نتنياهو لن يفلح في جر إيران إلى حرب واسعة، لأن نهج الحكومة الإيرانية إعطاء الأولوية للاقتصاد والحوار مع الغرب.
في مؤتمره الأول، أعلن الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، الاثنين 16 سبتمبر 2024، استعداده للحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية إذا ما تراجعت عن سياستها ضد إيران.
وبينما يستعد الرئيس الإصلاحي للمشاركة في اجتماع الأمم المتحدة الأحد المقبل، 22 سبتمبر، تعرض السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، لمحاولة اغتيال ضمن أكبر عملية اغتيال جماعي نفذتها إسرائيل ضد عناصر حزب الله في لبنان، ما يثير التساؤلات حول توقيت تلك العملية.
عشية رحلة بزشكيان
يبدو أن لدى إسرائيل، خاصة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مخاوف من طبيعة الإدارة الأمريكية القادمة، بعد انتخابات نوفمبر المقبل.
ويشير تقرير موقع بازار التحليلي، اليوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024، إلى أن خطة الرئيس بزشكيان للحوار مع الغرب، قد أزعجت إسرائيل، من إمكانية تحقيق تقارب بين واشنطن وطهران على حساب المصالح الإسرائيلية، على غرار ما حدث في عهد الرئيس الديموقراطي الأسبق، باراك أوباما.
الاغتيالات الجماعية هدفها مزدوج
أوضح التقرير الإيراني، أن عملية الاغتيالات الجماعية في لبنان، هدفها مزدوج يتعلق بشل حزب الله اللبناني، وكذلك يظهر خطة تل أبيب المنظمة لمواجهة نهج طهران الجديد للحوار مع الغرب.
وأول شيء يجب ملاحظته هو أن هذا الهجوم الإرهابي وقع قبل أيام قليلة من رحلة بزشكيان إلى نيويورك وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث صرح الرئيس الإيراني من قبل إلى أنه ينوي استغلال فرصة خطابه كأداة لتحييد الخوف من إيران.
رفع مستوى التوتر
بينما تلتزم طهران سياسة الرد الحكيم على عملية اغتيال رئيس مكتب حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية على أراضيها، خشية من اتساع دائرة الحرب في المنطقة، وهو ما يتعارض مع مصالح طهران التي تسعى لخفض التوتر مع الغرب في ظل اشتداد العقوبات الغربية على اقتصادها.
أشار تقرير بازار إلى أن نتنياهو والحكومة الإسرائيلية لم يعتزما خفض مستوى التوترات، بل على العكس من ذلك، منذ وصول حكومة بزشكيان في إيران، تركزت جهود تل أبيب على خلق الفوضى في المنطقة من خلال التوسع في نطاق التوترات.
واستدل الموقع الإيراني، بأن الاختراق الأمني في لبنان، استهدف السفير الإيراني كمسؤول بعد أشهر قليلة من اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
كما أن حكومة نتنياهو بدأت هجماتها المباشرة والمنظمة ضد قوات حزب الله اللبناني منذ بداية الصيف، والآن هناك احتمال لاندلاع حرب ثانية بين الجانبين. والهدف هو إطالة التوتر في المنطقة باستمرار العمليات الإسرائيلية في غزة ومساندة حزب الله لحماس، إلى تطمأن حكومة إسرائيل للرئيس الأمريكي القادم.
آملًا في ترامب
تشير استطلاعات رأي إلى أن كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتفوق على منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
ويشير التقرير التحليلي للموقع الإيراني، إلى أنه رغم أن جميع الحكومات الأمريكية ملتزمة تقليديا بالحفاظ على أمن إسرائيل، إلا إن نتنياهو لديه قلق خاص من وصول الديموقراطية هاريس وخسارة الجمهوري ترامب، ما يدفعه لممارسة ما يثير غضب إيران.
لكن أشار التقرير الإيراني، إلى أن نتنياهو لن يفلح في جر طهران إلى حرب واسعة، لأن نهج الحكومة الإيرانية إعطاء الأولوية للاقتصاد، وأن أي رد محتمل من طهران أو فصائل المقاومة على إسرائيل لا ينبغي أن يكون بشكل يفتح أقدام إيران على حرب شاملة؛ وهي مسألة وردت بوضوح في تصريحات سابقة للمرشد الأعلى، على خامنئي.
لحظة نقل السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، إلى المستشفى، عقب محاولة اغتياله، الثلاثاء 17 سبتمبر
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1983808