، ففي يناير الماضي، عندما سألت مذيعة تلفزيون “بلومبرج”، فرانسين لاكوا، رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد عن احتمال فوز ترامب بالرئاسة مرة أخرى، قالت مُمازحة إنها تحتاج لقدح آخر من الشاي قبل الإجابة عن هذا السؤال، وأثار ذلك ضحك الحاضرين حينها، لكن لم يعُد هناك ما يُضحِك الآن.

تخلت مجموعة من زعماء دول منطقة اليورو هذا الأسبوع عن الانتقادات السابقة، واستبدلوها بنهج أكثر ميلاً للتعاون، فصرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لتلفزيون “بلومبرج”: “يتعين علينا تبني نهج بناء في علاقتنا مع الإدارة الجديدة”.

انتقادات الإنفاق العسكري

في العام الماضي، حضر مارك روته قمة “دافوس” بصفته رئيس وزراء هولندا، وفيما كان يسعى لتولي منصبه الحالي أمينًا عامًا لحلف الناتو، أشاد بترامب لضغطه على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها العسكري، وهو موقف كان محل خلاف حينها، لكنه أصبح مقبولًا بشكل كبير حالياً.

زعيم إحدى أحدث الدول المنضمة إلى الحلف، رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، انتقى كلماته بعناية، فقال لتلفزيون “بلومبرج” يوم الأربعاء إن “السياسة في الولايات المتحدة تُدار بطريقة مختلفة عن الدول الأوروبية”.

ربما يعجبك أيضا