روسيا وسوريا.. مرحلة جديدة من إعادة الشراكة والاستقرار

خبير سياسي لـ"رؤية": سوريا في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي

بسام عباس

بعد أكثر من عقد من الحرب والمعاناة، تجد سوريا نفسها أمام مرحلة جديدة عقب سقوط نظام بشار الأسد؛ ومنذ هذه اللحظة المفصلية تفتح الباب أمام إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية، ومع استمرار الجهود لترسيخ الاستقرار، تبرز روسيا كأحد أهم الداعمين للإدارة الجديدة، من خلال المساعدات الاقتصادية والتنسيق الأمني.

على الرغم من التصديق على الإعلان الدستوري ومساعي الحكومة الانتقالية لقيادة سوريا نحو مستقبل مستقر، تواجه البلاد تحديات كبرى.

أبرز بنود مسودة .png

التحقيق في أحداث الساحل

من أبرز هذه التحديات، الأحداث الدامية التي شهدتها مدن الساحل السوري، حيث قُتل المئات من المدنيين جراء حملة أمنية نفذتها قوات الأمن العام ضد فلول نظام الأسد السابق.

سارعت الإدارة الجديدة إلى احتواء الأزمة عبر إيقاف العمليات الأمنية وتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في الأحداث؛ وفي المقابل، لعبت قاعدة حميميم الروسية دورًا بارزًا في توفير ملاذ آمن للآلاف من العائلات الفارّة من العنف، ما عزز الدور الروسي في استقرار البلاد.

حلفاء خارجيين

بنظر الدكتور قصي عبيدو المحلل السياسي السوري فإن الاستعانة بحلفاء خارجيين موثوقين في سوريا، سيساعد الإدارة الجديدة على تحقيق آمال السوريين ببناء دولتهم المستقرة.

وأكد الدكتور قصي عبيدو؛ خلال تصريحاته لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، على أن الوجود الروسي مثلاً سيساهم في استقرار سوريا، ويشكل ضمانة للسوريين بعدم تكرار الأحداث المؤسفة التي سببتها عناصر دخيلة على سوريا والسوريين.

موسكو والاستقرار الاقتصادي

إلى جانب دعمها الأمني، تساهم روسيا في تعزيز الاقتصاد السوري عبر توريد النفط والغاز، إذ وصلت ناقلات روسية محملة بملايين البراميل إلى ميناء بانياس، في خطوة تهدف إلى تخفيف أزمة الطاقة.

كما تلقت سوريا دفعات مالية من روسيا، ما يساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية ودعم استقرار الليرة السورية.

فيما سبق وأن استلم مصرف سورية المركزي، 300 مليار ليرة سورية، قادمة من روسيا. بينما سيتم إرسال دفعات أخرى في وقت لاحق قد تكون بمبالغ أكبر، وهو مؤشر جديد على تحسن العلاقات بين موسكو ودمشق.

العلاقات الروسية السورية

يرى قصي عبيدو أن الشراكة مع روسيا تشكل ركيزة أساسية لاستقرار سوريا، من خلال التعاون في رفع العقوبات الغربية وتقديم الدعم الأمني والاقتصادي.

وتابع: “الاستعانة بالشرطة العسكرية الروسية، وتسيير دوريات أمنية مشتركة، من شأنه أن يشكل رادعًا للمنتهكين من الداخل، خصوصًا وأن الشرطة العسكرية الروسية سبق وأن راقبت مناطق التوتر وتحظى بخبرة في ذلك، وساهمت في احتواء العديد من الأزمات خلال عهد النظام السابق”.

وفي الوقت نفسه، يبقى المجتمع الدولي مطالبًا بتقديم مساعدات إنسانية وإعادة النظر في العقوبات الاقتصادية، لضمان مستقبل مستدام للسوريين.

سوريا وآمال المستقبل

مع استمرار التحديات السياسية والأمنية، تبقى سوريا في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي لضمان انتقالها نحو مرحلة جديدة.

وبينما تلعب روسيا دورًا رئيسيًا في هذا المشهد، يظل استقرار البلاد مرهونًا بمدى نجاح الحكومة الانتقالية في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء الدولة على أسس حديثة.

ربما يعجبك أيضا