بعد توتر نشب بين بيروت وطهران على خلفية تصريحات سابقة لرئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، حول تنفيذ القرار الأممي 1701 لحفظ الاستقرار على الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أعادت تصريحات المسؤول الإيراني مجددًا، أمس الاثنين 11 نوفمبر، الحديث عن إمكانية أن تشارك إيران في دعم تطبيق القرار الأممي الذي هو مفتاح لوقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي.
اتصال قاليباف
وسط تحركات إقليمية ودولية لإعادة التهدئة في المنطقة قبل رحيل إدارة بايدن الديموقراطية ووصول إدارة ترامب الجمهورية في البيت الأبيض، تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اتصالًا هاتفيًا، أمس الاثنين، من رئيس البرلمان الإيراني، أكد فيه: “وقوف إيران الى جانب لبنان ومؤازرته بتنفيذ القرار الأممي رقم 1701”.
ما يعني أن طهران تحافظ على أن تكون لبنان جزء من إدراتها لملف الصراع مع إسرائيل في المنطقة، خاصة أن حليفها اللبناني حزب الله، لا يزال قادر على توجيه ضربات نوعية إلى الداخل الإسرائيلي، رغم اغتيال قياداته التنظيمية.
مفتاح الحل
الخبير السياسي اللبناني، محمد علوش، أشار إلى أن حزب الله اللبناني متشجع لتطبيق القرار 1701 بالرجوع إلى ما وراء نهر الليطاني، وهو ما ترجمته تصريحات نبيه بري الوجه السياسي للكتلة الشيعية، حيث يقول بأن لبنان يلتزم تطبيق القرار الدولي 1701 دون أي زيادة او نقصان.
وأوضح علوش في صحيفة الديار اللبنانية، أمس الاثنين 11 نوفمبر، أن “منطقة الحدود اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، قد أصبحت أرض محروقة ومكشوفة”، وهو ما يشجع الحزب لتطبيق القرار الأممي، كمفتاح للتهدئة في المنطقة.
أبعد من 1701
لكن إسرائيل تطالب بما هو أكثر من تطبيق القرار 1701، وتطالب بضمانات تسمح لها بحرية العمل العسكري بوجه كل ما تراه خرقاً للقرار، وتضع شروطًا لمنع تسليح حزب الله مجددًا، وهو ما يُصعب عملية التسوية.
وحسب الصحيفة المقربة من حزب الله اللبناني، فإن الحزب وبعد قراءة دقيقة للواقع العسكري، تبين له أن تطبيقه للقرار مقابل تطبيق اسرائيل له، ووقف خروقاتها الجوية ورقابتها في السماء، وانسحابها من النقاط التي دخلتها عام 2006 ولا تزال، ستكون نتيجته جيدة للبنان والمقاومة.
تعقيد الأزمة
يبدو أن الشروط الإسرائيلية لا تتعلق بالتسوية مع لبنان فحسب، بل تمتد إلى الصراع مع إيران، وبالتالي ستتعقد الأزمة اللبنانية أكثر، حيث تهدد إيران بضربة انتقامية ضد الداخل الإسرائيلي.
وتشير تصريحات رئيس البرلمان اللبناني، لصحيفة الجمهورية اللبنانية، اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر، إلى أن لبنان لن يقبل بملحق إضافي للاتفاق الأممي على حساب سيادته.
فقد قال نبيه بري: “موقفنا واضح، وقف إطلاق نار وتطبيق القرار 1701. ثمّ هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية او حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟”.
ولذلك، فإن طهران لا تزال تستثمر في تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل، ولو أدت إلى حرب مباشرة مصغرة، وذلك في إطار إدارة التسوية والتهدئة في المنطقة، في ظل انفتاح شهية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2043776