روسيا تضع استراتيجية جديدة تهدف إلى استخدام الأسلحة النووية

عمر رأفت
هل تستخدم روسيا السلاح النووي لصد أي عدوان أمريكي محتمل؟

اشتد الصراع بين واشنطن وموسكو، فالولايات المتحدة ترى أن نفوذ روسيا يزداد، في حين ترى الأخيرة أنه يجب إنهاء الهيمنة الأمريكية.


كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية عن أن روسيا تهدف لوضع استراتيجية جديدة لاستخدام الأسلحة النووية، لصد أي اعتداء محتمل من الولايات المتحدة.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، الذي استندت فيه إلى مقال نُشر في مجلة الفكر العسكري الروسية، إن وزارة الدفاع في موسكو كشفت عن استراتيجيتها العسكرية الجديدة، التي ستعمل عليها.

لجوء موسكو للأسلحة النووية

تأتي تلك التقارير، بعد تصريحات عدد من الشخصيات السياسية الروسية بشأن إمكانية لجوء موسكو للأسلحة النووية، وتفاخر الضيوف والمذيعون في التلفزيون الرسمي الروسي بقدرات البلاد النووية، داعين إلى شن ضربات على الغرب، الذي يدعم أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ عام تقريبًا.

ونقلت نيوزويك، مقالًا بمجلة الفكر العسكري الروسية، زعم أن الولايات المتحدة قلقة من الأنشطة الروسية، خلال تلك الفترة من جهة، ومن فقدان مكانتها وهيمنتها على الساحة العالمية، وبالتالي تخطط لشن ضربات على روسيا، لتحييدها. وأن البنتاجون يسعى إلى وضع استراتيجية تهدف إلى تحجيم ما يصل إلى 70% من القدرات النووية الروسية، باستخدام ضربة عسكرية مباشرة.

مواجهة العدوان الأمريكي

أشار المقال الروسي، وفق تقرير نيوزويك، إلى أن الخبراء العسكريون الروس يبحثون كيفية مواجهة العدوان الأمريكي، من خلال تفعيل قوات الردع الاستراتيجي، وأن هزيمة “المعتدي الأمريكي” تتطلب أسلحة نووية وغير نووية متطورة، مع مراعاة أحدث التقنيات العسكرية.

وشدد المقال على أن استراتيجية موسكو من شأنها أن تُظهر لواشنطن أنها لا تستطيع شل نظام الصواريخ النووية الروسي، وأنها يجب عليها إعادة حساباتها في حال التفكير بشن ضربة عسكرية ضد روسيا.

الانسحاب الروسي من «نيوستارت»

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، أن روسيا ستعلق معاهدة ستارت الجديدة، وهي المعاهدة التي تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، قائلاً إنه يريد إعادة تقييم ما يمتلكه حلفاء الناتو من أسلحة نووية في ترساناتهم.

وخصصت المعاهدة عددًا متفق عليه من السلاح النووي لكل من روسيا والولايات المتحدة، بما لا يزيد على 1550 رأسًا نوويًّا منتشرًا، و 700 صاروخ، ووقعها، في العام 2010، الرئيسان الأمريكي السابق، باراك أوباما والروسي في ذلك الوقت، دميتري ميدفيديف.

إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا

قال بوتين، في تصريحات صحفية سابقة، في تبرير شن عمليته العسكرية على أوكرانيا، إن الغرب أراد إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ومحاولة الوصول إلى المنشأت النووية،في الوقت ذاته.

وكتب ميدفيديف، الذي يشغل الآن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، منشورات وصفت بالتحريضية عبر قناته بموقع التواصل تليجرام، وهاجم دعم الغرب لأوكرانيا، في مقال رأي بصحيفة إزفستيا الروسية، وقال إن استمرار تزويد كييف بالأسلحة يعني الخسارة للجميع.

 استخدام روسيا السلاح النووي

قللت وزارة الاستخبارات الإيطالية، في تقرير أمني لها، من التهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية، في تقرير صدر حديثًا.

وذكر موقع دي كود 39 الإيطالي، أن هذا التقرير لا يعني أن الوزارة الإيطالية لا تقلل من التهديدات الروسية ومخاطر استمرار الحرب، إلا أنها قللت من تهديدات موسكو بشأن استخدام السلاح النووي.

وأشارت الوزارة إلى أولئك الذين يخشون التصعيد العسكري والتهديد النووي، والعقل الذي يدعو الغرب إلى التوقف عن إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، لتجنب تأجيج نيران الحرب لا يجب أن يقلقوا، خاصة عضو مجلس النواب الإيطالي، جوزيبي كونتي.

ميلوني تسير في طريق خاطئ

قال دي كود 39 إن كونتي وصف زيارة رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، العاصمة الأوكرانية كييف بأنها بمثابة دعم من روما لمواجهة الحرب الروسية، وأنها استراتيجية لا تؤدي إلا إلى التصعيد العسكري.

وأضاف، في تصريحاته التي أبرزها الموقع الإيطالي، أن الطريق الذي تسلكه ميلوني يقود إلى زيادة الصراع على نحو لا يمكن السيطرة عليه، ودعاها إلى العمل من أجل مفاوضات السلام، واصفًا إياها بأنها المخرج الوحيد من تلك الازمة، واستند إلى ورقة الصين الأخير ذات الـ12 نقطة، وقال إن بها بعض العناصر الإيجابية.

نقطة ضعف في الهيكل الأمني ​​الأوروبي

جاء في تقرير الاستخبارات الإيطالية أيضًا أن بعض البلدان أصبحت الآن بمثابة نقطة ضعف بالنسبة للغرب، وتريد روسيا استغلالها لصالحها مثل مولدوفا وجورجيا، وأجزاء من غرب البلقان، وتنظر موسكو إلى هذه المناطق على أنها نقطة ضعف في الهيكل الأمني ​​الأوروبي، وعرضة للتدخل.

وأشار التقرير الاستخباراتي إلى أن موسكو تهدف إلى زعزعة استقرار هذه البلدان، والعمل على تفكيك التكامل الأوروبي الأطلسي، وتأجيج التوترات العرقية في كوسوفو، على سبيل المثال، ودعم السياسات المزعزعة للاستقرار، مثل التي توجد في البوسنة والهرسك.

ربما يعجبك أيضا