هل تحلق طائرات إيران المُسيرة في سماء أوكرانيا؟

علاء بريك

رصدت صور الأقمار الاصطناعية وجود وفد روسي في قاعدة كاشان الجوية جنوب إيران، فما الذي يفعله هناك؟


في تصريح نقلته وكالة “أسوشيتيد برس“، قال مستشار الأمن الوطني الأمريكي، جيك سوليفان، إن روسيا تسعى إلى الحصول من إيران على مئات من المسيرات.

وبحسب مصادر شبكة “سي إن إن“، في تقرير منشور، يوم الاثنين الماضي 11 يوليو 2022، تسعى روسيا للحصول على هذه المسيَّرات لغرض استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، ولتعويض النقص في مخزونها من المسيَّرات.

ما القصة؟

وفق “أسوشيتيد برس”، كشف سوليفان في مؤتمر صحفي، يوم الاثنين الماضي، أن واشنطن “لديها معلومات تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بمئات من المسيَّرات، بما فيها مسيَّرات قادرة على حمل الأسلحة، في أسرع وقت ممكن”، منوهًا بأن واشنطن ليس لديها دليل واضح على أن الصفقة تمت.

أتت تصريحات سوليفان قبل يوم من زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى منطقة الشرق الأوسط التي سيكون الملف الإيراني أحد الملفات الهامة في الزيارة ليناقشها مع قادة المنطقة في محاولة لتوحيد جهود دول المنطقة ضد النفوذ الإيراني، وتوحيد الجهود ضد موسكو.

ما الذي تريد روسيا الحصول عليه؟

بحسب تقرير شبكة “سي إن إن“، كشفت الصور الجوية الحصرية أن وفدًا روسيًا زار إيران، وبالتحديد قاعدة كاشان الجوية، مرتين على الأقل منذ بداية الشهر الماضي، ويظهر من الصور أن روسيا تسعى للحصول على طراز شهيد 191 وشهيد 129 وهذان الطرازان يتمتعان بقدرة على حمل صواريخ موجهة بدقة وإطلاقها ضد الأهداف المرصودة.

وفي مقابلة مع قناة العالم الإخبارية، قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، إن “شهيد 129” تستطيع أداء مهمتي الاستطلاع والقتال، ويصل مداها إلى ألف و700 كيلو متر، ونقلت “سي إن إن” عن مصادر استخبارية، أن إيران ستعمل على تدريب الطواقم الروسية على استخدام هذه الطائرات بدءًا من نهاية يوليو الجاري.

التعليق الإيراني

علق وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أثناء زيارته إلى روما على تصريحات مستشار الأمن الوطني الأمريكي، بالقول إن بلاده تعارض الحرب الروسية الأوكرانية، لكنه لم ينفِ نفيًا قاطعًا نية طهران بيع مسيَّرات إيرانية لموسكو، مضيفًا أن بلاده لن تدعم أي من الطرفين لمواصلة الحرب، وأن إيران ترى ضرورة وقف الحرب على الفور وتجنب أي فعل قد يسفر عن التصعيد.

وأشار موقع “ستار&ستربس” المتخصص في الشؤون العسكرية إلى أن إيران قد لا تتمتع بقدرة إنتاجية مرتفعة تمكنها من تزويد روسيا بمئات المسيَّرات على وجه السرعة، وفقًا لما صرح به سوليفان، وقال المحلل في مؤسسة جاينس المتخصصة في الشؤون العسكرية، جيرمي بيني: “إذا أرسلت إيران أو سترسل أي مسيَّرات، بصرف النظر عن عددها، إلى أوكرانيا، فمن السهل معرفة ذلك عند إسقاطها”.

دور المسيَّرات في الحرب

ألحقت المسيَّرات ضررًا واضحًا في القوات الروسية وزاد من جاذبيتها في الحرب انخفاض تكلفتها مقارنة بالطائرات التقليدية، ما دفع العسكريين الأوكرانيين إلى إنشاء جيشٍ من المسيَّرات هو الأول من نوعه في العالم تقديرًا لما حققته هذه الأسلحة المرنة والرخيصة الثمن في الحرب، وفقًا لما نقلته شبكة سكاي نيوز عن نائب رئيس الوزراء الأوكراني ووزير التحول الرقمي، ميخائيلو فيدوروف.

أما روسيا فلم يكن أداء مسيَّراتها على مستوى الأداء الأوكراني، ويذكر أنها قبل التوجه إلى إيران للحصول على مسيرات كانت تحصل على مسيَّراتها من شركة إسرائيلية، بحسب المحلل العسكري في مركز سي إن إيه الفكري، صامويل بيندت، والذي أوضح أنه من الطبيعي أن تتوجه روسيا إلى إيران لأن الأخيرة تمتلك خبرة عقدين في تطوير مسيَّراتها وأخضعته لتجارب عملياتية على الأرض وأظهر نتائج موثوقة.

ربما يعجبك أيضا