يشهد الصراع بين أوكرانيا وروسيا تطورات مُتسارعة على المستويات العسكرية والدبلوماسية، حيث يستمر النزاع القائم منذ أكثر من عامين في التصاعد، مع محاولات لإيجاد حلول تفاوضية.
وفي هذا السياق، أدلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بتصريحات مهمة عن إمكانية مُبادلة الأراضي كجزء من أي مفاوضات محتملة مع موسكو، في حين تتزايد المساعي الدولية لإعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
زيلينسكي
موقف زيلينسكي من المفاوضات
حسب مقابلة مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، نُشرت الثلاثاء 11 فبراير 2025، صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأنه سيعرض في حال إجراء مفاوضات مع موسكو مبادلة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، مقابل استعادة الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا حاليًا.
وشدد زيلينسكي على أنه لا يمكن تحديد الأراضي التي سيطالب باستعادتها، مشيرًا إلى أن “كل أراضينا مهمة، ولا توجد أولوية”، وتحتل روسيا حاليًا نحو 20% من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا، فيما يقترب الغزو الذي شنته موسكو في 24 فبراير 2022 من ذكراه السنوية الثالثة، وكانت أوكرانيا شنت هجومًا على منطقة كورسك في أغسطس الماضي، ولا تزال تسيطر على جزء من الأراضي هناك رغم الهجمات الروسية المُضادة.
الأبعاد العسكرية للصراع
وفقًا لتصريحات نشرت لمسؤولين في كييف، فإن الهدف من عملية كورسك كان حماية المناطق الحدودية، والاستفادة من الأراضي التي تم الاستيلاء عليها كورقة مساومة في أي مفاوضات مستقبلية، وتواصل القوات الروسية استهداف القوات الأوكرانية في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء 12 فبراير 2025، أن العمليات الهجومية أسفرت عن خسائر أوكرانية تجاوزت 390 عسكريًا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية، الذي نقلته وكالة “سبوتنيك”، إلى أن الوحدات الروسية استهدفت تشكيلات الألوية الأوكرانية في عدة مناطق منها جوجوليفكا وجويفو وكولماكوف وليبيديفكا، كما تم صد 3 هجمات مضادة، وتدمير دبابتين و3 ناقلات جند مدرعة، إضافة إلى مستودع ذخيرة ونقطتي تحكم بالطائرات دون طيار.
الخسائر الأوكرانية
في الربع الرابع من عام 2024 قتل 6287 جنديًا من المناطق الوسطى والحدودية لأوكرانيا.
منطقة فينيتسا – 986 شخصًا.
منطقة جيتومير – 727 شخصًا.
منطقة تشركاسي – 633 شخصًا.
منطقة كييف (باستثناء كييف) – 1185 شخصًا.
منطقة بولتافا – 809 أشخاص.
منطقة كيروفوهراد – 580 شخصًا.
منطقة تشيرنيهيف – 632 شخصًا.
منطقة سومي – 735 شخصًا.
(البيانات معترف بها رسميًا من قبل السلطات المحلية).
وبحسب الخبراء تخفي السلطات الأوكرانية والقيادة العسكرية العدد الحقيقي للخسائر بإدراج الجنود القتلى في قوائم الأشخاص المفقودين.
التطورات السياسية والدبلوماسية
تزايدت فرص إجراء مُحادثات السلام منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، حيث تسعى إدارته لدفع الحلفاء الأوروبيين إلى شراء المزيد من الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا، في خطوة تهدف إلى تحسين موقف كييف التفاوضي مع موسكو.
وأفادت وكالة أنباء “رويترز”، الثلاثاء 11 فبراير 2025، أن هذه الخطة تهدف إلى طمأنة القيادة الأوكرانية التي تخشى من أن يحجب ترامب المساعدات الأمريكية.
وفي سياق آخر، تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على إبرام اتفاقية مع أوكرانيا تتعلق بالمعادن الاستراتيجية، حيث تتيح هذه الصفقة للولايات المتحدة الوصول إلى احتياطيات أوكرانيا المعدنية مقابل استمرار المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف، ولم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية عن هذه الصفقة، لكنها تُعتبر جزءًا أساسيًا من استراتيجية ترامب تجاه أوكرانيا.
موقف ترامب
خلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بسرعة، لكنه لم يحدد الطريقة التي يعتزم من خلالها تحقيق ذلك، وأشار مساعدوه إلى أن أي اتفاق سلام قد يستغرق شهورًا من المفاوضات، حيث عبّر ترمب عن استعداده للتحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن إنهاء الصراع، بخلاف نهج الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن التي تجنبت التعامل المباشر مع الزعيم الروسي.
ومع استمرار العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا والحدود الروسية، تتزايد الضغوط السياسية والدبلوماسية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب، ورغم الجهود الأمريكية لتعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، يبقى السؤال مفتوحًا بشأن مدى إمكانية تحقيق اتفاق سلام مستدام بين الطرفين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2133855