كشفت دراسة أجراها علماء من جامعة ساوث كاليفورنيا الأمريكية عن تغيّرات هيكلية تحدث بالقرب من مركز الأرض، مما يشير إلى أن سطح النواة الداخلية قد يكون في حالة تغيير مستمر.
وتلقي الدراسة المنشورة في دورية “نيتشر جيوساينس” هذا الأسبوع، الضوء على دور النشاط الطبوجرافي في تغيّر دوران النواة الداخلية؛ وتأثيره على طول اليوم الأرضي، وتقع النواة الداخلية للأرض على عمق نحو 4800 كيلومتر تحت السطح، وكانت تُعتبر سابقاً كرة صلبة مستقرة.
طبقات الأرض
جاءت الدراسة لتتحدى هذا الاعتقاد، إذ أظهرت بيانات الموجات الزلزالية أن النواة الداخلية قد لا تكون صلبة بالكامل كما كان يُعتقد. حيث تتكون الأرض من عدة طبقات رئيسية، كل منها تتميز بخصائص فيزيائية وكيميائية فريدة تؤثر على العمليات الجيولوجية والكوكبية بشكل عام.
تبدأ التركيبة الداخلية للأرض من القشرة، وهي الطبقة الخارجية الصلبة التي تتفاوت سماكتها بين 5 إلى 70 كيلومتراً، إذ تكون رقيقة تحت المحيطات وسميكة تحت القارات، وتتألف من صخور السيليكات مثل الجرانيت والبازلت.
أسفل القشرة يقع الوشاح، الذي يمتد حتى عمق 2900 كيلومتر، ويتكون بشكل رئيسي من صخور السيليكات الغنية بالماغنسيوم والحديد. ويُقسم الوشاح إلى جزأين؛ الوشاح العلوي الذي يشمل الغلاف الصخري والطبقة اللدنة، وهي منطقة مرنة شبه منصهرة تتحرك فيها الصفائح التكتونية، والوشاح السفلي الأكثر كثافة وصلابة بسبب الضغط العالي.
الظواهر الجيولوجية
أسفل الوشاح، نجد النواة التي تنقسم إلى النواة الخارجية السائلة، والتي تمتد من 2900 إلى 5100 كيلومتر وتُكوّن من الحديد والنيكل الذائبين، مما يولد تيارات تنتج المجال المغناطيسي للأرض، والنواة الداخلية الصلبة التي تمتد من 5100 إلى 6371 كيلومتراً، وتتكون أساساً من الحديد والنيكل في حالة صلبة؛ بسبب الضغط الهائل الذي يمنعها من الذوبان، رغم درجات الحرارة التي تصل إلى أكثر من 5000 درجة مئوية.
وتُعتبر هذه التركيبة الديناميكية للأرض العامل الأساسي وراء العديد من الظواهر الجيولوجية مثل الزلازل والبراكين وتشكّل الجبال، بالإضافة إلى تأثيرها في استقرار المجال المغناطيسي، الذي يلعب دوراً حيوياً في حماية الكوكب من الإشعاعات الكونية والرياح الشمسية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2132692