رئيس وزراء المجر لـ«رؤية»: فشلنا في التوسط بين روسيا وأوكرانيا

أحمد ليثي

المجر لن تخرج عن الاتحاد الأوروبي، وتعترف بعقوباته على موسكو.. "شبكة رؤية الإخبارية" تواصلت مع المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المجري لمعرفة موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية.


أعدت دول في أوروبا الشرقية تجهيزات لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يفرون من أوكرانيا، على خلفية تبعات الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت يومها الخامس.

رئيس وزراء دولة المجر الواقعة في شرق أوروبا أعلن استعداد بلاده لاستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، ولنشر عدد غير محدد من القوات بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، لأغراض أمنية ومهام إنسانية، لذا تواصلت “شبكة رؤية الإخبارية” مع رئاسة مجلس وزراء المجر، عبر البريد الإلكتروني لمكتبه الإعلامي، لمعرفة تفاصيل أكثر.

ما المساعدة التي يمكن أن تقدمها المجر للاجئين الأوكرانيين؟

قال رئيس الوزرء المجري، فيكتور أوربان، لـ”رؤية”، إنه التقى رؤساء بلديات المنطقة الحدودية في الأيام الأخيرة عدة مرات، واطمأن على قدراتهم التنظيمية في مساعدة الوافدين الجدد خلال هذا الوقت الصعب، كما تحدث أيضًا إلى حرس الحدود وضباط الشرطة، ومع الأخذ في الاعتبار أن هذه حالة نزاع خطيرة وصعبة للغاية، فإن كل شيء يسير بطريقة منظمة وهادئة.

وأوضح أوربان، أن بلاده تسمح للجميع بالدخول، لدرجة أنه رأى بعض الأشخاص الذين ليس لديهم وثائق سفر، فزودتهم البلاد بها، كما يُسمح أيضًا للأشخاص من دول ثالثة بالدخول، لذلك في الوقت الحالي يسير العمل جيدًا، لكنه دعا إلى عدم الانجراف أو الشعور بالتفاؤل المفرط، لأن على الجانب الآخر من الحدود حربًا جارية، وإذا استمرت الحرب فمن الوارد أن تقترب إلى حدود المجر.

المجريون والأوكرانيون أصدقاء دومًا

قال أوربان: “أهم شيء هو مساعدة القادمين، لكن من ناحية أخرى، لا نريد التورط في هذه الحرب، لذا يجب أن نكون أكثر انضباطًا مع اقتراب خط المواجهات المسلحة من حدودنا، خاصة أنه توجد حاجة إلى رباطة الجأش الأسبوع المقبل، لذلك نحن نقدم كل المساعدة التي في وسعنا، لكن الحكومة تبذل جهودًا مستقلة لإنشاء ملاجئ وأماكن إقامة”.

من جهة أخرى، يساعد السكان المحليون العائلات الأوكرانية التي تصل إلى الحدود، وقال أوربان إن “صداقة الشعبين تمتد عبر مئات السنين، لذلك فالأوكرانيون مرحب بهم هنا، ولن نغلق الباب في وجوههم أبدًا، بل سيجدون كل ود وترحاب من جهتنا، وسيجدون أصدقاءهم في الانتظار، ويمدونهم بكل ما يحتاجون إليه”.

المجر على خطى الاتحاد الأوروبي

قال أوربان لـ”رؤية” عبر بريد مكتبه الإعلامي: “لقد أيدت كل ما وصل إليه الاتحاد الأوروبي، وبالتالي أؤيد العقوبات التي فرضها على روسيا، لقد عقدنا قمة في بروكسل والمجر أوضحنا فيها أن ذلك هو وقت الاتحاد، إنها حرب، وما يتعين علينا القيام به هو أن نستعد للسلام، وإلا سيموت آلاف الأشخاص في الأيام القادمة، لذا فإن جهود السلام هي الأهم، وهذه هي الطريقة التي حاولت بها المساهمة في الأسبوع الماضي”.

وتابع: “نحن ندين روسيا مع كل القادة الأوروبيين، يجب أن نكون متحدين في ذلك، روسيا مدانة من جميع القادة الأوروبيين، ومن بينهم المجر أيضًا، وبالمناسبة، لم نعارض خروج روسيا من نظام سويفت، هذه معلومات مضللة، أوضحت المجر في قمة يوم الخميس الماضي، أنها تؤيد أي عقوبات يوجد إجماع بشأنها داخل الاتحاد الأوروبي”.

فشل مساعي السلام

المجر عرضت يوم الجمعة الماضي الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، في سعيها لإتمام السلام بين البلدين، لكن لم يوافق أي من البلدين على الهدنة أو وساطة المجر بينهما. وقال رئيس الوزراء المجري في إجاباته عن أسئلة “رؤية”: “أعتقد أن عديدًا من القادة الأوروبيين بذلوا جهودًا جادة في الأيام العشرة الماضية، لقد بادر مستشار ألمانيا أولاف شولتس بذلك، ثم رئيس فرنسا، ثم بادرت أنا”.

وفيما لم ترد منه إجابة عن سؤال هل يمكن اعتبار أن روسيا تدافع عن نفسها أمام القطيعة الغربية، اختتم أوربان: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا لتلافي ما حدث، لكن المبادرات باءت بالفشل، كما فشلت جميع الجهود التي بذلها الاتحاد الأوروبي، وعلينا الآن أن نركز جهودنا على العودة من الحرب إلى السلام”.

ربما يعجبك أيضا