رقصة الجوبي.. فولكلور عراقي عنوانه البهجة

شيرين صبحي

ما هي رقصة الجوبي العراقية؟ ولماذا ارتبطت بالأعياد والمناسبات الخاصة؟


على امتداد نهري دجلة والفرات، تنتشر رقصة الجوبي التي يحترفها العراقيون، وتحضر في أفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية.

والجوبي، ميراث يعود إلى الأجداد، لا يقتصر على الرقصة، بل يشمل ما يرتبط بها من ألحان وأغانٍ وأشعار ومواويل. وهو نوع من الرقص والغناء مستوحى من طبيعة البيئة الريفية العراقية، ويسمى في بعض المناطق بـ”لعبة الجوبي”.

الجوبي يشبه الدبكة

الجوبي واحدة من أقدم الرقصات الفلوكلورية في العراق، وتشبه إلى حد كبير الدبكة في بلدان أخرى، وفيها يتحلق الراقصون حول بعضهم البعض، وتتشابك أياديهم وتتقارب أكتافهم.

اقرأ أيضًا: صور| بطلة مسلسل «ليه لاء» تستمتع بإجازة الصيف

في الغالب، يمارس الجوبي مجموعة تتراوح أعدادها بين 10 و20 شخصًا، يرتدون الزي التقليدي “الدشداشة”، ويشكلون نصف دائرة يقودها شخص يحمل في يده مسبحة أو منديلًا ليضبط الإيقاع، وربما انفرد شخص أو اثنان عن هذه المجموعة ليؤديا رقصة خاصة أمامها.

أصل الجوبي

لا يتفق الباحثون على تحديد أصل تسمية الجوبي، لكن يعتبرها المؤرخ والعالم اللغوي، مصطفى جواد، مشتقة من كلمة “الجوبة”، التي تعني الفسحة من الأرض أو الساحة التي تباع فيها الأغنام، ويبدو أن هذه الرقصة كانت تمارس سابقًا في الأماكن المفتوحة.

اقرأ أيضًا: «كان حلمي كلية شرطة».. محمد هنيدي يكشف عن بدايته الفنية

هذه الرقصة الشعبية التي يألفها ويحبها العراقيون، يحرص معظم الفنانين العراقيين على أن تضم ألبوماتهم أغنية واحدة على الأقل من هذا اللون.

كيف تختلف أشكال الجوبي؟

يختلف شكل هذه الرقصة بين منطقة وأخرى، فالجوبي في الأنبار يختلف عنه في صلاح الدين وكركوك وغيرها، وقد أصبح لهذا الفن تفاصيل تنفرد بها كل منطقة عن الأخرى، سواء في طريقة الأداء أو الألحان والأغاني المرافقة، وفقًا للباحث في التراث الشعبي، صفاء الآلوسي.

تتمثل هذه الفروق في طريقة القفز وتحريك الأرجل، والألحان التي تختلف إيقاعاتها بين بطيئة وسريعة، كما أن الكثير من مؤديها استبدلوا الآلات التقليدية التي كانت تعزف عليها أغاني الرقصة سابقًا وهي المزمار والطبل، بآلة الأورغن الحديثة.

فولكلور عراقي

الجوبي هو أحد أنواع غناء الفولكلور العراقي الذي تصحبه رقصة خاصة، تميزه عن غيره من فنون الغناء الشعبي. وينتشر هذا اللون الغنائي في بغداد، وبعض المدن والقرى العراقية، وكان يؤدى في اليوم الثاني من أيام عيدي الفطر والأضحى.

في العادة، يضيف سكان كل منطقة لمساتهم الخاصة إلى هذه الرقصة التي لا تقتصر على المناطق العربية في العراق فحسب، وإنما تشتهر لدى الأكراد والتركمان أيضًا.

رقصة وافدة

maxresdefault 1 3

رقصة الجوبي العراقية

الجوبي أحد الفنون الغنائية الوافدة من بلاد فارس إلى العراق، وذلك في مطلع القرن 19 الميلادي، وكان للقبائل العربية الجنوبية الدور الكبير في انتشاره في بعض المدن العراقية، وفقًا لمجلة “الثقافة الشعبية”.

يختلف المهتمون بالموسيقى والتراث في أصل نشأة رقصة الجوبي التي ينسبها البعض إلى الفولكلور الكردي، وينسبها آخرون إلى الفولكلور الفارسي.

الرقص بأنغام خاصة

يصف الكاتب العراقي، السيد عبدالجبار فارس، الرقصة قائلًا: “فريق من المشاة يجتمعون ويشكلون حلقة ويكونون لعبة خاصة، وهي نوع من الرقص بأنغام خاصة يسمونها (الجوبي)، ويقف في وسط الحلقة مزمر وبيده المزمار يزمر به، وقد يرأس حلقة الجوبي غلام جميل طويل الشعر وعلى رأسه قلنسوة ملونة ويكون رئيسًا للعبة”.

ويضيف: “لعبة الجوبي لعبة خاصة، فيميل كل راقص إلى الذي بجانبه في أثناء القفز طورًا لليمين وآخر لليسار وإيعاز الحركة يكون بيد رئيس الحلقة، وهذه اللعبة منتشرة في الفرات كثيرًا، ولا تخلو من بهجة ومسرة”.

ربما يعجبك أيضا