زيارة الأسد إلى الإمارات.. دبلوماسية أبوظبي الجديدة تصدم واشنطن

آية سيد

بعد زيارة الأسد إلى أبوظبي يوم الجمعة، صرّح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة تفاجأت من الزيارة.. فإلى أي مدى يتصاعد التوتر مع واشنطن؟


كشف مصدران مطلعان أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فوجئت بزيارة الرئيس السوري بشّار الأسد إلى دولة الإمارات التي جرت يوم الجمعة 18 مارس 2022.

ونشر موقع أكسيوس تقريرًا يوم الأربعاء 23 مارس 2022 قال فيه إن أن زيارة الأسد التي تعدّ الأولى لدولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية منذ 11 عامًا، أضافت مزيدًا من التوتر إلى العلاقات المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة والإمارات.

تعتيم إعلامي وصدمة أمريكية

تقرير موقع أكسيوس أشار إلى أن الإعلام السوري والإماراتي لم يذكر أي شيء عن الزيارة إلا بعد وصول الأسد إلى أبوظبي. ونقل عن مصدرين أن إدارة بايدن علمت عن الزيارة عبر الإعلام، وأن مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجيّة شعروا بالصدمة.

وأفاد التقرير بأن مصدرًا إسرائيليًّا مطّلعًا على الاجتماع، قال إن ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، على زيارة الأسد.

خيبة أمل أمريكية.. والإمارات: مصالحنا أوّلًا

صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الأمريكيّة، نيد برايس، يوم الأحد “نحن نشعر بخيبة أمل وانزعاج كبيرين من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعيّة على بشار الأسد”. مشددًا على أنه “يظل مسؤولًا عن موت ومعاناة عدد لا يُحصى من السوريّين، ونزوح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب، والاعتقال التعسفي واختفاء أكثر من 150 ألف سوري من الرجال والنّساء والأطفال”.

وقال برايس يوم الاثنين، “أثار مسؤولو إدارة بايدن المسألة مع المسؤولين الإماراتيّين، وأعربوا عن إحباطهم واحتجاجهم على الزيارة”. مشيرًا إلى أن أن إدارة بايدن لن ترفع العقوبات المفروضة على سوريا. لكن الخارجيّة الأمريكيّة رفضت التعليق على ما إذا كانت تفاجأت بزيارة الأسد، حسب التقرير.

على الجانب الآخر، رفض الإماراتيّون النقد الأمريكي، ونقل أكسيوس عن مسؤول إماراتيّ أن زيارة الأسد كانت جزءًا من استراتيجية أوسع وجديدة تقوم على التحدث مع الجميع في المنطقة، ومحاولة ألا يكون لأبوظبي أعداء، مضيفًا “يؤكد نهجنا الجديد على الدبلوماسية وخفض التصعيد والمشاركة… ونحن نضع مصالحنا أولًا”.

توتر مستمر في العلاقات الإماراتية الأمريكية

وقال التقرير إن العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات متوترة منذ الهجوم الصاروخي الحوثي على أبوظبي في يناير 2021، عندما شعر الإماراتيون بالإحباط من الرد الأمريكي الذي قال إنه “ضعيف وبطئ جدًا”.

وأشار التقرير إلى رفض ولي عهد أبوظبي مقابلة قائد القيادة المركزيّة الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي في فبراير 2022، مدعيًا أن الأمر استغرق من الجنرال 22 يومًا بعد الهجوم الصاروخي لكي يظهر. كذلك شعر الإماراتيون بالإحباط عندما رفضت إدارة بايدن طلبهم بإعادة إدراج الحوثيين كتنظيم إرهابي.

ولفت التقرير إلى أنه في وقت مبكر من هذا الشهر، امتنعت الإمارات عن التصويت على قرار أمريكي في مجلس الأمن يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وذكر أن الولايات المتحدة استعانت بإسرائيل للضغط على الإمارات كي تصوّت على قرار مشابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي نهاية المطاف صوّت الإماراتيون لإدانة الحرب.

ربما يعجبك أيضا