أضفى تعيين ماركو روبيو، وزيرًا للخارجية الأمريكية مزيدًا من التعقيد على العلاقات الصينية الأمريكية، حيث يشتهر روبيو بآرائه المعادية للصين، منتقدًا وضع حقوق الإنسان في الصين، والسياسات الاقتصادية، وسلوكها في الشؤون الدولية.
وفي الصين، يُنظر إلى روبيو على أنه “رائد معاداة الصين”، وقد أدرج اسمه في قائمة العقوبات الصينية مرتين، ولم يتم رفع العقوبات حتى الآن.
معارضة صينية
أوضحت مجلة “أوراسيا ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 13 فبراير 2025، أن روبيو منذ توليه منصب وزير الخارجية الأمريكية، دارت الكثير نت الأسئلة داخل الدوائر الاستراتيجية الصينية حول رفع العقوبات على روبيو لإصلاح العلاقات الصينية الأمريكية، وهل ستصبح هذه القضية عقبة في طريق زيارة ترامب، ما يتسبب في مزيد من التوتر في العلاقات الصينية الأمريكية؟
وأضافت أن الرأي العام المحلي في الصين يعارض بشدة رفع العقوبات المفروضة على روبيو، فرغم فرض الصين عقوبات عليه مرتين، فإنه لا يبدو أنه يتوب أو يصحح سلوكه، ولكنه كان يسبب المتاعب للصين منذ توليه منصبه وزيرًا للخارجية الأمريكية.
وأوضحت أن المراقبين الصينيين يرون أن رفع العقوبات المفروضة عليه سيجعل الصين تبدو ضعيفة وسيؤدي إلى عدم أخذ العقوبات الصينية على محمل الجد، فمن وجهة نظرهم رشح روبيو لهذا المنصب، لأن الولايات المتحدة أرادت استفزاز الصين وإحراجها، فلا ينبغي للصين أن تنخدع وتتراجع عن القضية بسهولة.
استراتيجية ثلاثية
قالت المجلة إن استراتيجية الصين للتعامل مع الولايات المتحدة تتألف من 3 أجزاء، من خلال تبني نموذج جديد للتفاعلات الصينية الأمريكية المستقبلية حيث تتعايش “العقوبات والحوار”، وذلك بدون رفع العقوبات عن روبيو، ويستمر الجانبان في التواصل عبر الهاتف ومؤتمرات الفيديو، وعقد محادثات شخصية بمساعدة دول خارجية.
والجزء الثاني يأتي بالتركيز على الرئيس ترامب، حيث يعتقد علماء صينيون، مثل تشنج يونج نيان، أن الغرض وراء ترشيح ترامب للصقور، مثل روبيو، هو ممارسة ضغوط شديدة على الصين وابتزازها أو التفاوض معها من موقع قوة، ومع ذلك، ستظل سلطة اتخاذ القرار معه بقوة.
وبغض النظر عن مدى “معاداة الصين” لهؤلاء السياسيين، فإنهم لا يستطيعون اتخاذ القرارات بأنفسهم ولا يزال يتعين عليهم طاعة ترامب إذا كانوا لا يريدون مواجهة مصير “مايك بومبيو” وآخرين، لذلك، طالما أن الصين تحافظ على رضا ترامب، فلا داعي للقلق كثيرًا بشأن معاونيه.
إعادة ضبط العلاقات
أفادت المجلة بأن الصين ترغب في وضع آمالها على الخطاب الشعبي في واشنطن بأن روبيو لن يستمر طويلا في هذا المنصب الرئيسي وسيُهمَّش أو يُجبَر على التنحي بسبب الفصائلية والاضطرابات الداخلية داخل فريق ترامب، ووفقًا للباحث الصيني في جامعة رينمين، جين كانرونج، فإن هذا يظل احتمالًا واردًا، نظرًا لعدم دعم حركة “أمريكا عظيمة مرة أخرى” لروبيو.
وأشارت إلى أن قضية روبيو ظهرت كإحدى العقبات الجادة الأولى في استكشاف الولايات المتحدة والصين لآفاق “إعادة ضبطٍ تفاوضية” في العلاقات الثنائية في ظل ولاية ترامب الثانية، وأن الكيفية التي يتعامل بها الجانبان مع هذه القضية ستحدد مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأربع المقبلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2135104