غارات من السماء والسيرفرات: الحرب الروسية الأوكرانية

علاء بريك

قبل العملية العسكرية الروسية وخلالها، لم تهدأ الحرب في الفضاء الإلكتروني الأوكراني.


قبل بدء العملية العسكرية الروسية في الفضاء الأوكراني فجر (الخميس)، كانت عملية أخرى تجري في الفضاء الإلكتروني بكييف، تسببت في تعطل عدة مواقع إلكترونية أوكرانية حكومية وحساسة عن العمل.

موقع نت بلوكس المختص بمتابعة خدمات الإنترنت حول العالم نوه إلى تعطل المواقع الإلكترونية لوزارة الخارجية ووزارة الدفاع وجهاز المخابرات ورئاسة الوزراء في أوكرانيا ومواقع عديدة أخرى بفعل هجمات الحرمان من الخدمات “DDos attacks”.

الهجمات الروسية السيبرانية

في 11 يناير هذا العام أصدرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي تقريرًا مشتركًا بشأن عمليات قرصنة نفذها قراصنة مدعومين من الحكومة الروسية، لم تكن تلك الهجمات الأولى على مواقع أمريكية، ولم يقتصر الأمر على استهداف الولايات المتحدة، بل طالت الهجمات بلدانًا وأهدافًا أخرى مثل الهجوم على إستونيا، وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديره لمثل هذه الهجمات واصفًا المقرصنين بالوطنيين ومشبِّهًا إياهم بالفنانين.

من جهة أخرى، تشير تقارير صحفية إلى أنَّ الحكومة الروسية تتمتع في الحرب السيبرانية بأذرع غير حكومية، أي بخلاف قدرات الجيش الروسي والمخابرات الروسية السيبرانية، تشمل “أصناف عدة من القراصنة الأفراد ومنظمات متخصصة في القرصنة إلى المجرمين السيبرانيين”، ويمكن للحكومة الروسية ببساطة استغلال قدراتها دون أن تتحمّل مسئولية أعمال هذه الجهات، كما يمكنها التأثير عليها أو توظيفها لخدمة أهدافها الخاصة.

عن الهجوم الروسي على المواقع الإلكترونية الأوكرانية

بحسب ما صرحت به شركة كلاود فلاير المتخصصة بالمواقع الإلكترونية، شهدت أوكرانيا هذا الأسبوع ازديادًا في الهجمات الإلكترونية مقارنةً بالأسبوع الماضي، مبينةً أنَّ الهجمات الحالية محدودة نسبيًا بالقياس إلى الهجمات الإلكترونية في الماضي.

وأفاد المدير السابق لمكتب الحرب السيبرانية الدولي كريستيان سورينسين بأنَّ الهجمات تستهدف لفت الانتباه وممارسة الضغط، وأنَّ الهجمات لا تحظى بذلك التأثير الكبير، متوقعًا حدوث أنشطة لعزل المواطنين الأوكرانيين وعرقلة الأنشطة الحكومية الأوكرانية، وأن الهدف من الهجمات الحالية التسبب بالفوضى وبث القلق في الحكومة والاقتصاد.

4 خيارات أمام بايدن

بحسب تقرير نشرته شبكة إن بي سي الأمريكية، فإنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن تلقى 4 اقتراحات تتفاوت  في حدتها لكنَّها بالمجمل تهدف إلى العرقلة أكثر من الهدم وإلحاق الضرر بالمواطنين الروس للرد على الهجوم الروسي عبر شن هجمات سيبرانية موسعة لتعطيل القدرة الروسية على متابعة عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بحسب ما يرد في التقرير.

بيد أنَّ الإدارة الأمريكية لم تحسم بعد خيارها لأنَّها تدرس احتمالات الرد الروسي على خطوة كهذه، سواء بالتصعيد على الأرض أو الرد بهجوم سيبراني مضاد، وأشار بعض المحللين إلى أنّ الهجمات الأمريكية السيبرانية لن تكون بمنزلة إعلان حرب، لكونها ستكون محدودة ودقيقة.

  • من جهة أخرى، توقفت عن العمل لبعض الوقت مواقع روسية حكومية، مثل موقعي مجلس الدوما الروسي والكرملين، خلال الساعات الأخيرة بحسب الصحفي الاستقصائي كريستو جروزيف، لكنَّ الهجمات المضادة لم يُعرف إلى الآن مصدرها ما إذا كانت ردًا أوكرانيًا أم تدخلًا من طرفٍ ثالث.

ربما يعجبك أيضا