رئيس الوزراء العراقي يزور طهران لبحث ملفات تتجاوز التهديدات الإيرانية

يوسف بنده

تأتي زيارة السوداني لطهران في ظل تصعيد عسكري واتهامات من جانب طهران ضد إقليم كردستان العراق بالتساهل مع المسلحين الأكراد.


بعد تصعيد عسكري وضربات استهدفت إقليم كردستان العراق، زار رئيس الوزراء العراقي الجديد العاصمة الإيرانية، طهران.

وتأتي زيارة محمد شياع السوداني بعد فوزه بمنصب رئيس الوزراء، بفضل دعم الفصائل والأحزاب الشيعية الموالية لإيران، لتفتح الحديث عن ملفات عدة بين طهران وبغداد.

السوداني في طهران

حسب تقرير وكالة «تسنيم»، زار السوداني، طهران، أمس الثلاثاء على رأس وفد حكومي، في زيارة لمدة يومين، وبدعوة من الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي على وقع غضب إيراني من مواقف عراقية منددة بانتهاكات إيرانية لسيادة العراق، بعد هجمات شنها الحرس الثوري الإيراني على مواقع كردية معارضة.

وقد التقى السوداني الرئيس الإيراني، وكذلك المرشد الأعلى، علي خامنئي. وفي إشارة إلى كلام السوداني بأن العراق لا يسمح لأي طرف باستخدام أراضيه لزعزعة أمن إيران، أكد خامنئي أن الحل الوحيد هو أن تبسط الحكومة العراقية سلطتها على المناطق الحدودية مع إيران.

resized 1391798 634

غضب إيراني

حسب «ميدل إيست أونلاين» بدا السوداني، الذي وصل إلى منصبه بفضل القوى الشيعية الموالية لإيران، يأخذ في حسبانه الثقل الإيراني في المعادلة السياسية، وإلى أي مدى يمكن أن تذهب طهران ما لم يسر في ركبها. وتأتي زيارة السوداني عقب لقائه وفد الكونجرس الأمريكي مؤخرًا في بغداد، وهو ما أغضب طهران.

وقد أكد الوفد إدانة واشنطن للهجمات الإيرانية على شمال العراق وانتهاك سيادته، وعبّر عن دعم الولايات المتحدة للعراق في مواجهة التهديدات الإيرانية. وخلال زيارة السوداني، اتفق الطرفان على محاربة الإرهاب وضمان الأمن المتبادل وتطوير العلاقات الاقتصادية، وهي عناوين فضفاضة لزيارة لا يبدو أنها كانت عادية.

resized 1391793 564

اجتماعات مسبقة

حسب صحيفة «الزمان»، تأتي زيارة السوداني إلى طهران بعد اجتماعات ومشاورات بين رئيس الوزراء العراقي مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، في طهران، فبحثا التعاون في استقرار المناطق الحدودية، فشدد السوداني على أمن الحدود، وفق ما أقره المجلس الوزاري للأمن الوطني في جلسته الأخيرة.

وحسب وكالة «إرنا»، رحبت طهران بقرار بغداد إعادة نشر القوات العراقية على حدود إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، وحيث يتمركز فيه معارضون إيرانيون أكراد. وكان العراق قد أعلن، في 23 نوفمبر، إعادة نشر قواته على الحدود مع إيرات وتركيا بعد قصف متكرر نفذته جارتاه ضد المتمردين الأكراد في كردستان العراق.

137607

رهان على السوداني

ذكرت صحيفة «كيهان» الإيرانية المقربة من معسكر المرشد الأعلى، أن وجود السوداني في طهران بداية لفصل جديد من العلاقات الاستراتيجية، فتدل زيارته على قبوله الاتفاقات السابقة، ففي الزيارات الأربع لسلفه الكاظمي لطهران، جرى إبرام اتفاقيات في مجال القضايا الاقتصادية والتجارية والمصرفية والأمنية.

وخلال زيارة الكاظمي، شدد المرشد الأعلى، علي خامنئي، على “ضرورة تنفيذ جميع الاتفاقات المبرمة في وقت سابق، بين طهران وبغداد”، وحذر من بعض النيات التي لا ترغب في حصول اتفاق وتعاون بين البلدين، مشيرًا إلى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وسكك الحديد.

ملفات عدة

وحسب صحيفة «الزمان»، فإن زيارة السوداني قد تناولت وضع خطط أمنية مشتركة لضبط الحدود بين البلدين، وإمكانية تسليم أشخاص مطلوبين للنظام الإيراني من شخصيات وقيادات كردية معارضة مسلحة.

وتناولت الزيارة أيضًا، الملفات الاقتصادية والتجارية وإمدادات الغاز والكهرباء وتفعيل اللجنة المشتركة العليا بين البلدين، فضلًا عن ملف المياه والتأكيد على حصول العراق على حصة عادلة لمواجهة الجفاف. وقد ضم وفد السوداني، وزيري الخارجية، فؤاد حسين والنفط، حيان عبد الغني، ومستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي.

adc29f520fed3b93eb62e51b97cc39fbb4d356b5

خط سكك حديد البصرة

حسب تقرير «الجريدة»، فإن طهران تنتظر من رئيس الوزراء العراقي الجديد، بعد سلفه مصطفى الكاظمي، الذي أزعج طهران بسياسته المتوازنة، فأبدى بعض الممانعة إزاء سياسة طهران، أن يعوضهم السوداني عن تلك الحقبة، خاصة في ما يتعلق بالمصالح الاستراتيجية لإيران داخل العراق.

وحسب الجريدة، فإن إيران تنتظر حصول الربط السككي مع البصرة، ولكن السوداني لن يستطيع المجازفة بذلك في موازاة حساسية شعبية عالية إزاء الخطوة، في حين أن إيران تؤكد أن القطار القادم من إيران لن يستهدف مكانة ميناء الفاو، بل سيُخصَّص لنقل زوار المراقد الشيعية في النجف وكربلاء، خلال مواسم العزاء الحسيني.

الحوار مع السعودية

حسب «الجريدة» أيضًا، جددت طهران للسوداني التفويضَ الذي كان ممنوحًا للكاظمي، لمواصلة المساعي العراقية لاستئناف الحوار الإيراني ـ السعودي، الذي توقف عند جولته الخامسة، في ضوء فشل تجديد هدنة اليمن، والاتهامات الإيرانية للرياض بدعم إعلامي للاحتجاجات الداخلية المتواصلة منذ سبتمبر في إيران.

وقالت الصحيفة إن فريق رئيس الوزراء العراقي أبلغ الجانب الإيراني أن السوداني ينوي زيارة السعودية قريبًا، وربما قبل القمة العربية ـ الصينية المقررة الشهر المقبل في الرياض. ولفتت أيضًا إلى أن السوداني حمل رسالة خليجية لإيران.

ربما يعجبك أيضا