«دياب أبو جهجة» من هو بعبع إسرائيل؟

شروق صبري

أصبح الناشط السياسي البلجيكي من أصل لبناني، دياب أبو جهجة، شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الدولية بفضل مواقفه السياسية وأنشطته التي تؤكد دعم المقاومة ضد إسرائيل والتحريض ضد الغرب.

أسس أبو جهجة “رابطة العرب الأوروبيين” و”مؤسسة هند رجب”، وأكد دعمه لجماعة حزب الله وحركة حماس، وسلط الضوء في العديد من المناسبات على شرعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

دياب أبو جهجة

دياب أبو جهجة، هو الشخصية التي تقف وراء تأسيس “مؤسسة هند رجب”، التي اكتسبت شهرة لتوجيهها تهديدات قانونية ضد جنود إسرائيليين في دول أجنبية ولكشفها عن هوياتهم على الإنترنت.

ووفق ما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية 6 يناير 2025، فإن هذه الأنشطة تزامنت مع تصريحات سابقة له حول ارتباطه بجماعة حزب الله اللبنانية، ما أثار جدلًا كبيرًا حول مواقفه السياسية والعسكرية.

الانتماء لحزب الله

أبو جهجة الذي أسس “رابطة العرب الأوروبيين” (AEL)، كشف في مقابلة قديمة مع صحيفة “نيويورك تايمز” في عام 2003 عن انتمائه لحزب الله، حيث قال إنه انضم إلى مقاومة حزب الله ضد إسرائيل. هذا التصريح، يؤكد ارتباطه بالجهات التي كانت تدافع عن لبنان ضد إسرائيل في ذلك الوقت.

وفي اليوم التالي لاندلاع حرب لبنان الثانية في عام 2006، أعلن أبو جهجة عن عزمه العودة إلى لبنان للقتال ضد  “الصهاينة”، مؤكدًا في مقال نشره على موقع “رابطة العرب الأوروبيين” في 13 يوليو 2006 أنه ربما تكون هذه الرحلة هي الأخيرة في حياته. وقد وصف في مقالته كيف أن “الشعب العربي يُذبح” في فلسطين ولبنان، وأنه كان يتمنى أن يكون جزءًا من المقاومة ضد الاحتلال.

الدعم لحزب الله

كان أبو جهجة يدافع عن حزب الله في العديد من المناسبات. وفي عام 2007، نشر مقابلة مع نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، على موقعه، وأشاد بمواقف الحزب واعتبرها علامة فارقة في مقاومة الاحتلال. كما أن “رابطة العرب الأوروبيين” قامت بنشر العديد من البيانات التي تؤيد حزب الله وتدعو إلى تحرير فلسطين بكل الوسائل الممكنة.

واستمر أبو جهجة في دعم العديد من الجماعات المسلحة، بما في ذلك حماس، على الرغم من تأكيده أنه لا يتفق معهم فكريًا. فقد دعم مقاومة حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي، مدعيًا أن تلك الجماعات تمثل الخيار الوحيد في ظل الظروف الراهنة. وفي إحدى منشوراته في 2006، قال “إنه يوم مجيد عندما يختار الشعب الفلسطيني المقاومة من أجل التحرير”.

الانتقاد الدولي

أبو جهجة لم يتوقف عن دعم حماس وحزب الله، فقد أعرب عن تأييده للمقاومة المسلحة ضد القوات الأمريكية والبريطانية في العراق. وفي عام 2002، قاد مظاهرات دعمًا للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وطالب بتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية.

كما أن له تصريحات مثيرة للجدل، حيث قال في إحدى المناسبات: “كل جندي يشارك في الاحتلال هو هدف مشروع للمقاومة”. كما دعم في تصريحات أخرى العمليات الانتحارية واعتبرها وسيلة مشروعة للمقاومة.

قلق أوروبا وإسرائيل

تاريخ أبو جهجة مليء بالتصريحات المثيرة للجدل التي تثير قلق السلطات الأوروبية والإسرائيلية. ففي عام 2005، أيد اقتراح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بنقل الإسرائيليين إلى ألمانيا كحل لمشكلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما أثار استنكار العديد من الحكومات الغربية.

كما أن “رابطة العرب الأوروبيين” أدانت اغتيال أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، عام 2004، معتبرة إياه “شهيدًا”. وفي عام 2009، وقع أبو جهجة ورفاقه في “الرابطة” نداءً يطالب بإزالة حركات مثل حماس من قائمة المنظمات الإرهابية الأوروبية.

رأيه في  الهولوكوست

لم يقتصر موقف أبو جهجة على دعم المقاومة المسلحة فحسب، بل كانت له تصريحات تشكك في وقائع مثل كالهولوكوست (الإبادة النازية لليهود). ففي عام 2010، نشر موقع “رابطة العرب الأوروبيين” رسومات كاريكاتورية تنكر الهولوكوست، مما أدى إلى حكم قضائي ضده في هولندا.

أما فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية مثل هجمات 11 سبتمبر 2001، فقد قال أبو جهجة في إحدى مقابلاته مع “الجارديان” البريطانية إنه شعر بشعور “من الانتقام الحلو”، وهو تصريح أثار استهجانًا واسعًا.

الانتقادات السياسية

قال وزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي، أميشاي شيكلي، في تصريحات إعلامية إن أبو جهجة كان “عميلًا أجنبيًا” و”قائدًا لجولات حزب الله في أوروبا”.

كما أشار إلى أن “الرابطة” كانت تُصدر بيانات تعلن دعمها لحزب الله، وأن أبو جهجة كان يروج لهذه الأيديولوجيات في الدول الأوروبية.

دعم المقاومة الفلسطينية

على الرغم من دعم أبو جهجة لحركة حماس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن علاقته بحركة حماس تبقى معقدة.

وفي الوقت الذي يعلن فيه دعم المقاومة، يتجنب أبو جهجة تبني الفكر الإيديولوجي لحماس، ولكنه يصر على أن “المقاومة هي الطريق الوحيد للتحرير”.

ربما يعجبك أيضا