"روسيا تستغل إيران في سياستها المناوئة للقوى الغربية، وهو ما يجعل العلاقة معها خطرة ومضرة، بدون التوازن مع القوى الغربية"
يسعى الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، لطرح سياسة خارجية تعمل على التوازن بين الشرق والغرب في إطار إدارة الأزمات والقضايا الخلافية، سعيًا لرفع العقوبات التي أرهقت الاقتصاد الإيراني.
لكن يبدو أن روسيا التي تساندها إيران في حربها ضد أوكرانيا عبر تزويدها بالطائرات المسيرة والصواريخ، تقلق من خطة الحكومة الإصلاحية في إيران، بما قد يرفع من عزلتها الاقتصادية، خاصة أن روسيا تواجه عقوبات اقتصادية غربية وتستفيد من الأراضي الإيرانية في توجيه حركة التجارة جنوبًا.
تبادل عسكري
كشفت بلومبرج الأمريكية، أمس السبت 14 سبتمبر 2024، أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تشعران بقلق متزايد من أن روسيا تشارك إيران معلومات وتكنولوجيا سرية يمكن أن تقربها من القدرة على بناء أسلحة نووية، في مقابل قيام طهران بتزويد موسكو بصواريخ باليستية لحربها في أوكرانيا.
وحسب تقرير بلومبرج، فإن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين ناقشوا هذا التطور في واشنطن هذا الأسبوع، في الوقت الذي التقى فيه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر بالرئيس جو بايدن في البيت الأبيض في اجتماع استراتيجي بشأن السياسة الخارجية. ووصفوا الأمر بأنه مثير للقلق، وتصعيد للعلاقات العسكرية بين روسيا وإيران.
وقد أدان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى “تصدير إيران وشراء روسيا للصواريخ الباليستية الإيرانية” في بيان مشترك صدر أمس السبت، ووصفوه بأنه تصعيد آخر في الدعم العسكري الإيراني لحرب روسيا في أوكرانيا وطالبوا بوقفه على الفور.
تعقد العلاقة مع أوروبا
بعد أزمة إرسال طهران صواريخًا إلى موسكو، أشارت الصحف الإيرانية إلى أن العلاقة بين طهران والدول الأوروبية دخلت في مرحلة جديدة من التعقيد والتأزم، لاسيما أن أوروبا تظهر حساسية بالغة بالنسبة للصراع في أوكرانيا، وتعتبر الدعم الإيراني لروسيا موجهًا ضدها.
فقد وصف الاتحاد الأوروبي في بيان يوم الجمعة 13 سبتمبر، إرسال الصواريخ الإيرانية إلى روسيا بأنه “تهديد مباشر” لأمن أوروبا، وكتب أن هذا النقل “يشير إلى زيادة دعم إيران لروسيا في مجال الطائرات بدون طيار”، وغيرها من الأسلحة التي تستخدمها روسيا في حربها العدوانية غير الشرعية ضد أوكرانيا.
وتأتي هذه الأزمة بينما تستعد حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، لإعادة فتح الحوار مع أوروبا، تحسبًا لعودة الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وقد أشار المحلل السياسي الإيراني، صابر عنبري، في صحيفة اسكناس، إلى أن العلاقة بين إيران والأطراف الأوروبية والأمريكية وصلت إلى طريق مسدود في ثلاثة ملفات أساسية، وهي: الحرب في غزة، والحرب الأوكرانية، والاتفاق النووي.
في سلة روسيا
خبير القضايا الدولية، على أصغر زركار، طالب الحكومة الجديدة ألا تضع بيضها في سلة روسيا بشكل كامل، وذلك بتنوع العلاقات الخارجية بين الشرق والغرب.
وأوضح زركار في مقاله بصحيفة آرمان ملي، اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024، أن تعطل العلاقات بين إيران والغرب، جعل روسيا تستغل إيران وتستخدمها ورقة في إدارة مصالحها. واستدل على ذلك بخطط روسيا في جنوب القوقاز لفتح ممر زنكزور الذي يهدد حدود إيران الجيوسياسية.
أيضًا، السياسي محمد مهدي مطاهري، على الصحيفة نفسها، كتب أن روسيا تستغل إيران في سياستها المناوئة للقوى الغربية، وهو ما يجعل العلاقة معها خطرة ومضرة، بدون التوازن مع القوى الغربية.
وأوضح مطاهري أن عدم التزام موسكو بعلاقات استراتيجية مع طهران، يؤكد استغلالها للاعبين الإقليميين مثل إيران في أي وقت حسب مصالحها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1980339