رغم العقوبات.. بنوك أمريكية تسهّل تداول أصول مرتبطة بروسيا

تسعى بنوك أمريكية كبرى مثل جولدمان ساكس وجيه بي مورجان لتلبية الطلب المتزايد من المستثمرين على تداول أصول مرتبطة بروسيا، عبر توفير عقود مشتقات مرتبطة بالروبل. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه العقود قانونية بموجب العقوبات الغربية، لأنها لا تشمل أصولًا روسية فعلية أو تعاملات مع مواطنين روس.

ونظرًا لمنع المستثمرين الأمريكيين والأوروبيين من الوصول المباشر إلى الروبل، تُعد هذه العقود، المعروفة باسم العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، وسيلة قانونية للمضاربة على ارتفاع قيمة العملة الروسية، التي ارتفعت بنسبة 20% منذ بداية العام، مسجلة أقوى أداء بين العملات العالمية، بحسب وكالة بلومبرج الأربعاء 5 مارس 2025.

الأصول الروسية

يتزايد اهتمام المستثمرين بالأصول الروسية بعد أن طرحت الإدارة الأمريكية فكرة تخفيف العقوبات ضمن صفقة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ورغم استمرار المفاوضات، فإن الوضع لا يزال غير محسوم، خاصة مع توقعات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بأن إنهاء الحرب لا يزال بعيدًا. حتى في حال تخفيف العقوبات الأمريكية، يُتوقع أن تظل العقوبات الأوروبية قائمة.

وقال مدير الصناديق بول مكنمارا إن بعض الوسطاء عرضوا عليه سندات مقومة بالروبل صادرة عن مؤسسات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي، لكنه أوضح أن فريق الامتثال لديه يفضل تجنب هذه الأصول.

شبه معدومة القيمة

مع استمرار القيود الغربية على السندات السيادية والشركات الروسية، يبرز مستثمرون من الشرق الأوسط، مثل صناديق التحوط والمكاتب العائلية، كمشترين رئيسيين لهذه الأصول، حيث لا يخضعون للعقوبات المفروضة على روسيا.

وبحسب أحد المتداولين، فإن السندات الأكثر طلبًا هي تلك المقومة بالدولار واليورو الصادرة عن شركات كـ جازبروم ولوك أويل، وأضاف أن بعض العملاء، الذين كانوا يعتبرون أصولهم الروسية شبه معدومة القيمة قبل أشهر، أصبحوا الآن أكثر ترددًا في بيعها، خصوصًا مع ارتفاع أسعارها مؤخرًا رغم بقاء الفجوة بين العرض والطلب واسعة.

تعقيدات قوانين العقوبات الأمريكية

تشير بيانات بلومبرج إلى أن إجمالي ديون الشركات الروسية المتداولة بأسعار منخفضة تقلص بنسبة 13% منذ بداية العام، ليصل إلى 35.3 مليار دولار، وهو أحد أكبر التراجعات المسجلة هذا العام.

ورغم هذا الاهتمام المتزايد، يحذر خبراء من المبالغة في التوقعات بشأن الأصول الروسية، نظرًا لتعقيدات قوانين العقوبات الأمريكية، التي تتطلب موافقة الكونجرس لإجراء أي تغييرات جوهرية عليها.