حديث عن «اللعب بالنار».. زعيما أمريكا والصين في مناقشة صريحة ومعمقة

علاء بريك

الاتصال الخامس بين شي جين بينج وجو بايدن في ظل توترات متزايدة، فما أبرز ما دار فيه؟


في مكالمة استمرت قرابة ساعتين وثلث الساعة، ناقش الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والرئيس الصيني، شي جين بينج، أبرز الملفات الساخنة على الساحة الدولية، حسب بيان للبيت الأبيض.

مكالمة بايدن والرئيس الصيني أمس الخميس 28 يوليو 2022، جاءت بعد 4 مكالمات سابقة منذ تولى بايدن رئاسة أمريكا، وفي ظل توترات متزايدة على الساحة العالمية عمومًا وفي منطقة الهندوباسيفيك خصوصًا، وقد وصفها الطرفان بأنها كانت صريحة ومعمقة، فما أبرز ما جاء فيها؟

ما أهمية المكالمة؟

صرح خبراء إلى موقع “جلوبال تايمز” بأن مكالمة شي وبايدن مهمة للقوتين العظميين لإدارة خلافاتهما وسط تزايد التوترات، ومن جهة ثانية ترسل إشارة إيجابية إلى العالم بأن البلدين لا يزالان على استعداد للتعاون معًا.

وأضاف الخبراء أن على الصين والولايات المتحدة وضع علاقاتهما على مسار التعاون يما يلبي المصالح المشتركة ومصالح جميع البلدان، بدلاً من دفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار مأساوي تكون فيه المنافسة فقط هي المحصلة النهائية.

اللعب بالنار

نقلت وكالة “شينخوا” عن الرئيس الصيني قوله إن موقف الصين حكومة وشعبًا بشأن قضية تايوان ثابت، وإن “إرادة الشعب لا يمكن تحديها، ومن يلعب بالنار ستحرقه”، وتمنى على الولايات المتحدة أن تدرك هذا الأمر بوضوح.

على الناحية المقابلة، علق مسؤول أمريكي في البيت الأبيض على كلام الرئيس الصيني قائلًا، إن شي قد استخدم لغة مماثلة في المحادثة التي أجراها مع بايدن في نوفمبر الماضي. وشدد المسؤول على أن “المهم ليس التشبيهات، بل أن يدير البلدان خلافاتهما كما دأبا على إدارتها طوال 40 عامًا مضت”.

سياسة الصين الواحدة

دعا شي خلال المكالمة الولايات المتحدة لاحترام مبدأ الصين الواحدة، في إشارة إلى نية رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي،  زيارة تايوان، الواقعة تحت نفوذ الصين، ووضع البيانات المشتركة قيد التنفيذ، في حين أن بايدن كرر إعلان التزام بلاده بسياسة الصين الواحدة، وأضاف أنها لا تدعم “استقلال تايوان”.

وقال العميد المساعد لكلية الدراسات الدولية في جامعة رينمن، جين كانرونج، لموقع “جلوبال تايمز” إن حديث شي عن تايوان يمثل إشارة تحذيرية تضاف إلى الإشارات الصينية السابقة إزاء الحديث عن زيارة بيلوسي المزمعة لتايوان.

مواصلة التنسيق والمتابعة

ناقش شي وبايدن في المكالمة الموضوعات التي يمكن التعاون فيها معًا، مع التركيز على التغير المناخي والأمن الصحي ومكافحة المخدرات، وقد اتفق الطرفان على أن يتابعا التعاون والتنسيق في هذه الموضوعات.

وتطرقا أيضًا إلى إمكانية الاجتماع وجهًا لوجه، وأوعزا إلى فريقيهما للتنسيق والمتابعة وتحديد موعد مناسب للقاء. وقال المسؤول في البيت الأبيض، إن الطرفين أوكلا إلى فريقيهما مهمات محددة لمتابعتها معًا والعمل عليها.

بخصوص أوكرانيا

تبادل الرئيسان وجهات النظر بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وجدد الرئيس الصيني موقف بلاده المبدئي، بحسب البيت الأبيض، ولم يُعطِ البيت الأبيض تفاصيل أكثر عن التقدم الذي حصل في هذا الملف.

من جهة ثانية، وبالنظر إلى التأثير العالمي للحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى التأثير الواضح في الشعب الأوكراني والقارة الأوروبية، رأى الخبراء أن من المهم أن يواصل الزعيمان مناقشتهما، وأن يوضح الرئيس بايدن مخاوفه.

التعريفات الجمركية والعقوبات الأمريكية

قال موقع “جلوبال تايمز” إن الخبراء لاحظوا غياب مسألة التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية، لكن يمكن تفهم غياب هذه المسألة بالنظر إلى أنها ليست بأهمية مسائل الاقتصاد العالمي والنظام الدولي، ما يعكس -حسب الخبراء- إمكانية تعاون بكين مع واشنطن، بصرف النظر عن هذه الخلافات.

من جانب آخر، أشار موقع “أكسيوس” إلى وجود نقطة أخرى غابت عن النقاش تتعلق بإمكانية رفع واشنطن بعض العقوبات عن بكين. ونسب الموقع إلى مسؤول أمريكي للموقع قوله بشأن قانون أشباه الموصلات الذي يهدف إلى مواجهة الصين، إن “سياسة واشنطن تجاه الصين تنشأ على الاستثمار في أنفسنا والوقوف مع حلفائنا وشركائنا لمنافسة الصين”.

ربما يعجبك أيضا