إيران لن تنجرف وراء مخطط نتنياهو، وإن تجاوز الخطوط الحمراء، فهو يعمل على توريط الولايات المتحدة في الحرب.
لا يزال ما تكشفه المواجهة بين إيران وحزب الله اللبناني من جانب وإسرائيل من جانب آخر، هو تلافي طهران الدخول في حرب مباشرة.
إسرائيل تحشد شمالًا لاجتياح جنوب لبنان، ما دفع متظاهرين ليلًا في طهران إلى رفع لافتة تقول: “الهروب من فخ الحرب هو فخ بحد ذاته”، وهي إشارة إلى السياسة التي تلتزم بها طهران في عدم التورط في حرب لم تختر توقيتها، لكن إسرائيل على الأرض تحقق أهدافها.
لحظة قيادة عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
فخ إسرائيلي
تكشف تصريحات وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء أمس الجمعة 27 سبتمبر، أن طهران ملتزمة بخطابها الجديد الذي يهدف لكسر عزلتها الدولية، وأنها لن تنجرف للضغوط الإسرائيلية إلا إذا تحقق مبدأ “فُرضت علينا الحرب”.
وشارك الوزير الإيراني، في جلسة مجلس الأمن عن التطورات في غزة ولبنان، ما يشير إلى أن طهران على عكس ما كانت تعلنه طهران سابقًا بأنها ستحرق إسرائيل وتخلعها من سطح الأرض.
فحسب وكالة “دانشجو” الإيرانية، اليوم السبت 28 سبتمبر، طالب بأن تتوقف الهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان، وأن طهران تدين تلك الهجمات، وتطالب بمحاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، ما يعني أن طهران تحافظ على التزامها باللجوء إلى المؤسسات الدولية، في إطار استراتيجيتها الجديدة القائمة على عدم الانجرار إلى الفخ الإسرائيلي.

صحيفة همشهري الإيرانية: إسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء
تجاوز الخطوط الحمراء
في مقابلة مع موقع “نور نيوز” التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، قال حشمت فلاحت بيشه، أستاذ العلاقات الدولية، إن هدف نتنياهو الرئيس هو تدمير تحصينات حزب الله والقضاء على قادته، وإن إسرائيل لن تقدم على خطوة اجتياح جنوب لبنان دون ضمانة دعم من حليفها الأمريكي.
أما الخبير في الشئون الاستراتيجية، دياكو حسيني، قال إن “إيران لن تنجرف وراء مخطط نتنياهو، وإن تجاوَز الخطوط الحمراء، فهو يعمل على توريط الولايات المتحدة في الحرب، بما يعيد رسم الخريطة بما يضمن استعادة إسرائيل أمنها ونظرية ردعها، وأنها لن تلعب في ملعب إسرائيل، بل هي مَن تحدد الوقت والمكان المناسبين”.

الجيش الاسرائيلي يعلن قتل كافة قادة حزب الله
دبلوماسية خفية
أشار الخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، إلى أن هناك دبلوماسية خفية بين إيران والقوى الغربية بشأن وقف الحرب في المنطقة، وأن اللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعد مؤشرًا على تلك الدبلوماسية.
وقد كشف وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، خلال تواجده في نيويورك، الأربعاء 25 سبتمبر، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإعلان هدنة وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في لبنان، لمنع تطور النزاع الراهن بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة.

محطات في مسيرة حسن نصر الله
إعلان الانتصار
عقب الإعلان عن تصفية قادة حزب الله في لبنان ومعهم قائد فيلق القدس الإيراني، عباس نيلفروشان، ركزت تصريحات مسؤولين إيرانيين على عبارة “على نتنياهو أن يتقبل الهزيمة“، في إشارة إلى تشديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الهجمات على غزة ولبنان، مع اقتراب مرور عام على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، التي هزت صورة الدولة التي لا تُهزم.
وتقول السياسية ونائبة البرلمان السابقة، جميلة كديور، في تحليل بمنصة الدبلوماسية الإيرانية، إن إعادة المستوطنين في الشمال إلى منازلهم، أحد الأهداف الاستراتيجية، قبل حلول ذكرى طوفان الأقصى، حتى يعلن انتصار الجيش الإسرائيلي على الجبهات كافة.
ولذلك ركزت العمليات على رأس الهرم باستهداف قادة حزب الله من خلال العمليات النوعية وشل شبكة الاتصالات بين الحزب وقيادته، لإعلان هزيمة حزب الله، ولتكون عملية الاجتياح البري الخيار الأخير إذا فشل إسرائيل في فك ارتباط حزب الله بحركة حماس التي تقاتل في غزة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1994780